قال الشافعي أظلم الظالمين لنفسه من تواضع لمن لا يكرمه، ورغب في مودة من لا ينفعه، وقبل مدح من لا يعرفه.
حكم الأثر: موضوع مكذوب له عنه طريقان
الأول: أخرجه البيهقي في كتابه مناقب الشافعي (ج2/ص193) أخبرنا محمد بن الحسين الصوفي قال: سمعت أبا بكر بن شاذان يقول: سمعت أبا الفضل بن مهاجر يقول: سمعت المزني يقول: سمعت الشافعي يقول: أظلم الظالمين لنفسه من تواضع لمن لا يكرمه، ورغب في مودة من لا ينفعه، وقبل مدح من لا يعرفه.
إسناده ساقط هالك
- أبو بكر بن شاذان هو محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان الرازي الصوفي الواعظ متهم بالكذب طعن فيه الحاكم (تاريخ بغداد ت بشار للخطيب ج3/ص495) وقال الذهبي ليس بثقة (ديوان الضعفاء للذهبي ص360)
- وأبا الفضل بن مهاجر لم أعرفه
- المزني هو أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى ثقة
الثاني: في كتاب المنتخب من معجم شيوخ السمعاني (ص1039) أبنا عبد الجبار بن محمد الصوفي، قراءة عليه، أبنا أبو الفضل محمد بن عبيد الله الصرام، أبنا القاضي أبو عمر محمد بن الحسين البسطامي، أبنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي سمعت المزني، يقول: سمعت الشافعي، يقول: إن أظلم الناس لنفسه من يرغب في مودة من لا يراعي حقه.
إسناده موضوع مكذوب
- أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي قال عنه الخطيب كذاب في ترجمة البسطامي (تاريخ بغداد ت بشار للخطيب ج3/ص41) وقال أبو نعيم الأصبهاني في القلب منه شيء (حلية الأولياء لأبي نعيم ج9/ص156) وقال ابن طاهر المقدسي يضع الحديث ويركبه على الأسانيد المعروفة (تاريخ دمشق لابن عساكر ج71/ص270)
وعن الشافعي في الظالم لنفسه لفظ آخر أخرجه ابن عبد البر في كتابه الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء (ص99) بتصرف حدثنا أبو عمر أحمد بن محمد بن أحمد قال أنبأنا أبو القسم عبيد الله بن أحمد الشافعي بالزهراء قال حدثنا بعض شيوخنا قال حدثنا الربيع قال سمعت الشافعي يقول أظلم الظالمين لنفسه الذي إذا ارتفع جفا أقاربه وأنكر معارفه واستخف بالأشراف وتكبر على ذوي الفضل.
إسناده ضعيف
- أبو عمر أحمد بن محمد بن أحمد هو أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد الأموي الملقب بابن الجسوري ثقة شيخ ابن عبد البر
- أبو القسم عبيد الله بن أحمد الشافعي هو أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد الشافعي ضيف الحكم رحمه الله الساكن في الزهراء هكذا ذكره ابن عبد البر في نفس الكتاب قلت: هو عبيد الله بن عمر بن أحمد بن محمد بن جعفر أبو القاسم القيسي البغدادي الفقيه الشافعي ويعرف بعبيد الفقيه نزيل الأندلس قال عنه ابن الفرضي وكان فقيهاً على مذهب الشافعي، إماماً فيه، بصيراً به، عالماً بالأصول والفتوى، حسن النظر والقياس، وكان مع ذلك إماماً في القراءات، ضابطاً للحروف، كثير الرواية للحديث إلا أنه لم يكن ضابطاً لما روى منه وكان التفقه أغلب عليه من الحديث، وسمعت محمد بن أحمد بن يحيى ينسبه إلى الكذب، ووقفت على بعض ذلك في تاريخ: أبي زرعة الدمشقي من أصوله: وقع إلي وقرأته على أبي عبد الله بن مفرج فرأيته قد ادعى روايته عن رجل من أهل دمشق يقال له: بكر بن شعيب زعم أنه حدثه عن أبي زرعة، وكان أبو عبد الله قد لقي هذا الرجل وكتب عنه، وحكى أنه لم تكن له سن يجوز أن يحدث بها عن أبي زرعة وكان عبيد الله قد بشر إسناداً كان في آخر الكتاب وكتب مكانه هذا الرجل... وكان الحكم قد أنزله وتوسع له في الجراية (تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ج1/ص295-296)
- شيوخه مجهولين
هذا والله تعالى أعلم