حكم الأثر: ضعيف وهو منكر بهذا اللفظ والصواب عنه لقي الله وهو عليه غضبان وهو مع ذلك أيضاً ضعيف كما سيأتي
أما هذا اللفظ فقد أخرجه محمد المروزي في تعظيم الصلاة (ج2/ص899) حدثني الحسن بن عيسى البسطامي، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد، قال: حدثنا شريك، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: من ترك الصلاة فقد كفر.
إسناده ضعيف ومتنه منكر بهذا اللفظ من أجل يحيى بن عبد الحميد فهو ضعيف اتهمه بالكذب أحمد وغيره ووثقه ابن معين وقد خولف في لفظه خالفه علي بن الجعد وأبو داود الطيالسي
أما علي بن الجعد فقد أخرجه هو في المسند (ص340) ومن طريقه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (ج4/ص909) أنا شريك، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه وقع في عينه الماء، فقيل له ننزع الماء من عينك على أنك لا تصلي سبعة أيام، فقال: لا، إنه من ترك الصلاة وهو يقدر [زاد اللالكائي: عليها] لقي الله وهو عليه غضبان.
وأما أبو داود الطيالسي فقد أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ط العلمية (ج2/ص438) أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه، أنبأ أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الله بن أحمد ثنا هارون بن سليمان، ثنا أبو داود، ثنا شريك، عن سماك، عن عكرمة، أن ابن عباس لما سقط في عينيه الماء أراد أن يخرجه من عينيه، فقيل له إنك تستلقي سبعة أيام لا تصلي إلا مستلقيا قال: فكره ذلك وقال: إنه بلغني أنه من ترك الصلاة وهو يستطيع أن يصلي لقي الله تعالى وهو عليه غضبان. وكذا الإسناد في طبعة هجر وهو غلط عندي وأبو محمد بن حيان يروي عن الحسن بن هارون بن سليمان وفيه بلغني أي ليس من قول ابن عباس
فهذا هو الصواب عن شريك في لفظه لقي الله تعالى وهو عليه غضبان
وقد توبع شريك النخعي القاضي تابعه حاتم بن أبي صغيرة على هذا اللفظ واختلف عنه في سنده
فرواه عبد الله بن بكر السهمي بلفظ حُدِّثْتُ وليس فيه ذكر عكرمة أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى متمم الصحابة الطبقة الخامسة (ج1/ص131) أخبرنا عبد الله بن بكر السهمي، قال: حدثنا حاتم يعني ابن أبي صغيرة، عن سماك: أن ابن عباس سقط في عينيه الماء فذهب بصره فأتاه هؤلاء الذين ينقبون العيون ويسيلون الماء فقالوا: خل بيننا وبين عينيك نسيل ماءهما ولكنك تمسك خمسة أيام لا تصلي إلا على عود؟ قال: لا والله ولا ركعة واحدة إني حُدِّثْتُ أنه من ترك صلاة واحدة متعمدا لقي الله وهو عليه غضبان.
وخالفه صالح بن عمر فرواه مرفوعًا وذكر عكرمة في السند أخرجه البزار كما في كشف الأستار (ج1/ص173) والطبراني في المعجم الكبير (ج11/ص294) ومن طريقه ضياء الدين في الأحاديث المختارة (ج12/ص87) كلاهما من طريق محمد بن عبد الله المخرمي، ثنا سهل بن محمود، ثنا صالح بن عمر، عن حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك [زاد الطبراني: ابن حرب]، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما قام بصره، قيل له: نداويك وتدع الصلاة أياما، قال: لا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ترك الصلاة لقي الله وهو عليه غضبان.
قال البزار: لا نعلمه يروى مرفوعًا إلا بهذا الإسناد، وقد وقفه بعضهم وقال ضياء الدين سهل بن محمود، وصالح ثقتان
- سهل بن محمود قال الألباني رحمه الله مجهول قلت ليس بمجهول وهو أبو السري سهل بن محمود بن حليمة مولى العباس بن عبد الله بن مالك ثقة قال الدارقطني بغدادي، فاضل يروي عن أبي بكر ابن عياش يروي عنه محمد بن عبد الله المخرمي (سؤالات السلمي للدارقطني ص188) وعند ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج12/ص225) محمد بن عبد الله المخرمي نبأنا أبو البشر سهل بن محمود. انتهى وأبو البشر تصحيف وعند الخطيب في موضح الأوهام (ج2/ص51) حدثنا محمد بن عبد الله حدثنا سهل بن محمود حدثنا عبد الله بن إدريس. انتهى وعند البزار في المسند (ج17/ص99) حدثنا محمد بن عبد الله، حدثنا أبو السري سهل بن محمود قالا: حدثنا عبد الله بن إدريس. ثم قال عن سهل بن محمود وكان ثقة بغدادياً انتهى و"قالا" تصحيف، ونقله عن البزار عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الكبرى (ج4/ص492) وقال ابن سعد وكان ثقة وقال يعقوب بن شيبة كان أحد أصحاب الحديث وأحد النساك (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج10/ص167)
- صالح بن عمر هو الواسطي ذكر أبو حاتم الرازي أنه روى عن جماعة منهم حاتم بن أبي صغيرة وقال أحمد بن حنبل لا بأس به وقال أبو زرعة الرازي ثقة (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج4/ص408)
والخلاصة: الأصح لقي الله وهو عليه غضبان والأثر مع ذلك ضعيف فيه سماك ضعيف وتكلموا في روايته عن عكرمة
هذا والله تعالى أعلم