يخرج عمر بن الخطاب يوماً إلى السوق، فيرى إبلاً سماناً، فيسأل عمر: إبل من هذه؟
فيقول الناس: إبل عبد الله بن عمر
فينتفض عمر وكأن القيامة قد قامت!
ويقول: عبد الله بن عمر بخ بخ يا ابن أمير المؤمنين! ائتوني به ويأتي عبد الله على الفور ليقف بين يدي عمر رضي الله عنه
فيقول عمر بن الخطاب لولده عبد الله : ما هذه الإبل يا عبد الله؟!
فيقول: يا أمير المؤمنين! إنها إبلي اشتريتها بخالص مالي، وكانت إبلاً هزيلة، فأرسلت بها إلى المرعى لكى تكبر وتسمن لأتاجر فيها، وأبتغي ما يبتغيه المسلمون
فقال عمر بن الخطاب في تهكم لاذع مرير قاس على إمام من أئمة الورع والزهد عبد الله.
قال عمر : نعم وإذا رآها الناس.
قالوا: ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين، واسقوا إبل ابن أمير المؤمنين، فتسمن إبلك ويربو ربحك يا ابن أمير المؤمنين!.
قال عبد الله: نعم يا أبتِ.
قال: اذهب وبع هذه الإبل الان ،وخذ رأس مالك فقط، ورد الربح إلى بيت مال المسلمين.
حكم القصة: صحيحة لكن ليس بهذا اللفظ كما سيأتي
قلت للقصة طريقين
الأول أخرجها البيهقي في كتابه السنن الكبرى (ج6/ص243) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج44/ص326) وابن المبرد في كتابه إيضاح طرق الاستقامة في بيان أحكام الولاية والإمامة (ص156) كلاهما من طريق أبي الحسين ابن بشران، أخبرنا أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج، حدثنا محمد بن على بن زيد، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا يونس بن أبى يعفور، عن أبيه قال: قال عبد الله بن عمر: اشتريت إبلا وارتجعتها إلى الحمى، فلما سمنت قدمت بها قال: فدخل عمر بن الخطاب السوق، فرأى إبلا سمانا فقال: لمن هذه الإبل؟ قيل: لعبد الله بن عمر قال: فجعل يقول: يا عبد الله بن عمر، بخ بخ ابن أمير المؤمنين قال: فجئته أسعى فقلت: ما لك يا أمير المؤمنين؟ قال: ما هذه الإبل؟ قال: قلت: إبل أنضاء اشتريتها وبعثت بها إلى الحمى أبتغى ما يبتغى المسلمون قال: فقال: ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين، اسقوا إبل ابن أمير المؤمنين، يا عبد الله بن عمر، اغد على رأس مالك، واجعل باقيه في بيت مال المسلمين. إسناده ضعيف
- يونس بن أبي يعفور واسم أبي يعفور وقدان قال عباس الدوري عن يحيى بن معين ضعيف (تاريخ ابن معين رواية الدوري ج3/ص362 والكامل لابن عدي والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج9/ص247 والضعفاء الكبير للعقيلي) وقال محمد بن عثمان قال: سمعت يحيى، يسأل عن يونس بن أبي يعفور، فقال لي: أبوك يروي عنه وكان ضعيفاً (الضعفاء الكبير للعقيلي ج4/ص459) وقال جعفر بن محمد بن أبان الحافظ عن يحيى بن معين ضعيف (المجروحين لابن حبان ج3/ص139) وقال ابن حبان منكر الحديث يروي عن أبيه وعن الثقات مالا بشبه حديث الأثبات لا يجوز الاحتجاج به عندي بما انفرد من الأخبار (المجروحين لابن حبان ج3/ص139) وقال النسائي ضعيف (الضعفاء والمتروكون للنسائي ص106 والكامل لابن عدي) وقال عنه أبو زرعة الرازي صدوق (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج9/ص247)
الثاني: أخرجها أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ت عوامة (ج17/ص493) حدثنا عبد الله بن نمير، عن سفيان، عن الأسود بن قيس، عن نبيح، قال: اشترى ابن عمر بعيرين فألقاهما في إبل الصدقة فسمنا وعظما وحسنت هيئتهما قال: فرآهما عمر فأنكر هيئتهما، فقال: لمن هذان، قالوا: لعبد الله بن عمر، فقال: بعهما وخذ رأس مالك ورد الفضل في بيت المال.
إسناده صحيح
- نبيح هو نبيح بن عبد الله العنزي أبو عمرو كوفي قال عنه أبو زرعة الرازي ثقة (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 508/8 والضعفاء لأبي زرعة سؤالات البرذعي)
وقال ابن رشد القرطبي في كتابه البيان والتحصيل (ج18/ص305) قال مالك ورأى عمر بن الخطاب لابنه عبيد الله إبلا فقال: من أين لك هذه؟ قال اشتريتها عجافا فعلفتها حتى سمنت، فقال عمر أفي الحمى؟ قال نعم، فقال انظروا إلى الثمن الذي اشتراها به فبيعوها وأعطوه إياه، فما فضل فاطرحوه في بيت المال. قلت: لم أقف عليه مسندًا
هذا وبالله التوفيق