أن عثمان بن عفان رضي الله عنه يصارع سكرات الموت، لما انكشف خمار زوجته، فقال لها: شدّي خمارك؛ فوالله لانكشاف وجهك أشدّ عليّ مما أنا فيه.
حكم الأثر: لا وجود له بهذا السياق في الكتب فيه تحريف وكذب
1- قوله "لانكشاف وجهك" كذب بل الذي ورد في الكتب قال عثمان "شعرك" يعني لانكشاف شعرك والخمار كما هو معروف هو غطاء الشعر وسيأتي ما ورد في الكتب بشأن هذه الحادثة
2- لم يقل هذا عندما كان يصارع سكرات الموت
وأما السياق كما جاء فقد أخرجه عمر بن شبة في تاريخ المدينة (ج4/ص1300) وأبو الفرج الأصبهاني في الأغاني (ج16/ص484) حدثنا علي بن محمد، عن عيسى بن يزيد، عن عبد الواحد بن عمير، عن ابن جريج [وعند أبي الفرج: أبي الجراح] مولى أم حبيبة قال: كنت مع عثمان رضي الله عنه في الدار، فما شعرت وقد خرج محمد بن أبي بكر ونحن نقول: هم في الصلح، إذا بالناس قد دخلوا من الخوخة وتدلوا بأمراس الحبال من سور الدار ومعهم السيوف، فرميت بسيفي وجلست عليه، وسمعت صياحهم، فإني لأنظر إلى مصحف في يد عثمان رضي الله عنه، إلى حمرة أديمه، ونشرت نائلة بنت الفرافصة شعرها، فقال لها عثمان رضي الله عنه: خذي خمارك فلعمري لدخولهم علي أعظم من حرمة شعرك، وأهوى الرجل لعثمان بالسيف، فاتقاه بيده، فقطع إصبعين من أصابعها، ثم قتلوه وخرجوا يكبرون، ومر بي محمد بن أبي بكر فقال: ما لك يا عبد أم حبيبة، ومضى فخرجت.
إسناده ضعيف جدًا شبه الموضوع
- علي بن محمد هو أبو الحسن المدائني الأخباري ثقة قال ابن شبة في تاريخ المدينة (ج3/ص1079) حدثنا علي بن محمد، عن ابن دأب. انتهى وقال ابن حجر في الإصابة (ج3/ص310) قال عمر بن شبة حدثنا المدائني عن عيسى بن دأب. انتهى وقال البلاذري في أنساب الأشراف (ج10/ص301) المدائني عن عيسى بن زيد بن دأب
- عيسى بن يزيد متهم بالكذب وهو أبو الوليد عيسى بن يزيد بن بكر بن دأب الأخباري الليثي البكري الكناني قال ابن شبة في تاريخ المدينة (ج3/ص1091) حدثنا علي بن محمد، عن عيسى بن يزيد، عن صالح بن كيسان. انتهى وقال أيضًا (ج3/ص1075) حدثنا أحمد بن معاوية، قال: حدثنا علي بن محمد، عن ابن دأب، عن صالح بن كيسان وقال الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج12/ص468) حدث عن صالح بن كيسان ثم ساق بسنده إلى البخاري قال هو منكر الحديث وقال أبو حاتم الرازي هو منكر الحديث (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج6/ص291)
- عبد الواحد بن عمير مجهول لا يُعرف وقد قيل أنه هو ابن عبد الله بن كعب ولم أقف على شيء يثبت ذلك
- ابن جريج تصحيفٌ أو خطأٌ إنما هو أبو الجراح وقيل الجراح قال البخاري في التاريخ الكبير (ج9/ص19) وأيضًا في الكنى ط الفكر (ص19) وأبو الجراح أكثر وأصح، وقال ابن حبان في الثقات (ج5/ص561) ومن قال الجراح فقد وهم، وقال ابن عبد البر في الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى (ج1/ص516) منهم من يقول فيه الجراح مولى أم حبيبة، ومنهم من يقول أبو الجراح، وهو الصواب
تنبيه: قال المزي في تهذيب الكمال (ج33/ص184) في ترجمة أبي الجراح مولى أم حبيبة وروى عنه عبد الواحد ابن عُمَير شيخ لعيسى بْن يزيد المروزي. انتهى قلت هذا خطأ منه رحمه الله وليس هو عيسى المروزي بل ابن دأب وما رأيت إسنادًا فيه عيسى المروزي. هذا والله تعالى أعلم
وأخرجه عمر بن شبة في تاريخ المدينة (ج4/ص1300) حدثنا محمد بن موسى الهذلي قال: حدثنا عمرو بن أزهر، عن عاصم الأحول، عن أبي قلابة قال: دخلوا عليه، فقالت نائلة: يا أمير المؤمنين ألا ألقي خماري عني لعلهم ينتهون عن بعض ما يريدون؟ قال: الذي يطلبون أعظم حرمة مما تذكرين.
إسناده موضوع مكذوب
- محمد بن موسى الهذلي هو محمد بن موسى بن أبي نعيم الهذلي مختلف عليه
- عمرو بن أزهر هو الواسطي العتكي قاضي جرجان قال البخاري في التاريخ الكبير (ج6/ص316) عَمرو بْن أَزهر، يُقال: العَتَكِيُّ، نزل بَغداد يُرمَى بالكَذِب رماه أَبو سَعِيد الحَدّاد بالكُوفة وقال أحمد بن حنبل قال: كان عمرو بن الأزهر يضع الحديث (الضعفاء الكبير للعقيلي ج3/ص256) وقال الدارقطني كذاب (الضعفاء والمتروكون للدارقطني ج2/ص165) وقال ابن معين ليس بثقة (الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ج6/ص232)
هذا والله تعالى أعلم