قال الفضل بن عباس: كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرابي معه ابنة له حسناء، فجعل يعرضها لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء أن يتزوجها قال: فجعلت ألتفت إليها، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ برأسي فيلويه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة.
حكم الحديث: ضعيف عرض الزواج لا يصح
أخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده (ج12/ص97) حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد، حدثنا قبيصة بن عقبة، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس فذكره. وأخرجه الطبراني في معجمه الكبير (ج18/ص288) عقب طريق إسرائيل عن أبي إسحاق حدثنا عبيد بن غنام، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا قبيصة بن عقبة، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس، قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعرابي معه، فذكر الحديث (ولم يذكر الطبراني زيادة عرض الزواج)
أولا: أبو إسحاق كان قد اختلط ورواية يونس عنه هي بعد الاختلاط كما قال ابن نمير وأحمد بن حنبل
1- قال أبو زرعة الرازي سمعت ابن نمير يقول سماع يونس وزكريا وزهير عن أبي إسحاق بعد الاختلاط (سؤالات البرذعي لأبي زرعة ت الأزهري ص95)
2- قال ابن هانئ سألته - يعني أحمد بن حنبل - أيما أثبت عندك في حديث أبي إسحاق؟ قال: شعبة، ثم سفيان الثوري قال: زهير، وإسرائيل، ويونس بن أبي إسحاق بأخرة [بأخرة يعني في اختلاطه] (مسائل أحمد بن حنبل رواية إسحاق بن إبراهيم بن هانئ النيسابوري ط الفاروق برقم 2205)
وقال العقيلي حدثنا الخضر بن داود (ثقة وثقه ابن عبد البر في التمهيد ط المغربية ج17/ص193) قال: حدثنا أحمد بن محمد بن هانئ (أبو بكر الأثرم ثقة) قال: سمعت أبا عبد الله، وذكر يونس بن أبي إسحاق وضعف حديثه عن أبيه، وقال حديث إسرائيل أحب إلي منه (الضعفاء الكبير للعقيلي ج4/ص457)
ثانياً:
أبو إسحاق مدلس وقد عنعنه ووضعه النسائي في كتابه ذكر المدلسين (ص122) وقال ابن حبان في ترجمته وكان مدلسًا (الثقات لابن حبان ج5/ص177) ووضعه ابن حجر في المرتبة الثالثة من المدلسين قائلًا مشهور بالتدليس والمرتبة الثالثة هم الذين لا يقبل حديثهم إلا أن يصرحوا بالتحديث (طبقات المدلسين لابن حجر ص42) وذكر الأئمة غير ذلك من النصوص أنه لم يسمع من فلان وفلان إلى آخره
ثالثاً:
إسرائيل أثبت وأوثق من يونس في أبي إسحاق ولم يذكر عرض الزواج ويونس يأتي بزيادات والدليل
قال يعقوب الفسوي حدثني الفضل بن زياد (القطاني ثقة) قال وقال أحمد بن حنبل يونس بن أبي إسحاق حديثه فيه زيادة على الناس قلت له: يقولون إنما سمعوا من أبي إسحاق حفظاً ويونس ابنه سمع في الكتب فهي أتم قال - يعني أحمد -: من أين قد سمع إسرائيل ابنه من أبي إسحاق وكتب وهو وحده فلم تكن فيه زيادة مثل يونس قلت: من أحب إليك يونس أو إسرائيل في أبي إسحاق؟ قال: إسرائيل قلت: إسرائيل أحب إليك من يونس؟ قال: نعم إسرائيل صاحب كتاب (المعرفة والتاريخ للفسوي 173/2)
ورواية إسرائيل أخرجها أحمد في مسنده ط الرسالة (ج3/ص327) وابن خزيمة في صحيحه ت الأعظمي ط 3 (ج2/ص1335) والطبراني في معجمه الكبير (ج18/ص288) والبزار في مسنده (ج6/ص91) وابن أبي خيثمة في تاريخه السفر الثاني (ج2/ص626) كلهم (حجين بن المثنى وأبو أحمد يعني الزبيري المعنى وأسد بن موسى ويحيى بن آدم والنضر بن شميل وعبيد الله بن موسى وخلف بن الوليد) عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس قال: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم، حين أفاض من المزدلفة، وأعرابي يسايره، وردفه ابنة له حسناء، قال الفضل: فجعلت أنظر إليها، فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهي يصرفني عنها، فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة.
رابعاً: قال الترمذي قال محمد - يعني البخاري -: ولا أعرف لأبي إسحاق سماعًا من سعيد بن جبير (العلل الكبير للترمذي ص 387) قلت ورد من رواية شعبة عن أبي إسحاق سماعه من سعيد ولا تعارض بين قول البخاري وبين هذه الروايات فروايات أبي إسحاق التي أظهر فيها السماع من سعيد قليلة والباقي عنعنه
خامساً:
جاء من غير طريق يونس عن أبي إسحاق وليس فيها هذه الزيادة أيضاً
1- مجاهد عن ابن عباس به
أخرجه الطبراني في معجمه الكبير (ج18/ص269) والفاكهي في كتابه أخبار مكة (ج4/ص292) كلاهما من طريق صفوان بن عيسى الزهري، أنا الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن مجاهد، عن ابن عباس، أخبرني الفضل بن عباس، أخي قال: والله لأردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة جمع، قال: ودفع معنا رجل من الأعراب وهو معه ابنة له صَبِيحَةٌ ، وهو يساير النبي صلى الله عليه وسلم [وعند الفاكهي: فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني أنظر إليها نظراً شديدا] فأمال وجهي عنها، فلم يزل يلبي حتى رمى الجمرة. إسناده صحيح
وأخرجه يحيى بن منده في كتابه معرفة أسامي أرداف النبي (ص31) أخبرنا محمد بن أحمد بن القباب ثنا ابن أبي عاصم ثنا يعقوب بن حميد ثنا محمد بن فليح عن الحرث بن عبد الرحمن عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما عن أخيه الفضل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أردف غداة جمع قال فدفع ورفع معه رجل من الأعراب معه ابنة له صبيحة.
2- عبد الحكم بن عتيبة عن ابن عباس به
أخرجه أحمد في مسنده ط الرسالة (ج3/ص318) ومن طريقه ابن الجوزي في كتابه ذم الهوى (ص83) حدثنا حسين بن محمد، حدثنا جرير، عن أيوب، عن الحكم بن عتيبة، عن ابن عباس، عن أخيه الفضل، قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم من جمع إلى منى، فبينا هو يسير إذ عرض له أعرابي مردفا ابنة له جميلة، وكان يسايره، قال: فكنت أنظر إليها، فنظر إلي النبي صلى الله عليه وسلم، فقلب وجهي عن وجهها، ثم أعدت النظر، فقلب وجهي عن وجهها حتى فعل ذلك ثلاثا، وأنا لا أنتهي، فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة.