عليه خلاف من حيث الصحة ومن حيث التفسير
دعونا أولاً نعلم من أين استنتجوا أن الجمل أو الإبل مخلوق من نار
قلت روى الإمام أحمد في المسند وغيره عن الحسن البصري عن ابن مغفل عن الرسول وفيه "وإذا حضرت وأنتم في أعطان الإبل فلا تصلوا، فإنها خلقت من الشياطين" انتهى وطالما خلقت من الشياطين والشياطين خُلِقَتْ من النار ولهذا قالوا الجمل مخلوق من النار
ثانيا: ضعف بعض العلماء زيادة "فإنها خلقت من الشياطين" مثل الألباني في تراجعاته أي أنه ضعفه بعد أن صححه سابقاً لأن الحسن مدلس ولم يصرح بالتحديث وذلك في تعليقه على ضعيف موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان (ص23) وقد وري الحديث عن بعض الصحابة ليس فيه زيادة "فإنها خلقت من الشياطين"
وهذا الذي يميل قلبي إليه أنه لا يصح وبالتالي الكلام المنتشر غير صحيح
ثالثا: الذين صححوا هذه الزيادة اختلفوا على تفسيرها
التفسير الأول: إنها خُلِقَتْ من النار كما هو ظاهر الحديث
والتفسير الثاني: قال ابن حبان في صحيحه ط الرسالة (ج4/ص603): لو كان الزجر عن الصلاة في أعطان الإبل لأجل أنها خلقت من الشياطين لم يصل صلى الله عليه وسلم على البعير، إذ محال أن لا تجوز الصلاة في المواضع التي قد يكون فيها الشيطان، ثم تجوز الصلاة على الشيطان نفسه، بل معنى قوله صلى الله عليه وسلم: إنها خلقت من الشياطين أراد به أن معها الشياطين على سبيل المجاورة والقرب.
وقال الخطابي في كتابه معالم السنن (ج1/ص149): فإنها من الشياطين يريد أنها لما فيها من النفور والشرود ربما أفسدت على المصلي صلاته والعرب تسمي كل مارد شيطانًا كأنه يقول إن المصلي إذا صلى بحضرتها كان مغررًا بصلاته لما لا يومن من نفارها وخبطها المصلي وهذا المعنى مأمون في الغنم لسكونها وضعف الحركة إذا هيجت.
وقال أبو عبيد الهروي في غريب الحديث (ج2/ص632) في معنى أعنان الشياطين وأما الذي نحكيه نحن فأعناء الشيء نواحيه قالها أبو عمرو وغيره من علمائنا فإن كانت الأعنان محفوظة، فإنه أراد أن الإبل من نواحي الشياطين أنها على أخلاقها وطبائعها وهذا شبيه بالحديث الآخر: "أنها خلقت من الشياطين".
هذا والله تعالى أعلم