قال الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ويسمى الحسن المثلث أيضًا) لرجل ممن يغلو فيهم: ويحكم أحبونا لله، فإن أطعنا الله فأحبونا وإن عصينا الله فأبغضونا
فقال له رجل: إنكم ذو قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل بيته
فقال الحسن: ويحكم لو كان الله عز وجل نافعاً بقرابة من رسوله بغير عمل بطاعته لنفع بذلك من هو أقرب إليه منا أباه وأمه، والله إني لأخاف أن يضاعف للعاصي منا العذاب ضعفين، والله إني لأرجو أن يؤتى المحسن منا أجره مرتين قال: ثم قال: لقد أساء بنا آباؤنا وأمهاتنا إن كان آباؤنا ما تقولون في دين الله، ثم لم يخبرونا به ولم يطلعونا عليه، ولم يرغبونا فيه، فنحن والله كنا أقرب منهم قرابة منكم وأوجب عليهم حقاً وأحق بأن يرغبونا فيه منكم، ولو كان الأمر كما تقولون أن الله ورسوله اختاراً علياً لهذا الأمر والقيام على الناس بعده، إن كان علي لأعظم الناس في ذلك خطيئة وجرماً إذ ترك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوم فيه كما أمره أو يعذر فيه إلى الناس
قال: فقال له الرافضي: ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه
فقال الحسن: أما والله أن لو يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك الإمرة والسلطان والقيام على الناس لأفصح لهم بذلك كما أفصح لهم بالصلاة والزكاة وصيام رمضان وحج البيت، ولقال لهم: أيها الناس إن هذا ولي أمركم من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا، فما كان من وراء هذا شيء، فإن أنصح الناس كان للمسلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حكم الأثر: حسن صحيح
أخرجه محمد بن عاصم الثقفي في جزءه (ص125) ومن طريقه المقدسي في كتابه النهي عن سب الأصحاب (ص66) وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج13/ص70) وابن العديم في كتابه بغية الطلب في تاريخ حلب (ج5/ص2324) وأبو الفتوح الطائي في كتابه كتاب الأربعين في إرشاد السائرين إلى منازل المتقين (ص59) وأخرجه ابن سعد في كتابه الطبقات الكبرى ط العلمية (ج5/ص245) وأخرجه البيهقي في كتابه الاعتقاد إلى سبيل الرشاد (ص355) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج13/ص69-70) وابن العديم في كتابه بغية الطلب في تاريخ حلب (ج5/ص2324) وأخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول النسخة المسندة (ج5/ص321-322) كلهم من طريق شبابة بن سوار الفزاري حدثنا الفضيل بن مرزوق، قال: سمعت الحسن بن الحسن أخا عبد الله بن الحسن وهو يقول لرجل ممن يغلو فيهم فذكر الحديث بطوله.
إسناده حسن
- شبابة بن سوار من رجال الصحيحين قال الدارقطني شبابة ثقة (السنن للدارقطني ج 2/ص165) وقال ابن حجر شبابة ثقة حافظ (تقريب التهذيب لا بن حجر ص 263) وقال الذهبي ثقة (كتاب من تكلم فيه وهو موثوق ت الرحيلي للذهبي ص 257) وقال ابن سعد كان ثقة (الطبقات الكبرى لابن سعد ج7/ص232) وقال يحيى بن معين ثقة (تاريخ بغداد ت بشار للخطيب ج10/ص401) وقال ابن المديني كان شيخاً صدوقاً (الكامل في ضعفاء الرجال ج5/ص72)
- فضيل بن مرزوق صدوق حسن الحديث قال عنه سفيان الثوري ثقة (التاريخ الكبير السفر الثاني لابن أبي خيثمة ج1/ص64) وقال سفيان بن عيينة ثقة (مناقب الشافعي للبيهقي ج1/ص549 بإسناد صحيح وسؤالات أبي عبيد الآجري لأبي داود ط الفاروق ص70) وقال أحمد بن حنبل لا أعلم إلا خيراً وقال ابن معين من رواية ابن أبي خيثمة عنه ثقة وقال أبو حاتم صدوق صالح الحديث يهم كثيراً يكتب حديثه قلت يحتج به؟ قال: لا (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج7/ص75) وقال يحيى بن معين من رواية الدوري عنه ثقة (تاريخ ابن معين رواية الدوري ج3/272) وقال يحيى بن معين من رواية الدارمي عنه ليس به بأس (تاريخ ابن معين رواية الدارمي ص191) وقال حميد الرؤاسى وكان من أصدق من رأينا من الناس (تاريخ ابن معين رواية ابن محرز ج2/ص239) وقال البخاري مقارب الحديث (العلل الكبير للترمذي ص391) وقال ابن عدي الجرجاني ولفضيل أحاديث حسان وأرجو أن لا بأس به (الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ج7/ص129) وقال يعقوب الفسوي كوفي ثقة (المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ج3/ص133) وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش ثقة (موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب ج2/ص364 بإسناد فيه مجهول إليه) وقال الذهبي قال النسائي ضعيف وقال الذهبي أيضًا حديثه في عداد الحسن إن شاء الله وهو شيعي (سير أعلام النبلاء ط الحديث للذهبي ج7/ص39) ولم أجد ذلك في كتب النسائي وقال عثمان بن سعيد الدارمي يقال أنه ضعيف (تاريخ ابن معين رواية الدارمي ص191) وضعفه ابن حبان ونقل عن ابن معين من رواية أحمد بن زهير وهو أبو بكر بن أبي خيثمة بأنه ضعيف! وقد مر معنا أنه وثقه من رواية ابن أبي خثيمة وهذا في إسناده إليه أحمد بن زهير الحنبلي وهو محمد بن صالح لم أعرفه (المجروحين لابن حبان ج2/ص209) وقد مر معنا من ثلاث روايات عن ابن معين أنه ثقة
وقد توبع شبابة بن سوار تابعه جعفر بن عون أخرجه أبو بكر الخلال في كتابه السنة (ج2/ص350) والبيهقي في كتابه الاعتقاد إلى سبيل الرشاد (ص355) ومن طريقه ابن العديم في كتابه بغية الطلب في تاريخ حلب (ج5/ص2323) وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج13/ص69) كلاهما من طريق جعفر بن عون، قال: ثنا الفضل بن مرزوق، قال: سمعت الحسن بن حسن فذكره.
إسناده حسن وجعفر بن عون هو أبو عون ثقة من رجال الصحيحين
وراجع (رسالة الحسن المثلث ابن علي بن أبي طالب إلى الروافض في قضية التقية)
هذا وبالله التوفيق