قصة قتال عمرو بن عاص مع علي بن أبي طالب رضي الله عنهما في وقعة صفين فصرعه علي فأظهر عمرو بن العاص عورته لعلي فتركه علي بن أبي طالب!.
حكم القصة: مكذوبة باطلة
المصدر الأول:
هذا الخبر جاء في كتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم المنقري (ج1/ص394-407) حيث قال نصر بن مزاحم عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبى يحيى، عن عبد الرحمن بن حاطب أن علي طعن عمرو فصرعه واتقاه عمرو برجله، فبدت عورته، فصرف علي وجهه عنه وارتث، فقال القوم: أفلت الرجل يا أمير المؤمنين، قال: وهل تدرون من هو ؟ قالوا: لا قال: فإنه عمرو بن العاص تلقاني بعورته فصرفت وجهى عنه.
إسناده ساقط مكذوب لعدة أسباب:
السبب الأول: هل يصح السند إلى صاحب الكتاب الذي هو نصر بن مزاحم؟؟
ففي السند
1- أبو الحسن محمد بن ثابت بن عبد الله بن محمد بن ثابت الصيرفى مجهول
2- أبو محمد سليمان بن الربيع بن هشام النهدي الخزاز قال الدارقطني متروك ومرة وكان ضعيفًا (العلل للدارقطني ج8/ص104 وج11/ص152) وكان يغير أسماء الشيوخ (تاريخ بغداد ت بشار للخطيب ج10/ص73)
3- صاحب الكتاب نفسه نصر بن مزاحم المنقري واهي الحديث ضعيف جدًا قال أبو حاتم الرازي عنه واهي الحديث متروك الحديث لا يكتب حديثه (المصدر كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج8/ص468) وقال ابن عدي عامة رواياته غير محفوظة (المصدر كتاب الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ج8/ص286) وقال العقيلي كان يذهب إلى التشيع، وفي حديثه اضطراب وخطأ كثير (الضعفاء الكبير للعقيلي ج4/ص300) وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني كان زائغاً عن الحق مائلاً (أحوال الرجال للجوزجاني ص132) وقال الخليلي ضعفه الحفاظ جدًا (الإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي ج2/ص572) وقال صالح بن محمد جزرة روى عن الضعفاء أحاديث مناكير (تاريخ بغداد ت بشار للخطيب ج15/ص382) وقال البزار ونصر لم يكن بالقوي ولم يكن كذاباً ولكنه يتشيع (كشف الأستار عن زوائد البزار ج3/ص112) وقال أبو خيثمة كذاب (الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي ج3/ص160) وقال الذهبي تركوه وقال ابن حجر أضعف من أبي بكر الهذلي قلت أبي بكر هذا متروك الحديث
نستنتج السند إلى صاحب الكتاب ضعيف فيه مجهول وضعيف وصاحب الكتاب نفسه واهي الحديث ضعيف جدًا
السبب الثاني: عبد الله بن أبي يحيى لا يعرف من هو بالضبط لكن ربما هو عبد الله بن سمعان الأسلمي ثقة فهو القريب من طبقة محمد بن إسحاق ولد سنة 117 وتوفي سنة 174 وعبد الرحمن بن حاطب هو ابن أبي بلتعة ثقة توفي سنة 68 هجري
نستنتج عبد الله بن أبي يحيى ولد بعد وفاة عبد الرحمن بن حاطب ب 49 سنة! بمعنى أنه لم يره حتى يسمع منه يعني الإسناد منقطع!! وهذه العلة فقط كافية لنسف الخبر لكن لو يكن هما فهما مجهولان
السبب الثالث: لا توجد رواية في الدنيا لنصر بن مزاحم عن محمد بن إسحاق إلا في هذا الكتاب ولا لمحمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي يحيى ولا لعبد الله بن أبي يحيى عن عبد الرحمن بن حاطب
الخلاصة قصة مكذوبة
المصدر الثاني:
إبراهيم بن محمد البيهقي في كتابه المحاسن والمساؤئ (ص24) عن الشعبي أن عمرو بن العاص دخل على معاوية وعنده ناس فلما رآه مقبلاً استضحك فقال: يا أمير المؤمنين أضحك الله سنك وأدام سرورك وأقر عينك، ما كل ما أرى يوجب الضحك! فقال معاوية: خطر ببالي يوم صفين يوم بارزت أهل العراق فحمل عليك عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، فلما غشيك طرحت نفسك عن دابتك وأبديت عورتك كيف حضرك ذهنك في تلك الحال، أما والله لقد واقفته هاشميّاً منافيّاً ولو شاء أن يقتلك لقتلك!.
كلام ساقط مكذوب ليس له صحة وهذا الكلام فيه علتين:
أولًا: صاحب الكتاب نفسه إبراهيم بن محمد البيهقي مجهول وليس هو أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي المشهور الحافظ الثقة صاحب كتب السنن الكبرى وشعب الإيمان..إلخ
ثانيًا: الشعبي ولد عام 19 هجري وتوفي سنة 104 هجري كما هو مسطر في كتاب الأعلام للزركلي وتاريخ بغداد للخطيب وأما إبراهيم بن محمد البيهقي كان في خلافة المقتدر سنة 295 هجري حتى سنة 320 هجري كما هو في كتاب معجم التاريخ التراث الإسلامي في مكتبات العالم المخطوطات والمطبوعات وعليه فبين إبراهيم والشعبي 150 سنة على الأقل يعني قرن ونصف!! لذا فهو لم يولد عندما مات الشعبي حتى يسمعه! بل بينهما وسائط فمن هم هؤلاء؟ الله الأعلم
المصدر الثالث:
أبو المظفر يوسف بن قزعلي الملقب سبط ابن الجوزي في كتابه مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (ج6/ص207) قال ابن الكلبي: رأى أمير المؤمنين في بعض أيام صفين عمرو بن العاص في جانب العسكر ولم يعرفه، فحمل عليه، فطعنه فسقط، فبدت عورته فاستقبل بها أمير المؤمنين، فأعرض عنه، وعرفه وقال له: ويلك يا ابن النابغة، أنت طليق دبرك أيام عمرك، وكان قد تكرر منه ذلك. وقال السدي عن مشايخه بنحوه
كلام ساقط
- صاحب الكتاب يوسف بن قزعي سبط ابن الجوزي رافضي ضعيف جدًا قال الذهبي ألف كتاب مرآة الزمان فتراه يأتي فيه بمناكير الحكايات وما أظنه بثقة فيما ينقله بل يخسف ويجازف ثم إنه يترفض وقال قال الشيخ محيي الدين السوسي: لما بلغ جدي موت سبط ابن الجوزي قال: لا رحمه الله، كان رافضياً (ميزان الاعتدال للذهبي ج4/ص471) وقال ابن رجب ليس بحجة فيما ينقله (ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب ج1/ص446)
- الكلبي معروف متهم بالكذب وصاحب الكتاب سبط ابن الجوزي منقطع بينه وبين الكلبي
- السدي ربما هو الصدوق وأشياخه مجاهيل وأيضًا بينه وبين سبط بون من الرواة
المصدر الرابع:
ابن قتيبة الدينوري في كتابه عيون الأخبار (ج1/ص262) المدائني قال: رأى عمرو بن العاص معاوية يوما يضحك فقال له: مم تضحك يا أمير المؤمنين أضحك الله سنّك؟ قال: أضحك من حضور ذهنك عند إبدائك سوءتك يوم ابن أبي طالب، أما والله لقد وافقته منّانا كريما، ولو شاء أن يقتلك لقتلك.
- المدائني و أبو الحسن المدائني الإخباري اسمه علي بن محمد وكلامه مرسل معضل فهو ضعيف
فهذه القصة لا تثبت أبدًا بل مكذوبة وضعها الكاذبون والحاقدون على الصحابة رضوان الله عليهم
هذا والله المستعان