قال عمر بن الخطاب لا تعلموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخطة تنزل عليهم. وقال أيضاً ما تعلم الرجل الفارسية إلا خبث، ولا خبث إلا نقصت مروءته
حكم الأثر: حسن لغيره دون قوله (ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخطة تنزل عليهم) فهذه زيادة ضعيفة يعني الثابت عن عمر هو النهي عن رطانة الأعاجم فقط ومعناه لغة الأعاجم وقد روي عن علي بنحوه كما سيأتي
الأول: عطاء بن دينار الهذلي عن عمر بن الخطاب
1) ثور بن يزيد عن عطاء به
1- محمد بن يوسف الفريابي عن الثوري ثور بن يزيد به
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (ج9/ص392) أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنبأ أبو بكر القطان، ثنا أحمد بن يوسف السلمي، ثنا محمد بن يوسف، ثنا سفيان، عن ثور بن يزيد، عن عطاء بن دينار، قال: قال عمر رضي الله عنه: لا تعلموا رطانة الأعاجم ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم.
إسناده ضعيف لانقطاعه رجاله ثقات لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم (ج1/ص511) وروى البيهقي بإسناد صحيح وفيه "عطاء بن دينار" لكن في موضع آخر (ج1/ص481) قال روى يعني أبا الشيخ الأصبهاني بإسناده عن "عطاء بن يسار عن عمر" فإما أن الإسناد عند أبي الشيخ فيه "عطاء بن يسار" ويكون تصحيفاً وبناء عليه صححه أو يكون وهماً منه رحمه الله فظنه ابن يسار وصحح الإسناد تلميذه ابن القيم رحمه الله في أحكام أهل الذمة (ج3/ص1245) ومثله الإمام ابن كثير في مسند الفاروق ت إمام (ج2/ص344) قلت وليس هو ابن يسار كما هو مصرح إنما ابن دينار الهذلي وهناك طرق أخرى لهذا الأثر تثبت صحة ما ذهبنا إليه وبالله العصمة
2- عبد الرزاق عن الثوري عن ثور بن يزيد به
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ط التأصيل (ج1/ص499) رواية إسحاق الدبري عن الثوري، عن أبي عطاء بن دينار، أن عمر بن الخطاب قال: لا تعلموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا عليهم في كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخطة تنزل عليهم.
إسناده ضعيف رجاله ثقات لكن منقطع معضل
- أبو عطاء بن دينار خطأ إنما هو ثور بن يزيد عن عطاء بن دينار أي ثور سقط من إسناده وأخرجه ابن منده العبدي في كتابه فتح الباب في الكنى والألقاب (ص178) حيث قال أبو ثور حدث عن: عطاء بن دينار، روى عنه: سفيان الثوري أخبرنا خيثمة ثنا إسحاق عن عبد الرزاق عن الثوري عن أبي ثور عن عطاء بن دينار أن عمر رضي لله عنه قال: لا تعلموا رطانة الأعاجم. قلت أبو ثور ليس بمحفوظ إنما هو ثور بن يزيد وإسحاق هو الدبري
3- وخالفهم كيع عن ثور بن يزيد به موقوفاً على عطاء ليس فيه عمر
أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في كتابيه المصنف ت عوامة (ج13/ص403) والأدب (ص153) حدثنا وكيع، عن ثور، عن عطاء، قال: لا تعلموا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا عليهم كنائسهم، فإن السخط ينزل عليهم. إسناده صحيح موقوفاً على عطاء
2) ابن لهيعة عن عطاء عن عمر
أخرجه أبو القاسم الحرفي في فوائده رواية الثقفي (ص165) ومن طريقه البيهقي في كتابه شعب الإيمان (ج12/ص19) حدثنا علي بن محمد [زاد البيهقي: الزبير الكوفي] حدثنا الحسن بن علي بن عفان: حدثنا زيد بن الحباب: حدثنا عبد الله بن عقبة بن لهيعة: حدثني عطاء بن دينار الهذلي، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إياكم ومراطنة الأعاجم، وأن تدخلوا في بيعهم يوم عيدهم، فإن السخطة تنزل عليهم.
- اسم ابن لهيعة مقلوب إنما هو عبد الله بن لهيعة بن عقبة
- علي بن محمد هو أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير الكوفي
الثاني: سلمة المصري عن عمر بن الخطاب
أخرجه البخاري في كتابه التاريخ الكبير بحواشي محمود (ج4/ص14) ومن طريقه البيهقي في كتابيه شعب الإيمان (ج12/ص18) والسنن الكبرى (ج9/ص392) قال لنا ابن أبي مريم أخبرنا نافع بن يزيد، سمع سليمان بن أبي زينب، وعمرو بن الحارث، سمعا سعيد بن سلمة، سمع أباه، سمع عمر بن الخطاب: اجتنبوا أعداء الله في عيدهم [زاد البيهقي: فإن السخط ينزل عليهم فأخشى أن يصيبكم ولا تعلموا بطانتهم فتخلقوا بخلقهم].
إسناده ضعيف
- سعيد بن سلمة هو المصري ترجمه البخاري وقال أبو حاتم الرازي مجهول (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج4/ص29)
- أباه مثله مجهول
الثالث: ابن عمر عن عمر بن الخطاب
أخرجه المعافى بن عمران الموصلي في كتابه الزهد (ص288) حدثنا عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال عمر: لا تعلموا رطانة الأعاجم؛ فإن الرجل إذا تعلمها خب، ولا تلبسوا لباسهم، واخشوشنوا، واخلولقوا، تجردوا، وتمعدوا، فإنكم معذبون.
- أبو بكر محمد بن جعفر بن سفيان الرافقي في إسناد الكتاب إلى المعافى مجهول، ورواه ابن نمير موقوفاً على ابن عمر ليس فيه عمر أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في كتابيه الأدب (ص154) حدثنا ابن نمير، حدثنا العمري، عن نافع، عن ابن عمر أنه كره رطانة الأعاجم.
إسناده ضعيف من أجل عبد الله بن عمر العمري وربما الاضطراب منه أي مرة قال عن ابن عمر ومرة عن ابن عمر عن عمر وقد قال أحمد بن حنبل عنه يزيد في الأسانيد ويخالف وكان رجلاً صالحاً كما في الضعفاء الكبير للعقيلي (ج2/ص280)
الرابع: عبد الله بن بريدة عن عمر بن الخطاب
أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ت عوامة (ج13/ص402) وفي الأدب (ص153) من طريق وكيع وأخرجه حرب الكرماني في مسائله كتاب الطهارة والصلاة - ت السريع (ص510) من طريق معاذ بن معاذ العنبري وأخرجه قاسم السرقسطي في الدلائل في غريب الحديث (ج1/ص247) ثلاثتهم عن أبي هلال [زاد الكرماني: الراسبي]، عن ابن بريدة [وعند الكرماني والسرقسطي: عبد الله بن بريدة]، قال: قال عمر: ما تعلم الرجل الفارسية إلا خبث، ولا خبث إلا نقصت [وعند الكرماني: ذهبت] مروءته.
إسناده ضعيف من ثم هو مرسل
- عبد الله بن بريدة لم يسمع عمر قال أبو زرعة الرازي عبد الله بن بريدة عن عمر مرسل (المراسيل لابن أبي حاتم ص111)
- أبو هلال هو محمد بن سليم الراسبي ضعيف
الخامس: مالك بن أنس عن عمر بن الخطاب مرسلاً
أخرجه مالك بن أنس في المدونة (ج1/ص161) وهو من رواية سحنون عن عبد الرحمن بن القاسم العتقي أخبرني مالك أن عمر بن الخطاب نهى عن رطانة الأعاجم وقال: إنها خب.
إسناده ضعيف لأنه مرسل ومراسيل مالك قوية
وقد روي عن علي بن أبي طالب بنحوه
أخرجه الخطيب في كتابه تاريخ بغداد ت بشار (ج8/ص546) أخبرنا أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أبي النجم بدر بن هلال في سنة ست وستين وثلاث مائة، قال: حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبد الله بن يحيى بن خاقان، قال: حدثني علي بن داود القنطري، قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز الرملي، قال: حدثنا ضمرة، عن الأصبغ بن زيد، قال: قال علي بن أبي طالب: لا تدخلوا عليهم كنائسهم في أيام أعيادهم فإن السخطة تنزل عليهم فتصيبكم معهم.
إسناده ضعيف جداً منكر من أجل أبي العلاء ومحمد الرملي وأيضًا هو منقطع معضل بين الأصبغ وهو غلط فالقول لعمر بن الخطاب وليس لعلي بن أبي طالب
هذا والله تعالى أعلم