قال ابن عباس أربعة لا أقدر على مكافأتهم:
رجل بدأني بالسلام.
ورجل وسع لي في المجلس.
ورجل اغبرت قدماه في المشي في حاجتي.
فأما الرابع فما يكافئه عني إلا الله عز وجل.
قيل: ومن هو قال رضي الله عنه:
رجل نزل به أمر فبات ليلته يفكر فيمن يقصده
ثم رآني أهلاً لحاجته فأنزلها بي
حكم الأثر: حسن دون قوله (رجل بدأني بالسلام) فهذا لا يصح
1) عبد الله بن أبي مليكة القرشي عن ابن عباس
أخرجه البلاذري في أنساب الأشراف (ج4/ص50) حدثني سعيد بن الربيع الضبي، حدثنا عبد الجبار بن الورد عن ابن أبي مليكة قال، قال عبد الله بن عباس: ثلاثة لا أقدر على مكافأتهم: رجل جئت ظمآن فسقاني، ورجل ضاق بي مجلسي فأوسع لي، ورجل اغبرت قدماه في الاختلاف إلى بابي، ورابع هو أعظمهم حقا علي: رجل بات ساهرا يعرض الناس على نفسه فأصبح لا يجد له في حاجته معتمدا سواي.
رجاله ثقات سوى سعيد بن الربيع الضبي وأظنه أبو زيد سعيد بن الربيع الهروي البصري العامري فإذا لم يكن هو فمجهول والله أعلم
2) عبد الله بن دينار عن ابن عباس
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (ج13/ص311) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا محمد بن موسى الفقيه، نا إبراهيم بن أبي طالب، نا محمد بن خداش، نا أبو داود الحفري، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عباس قال: ثلاثة لا أكافئهم: رجل وسع لي في المجلس لا أقدر أن أكافئه ولو خرجت له من جميع ما أملك، والثاني من اغبرت قدماه بالاختلاف إلي فإني لا أقدر أن أكافئه ولو قطرت له من دمي، والثالث لا أقدر أكافئه حتى يكافئه رب العالمين عني من أنزل بي الحاجة لم يجد لها موضعا غيري.
- محمد بن موسى الفقيه هو أبو الحسن محمد بن موسى بن عمران الصيدلاني النيسابوري قال الحاكم وكان له فهم ولكنه كان مغفلاً
- محمد بن خداش وفي طبعة الرشد "محمود بن خداش" ولا أعلم لكليهما رواية عن أبي داود الحفري غير هذه ولعل هذا من الراوي محمد بن موسى الفقيه فإن الحاكم قال كان مغفلاً
- أبو داود الحفري هو عمر بن سعد بن عبيد
- عبد الله بن دينار هو أبو عبد الرحمن القرشي ولا أعلم رواية له عن ابن عباس على وجه الأرض غير هذه ولعله من الراوي محمد بن موسى الفقه أو ربما قد تصحف أو هو سبق قلم ويكون الصواب عمرو بن دينار هذا والله أعلم
3) طاوس بن كيسان عن ابن عباس
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج64/ص365) وابن يَدَّاس في كتابه سلوك طريف السلف في مشايخ عبد الحق بن خلف (ص327) كلاهما من طريق عمرو بن دحيم قال يحيى بن محمد بن عبد الحميد نا يحيى بن أكثم نا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن طاوس قال: قال ابن عباس: ثلاثة لا أقدر على مكافأتهم ولو حرصت: رجل سقاني شربة على ظمأ، ورجل حفظني بظهر الغيب، ورجل وسع لي في المجلس، ورابع لا يكافئه عني إلا الله جل وعز رجل بات وحاجته تتلجلج في صدره يريد أن يغدو علي فينزلها بي وأنشد:
إذا طارقات الهم ضاجعت الفتى ... وأعمل فكر الليل والليل عاكر
وباكرني في حاجة لم يجد لها ... سواي ولا من نكبة الدهر ناصر
فرجت بمالي همه في مقامه ... وزائلة الهم الطروق المساور
وكان له فضل علي بظنه ... بي الخير أني للذي ظن شاكر.
- عمرو بن دحيم هو عمرو بن عبد الرحمن دحيم بن إبراهيم بن عمرو بن ميمون أبو الحسن القرشي
- يحيى بن محمد بن عبد الحميد هو السكسكي البتلهي لم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً
- يحيى بن أكثم ضعيف
4) كريب عن ابن عباس
أخرجه الطبراني في مكارم الأخلاق (ص380) وأيضًا في الزيادات في كتاب الجود والسخاء (ص297) من طريق عبد الله بن الحسين المصيصي وصاحب أخبار الدولة العباسية (ص122) من طريق أبي عبد الله محمد بن يحيى الأزدي كلاهما من طريق الحسين بن محمد المروذي، ثنا سليمان بن قرم [وعند صاحب أخبار الدولة العباسية: سليمان بن عمر]، عن رشدين بن كريب، عن أبيه، عن ابن عباس قال: ثلاثة لا أقدر على مكافأتهم ورابع لا يكافيه عني إلا الله عز وجل، فأما الذين لا أقدر على مكافأتهم: فرجل أوسع لي في مجلسه، ورجل سقاني على ظمأ، ورجل اغبرت قدماه في الاختلاف على بابي، وأما الرابع الذي لا يكافيه عني إلا الله فرجل عرضت له حاجة فظل ساهراً متفكرا بمن ينزل حاجته فأصبح فرآني موضعا لحاجته، فهذا لا يكافيه عني إلا الله سبحانه وإني لأستحيي من الرجل أن يطأ على بساطي ثلاثاً لا يرى عليه أثر من أثري.
رشدين ضعيف
وأخرجه ابن الجوزي في المنتظم (ج6/ص74) أخبرنا ابن الحصين، قال: أخبرنا الأمير أبو محمد المقتدري، قال: أخبرنا أبو العباس اليشكري، قال: أخبرنا ابن دريد، قال: أخبرنا الحسن بن خضر، عن أبيه، عمن حدثه عن سليمان بن عمر، عن رشدين بن كريب، عن أبيه، أن ابن عباس فذكره.
5) الزهري عن ابن عباس
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (ج12/ص111) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: نا أبو العباس هو الأصم، قال: نا سعيد بن عثمان التنوخي، قال: نا محمد بن ثمال، قال: نا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، قال: قال عبد الله بن العباس: ثلاثة لا يكافئهم عني إلا رب العالمين: رجل فسح لي في مجلسه، ورجل تخطى الخلق والمجالس حتى جلس إلي، ورجل ذكر في الليل حاجته فرآني أهلا لذلك لا يكافئه عني إلا رب العالمين. مرسل
- سعيد بن عثمان التنوخي هو أبو عثمان الحمصي قال ابن أبي حاتم سمعنا منه بحمص ومحله الصدق (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج4/ص47) وقال الدارقطني في سند هو فيه ضعيف (لسان الميزان ت أبي غدة ج4/ص67)
- محمد بن ثمال هو الصنعاني لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا
6) سفيان بن عيينة عن ابن عباس
أخرجه أبو بكر الدينوري في المجالسة وجواهر العلم (ج3/ص69) نا إسماعيل بن إسحاق، نا علي بن عبد الله، عن سفيان بن عيينة؛ قال: قال ابن عباس رضي الله عنه: ثلاثة لا أكافئهم: رجل بدأني بالسلام، ورجل أوسع لي في المجلس، ورجل اغبرت قدماء في المشي إلي إرادة التسليم علي، فأما الرابع: فلا يكافئه عني إلا الله عز وجل، قيل: ومن هو؟ قال: رجل نزل به أمر فبات ليلته يفكر بمن ينزله، ثم رآني أهلا لحاجته؛ فأنزلها بي.
- الدينوري نفسه صاحب الكتاب اسمه أحمد بن مروان متهم بالكذب كذبه الدارقطني (راجع ترجمته في الميزان للذهبي ج1/ص156 ولسان الميزان لابن حجر ج1/ص309)
هذا والله تعالى أعلم