السلام عليكم
تخفى الكثير من الأشياء على عوام الناس عندما يستخدمون الأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال
طبعاً قبل أن أبدأ أحب أن أقول أن العلماء اختلفوا على الأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال فقسم قال لا يُعمل به وقسم قال يُعمل به لكن بشروط منها أن لا يكون الحديث ضعيفًا جدًا ومنها أن لا يُنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأن يبين ضعفه عندما يقوله الشخص لشخص آخر وغير ذلك من الشروط والنقطة المهمة التي أود أن أتحدث عنها هو ضعف الحديث نفسه
مثال أحياناً العلماء يقولون هذا الحديث ضعيف في سنده الواقدي أو محمد بن حميد الرازي فهل هذا يؤخذ به في فضائل الأعمال؟ الجواب كلا لأن الواقدي متهم بالكذب ولكن العامي لا يدري بهذا الشيء أما العالم فيعلم فيظن العامي أنه فقط ضعيف وليس ضعيفًا جدًا فيقول سأخذ به في فضائل الأعمال فهنا يقع في الغلط
مثال آخر: حديث ضعفه العلماء بسبب راوِ أو راويين مجهولين في السند وحديث آخر ضعفه العلماء بسبب راوٍ صدوق سيء الحفظ فما الفرق بينهما وكلاهما ضعيفان؟
الجواب الذي فيه الصدوق هو الأحسن سندًا لأن عدالته أي صدقه قد ثبتت بينما المجهول لم تثبت لأننا لا نعلم حاله فقد يكون كذابًا وقد يكون صادقًا والاحتمالان قائمان فإن قال قائل هو صادق فقوله ظن وإن قال قائل هو كذاب فقوله أيضًا ظن والرسول صلى الله عليه وسلم قال الظن أكذب الحديث ومن تعمق في علم الحديث وجد في كثير من الأحاديث يقول العلماء هذا الحديث كل طرقه معلولة بسبب المجاهيل ولهذا فيجب أن لا تأخذ بالحديث الضعيف الذي فيه مجهولٌ أو أكثر في فضائل الأعمال لأن احتمال الكذب في الراوي المجهول ما زال قائمًا وهناك حالات تستثنى ليس هذا موضع بيانها ولهذا فاحذر من أن تدخل في قوله تعالى {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} سورة يونس:36
وأخيرًا أود أن أقول مفتاح كل هذه الأشياء الخشية!