قلت ثابتة إن شاء الله وأصل هذا الحديث هو ما أخرجه البخاري (برقم 142) ومسلم (برقم 122) في صحيحيهما عن عبد العزيز بن صهيب، قال: سمعت أنسا، يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث.
أما زيادة إن هذه الحشوش محتضرة أي: تحضُرها الشياطين.
فقد رواها شعبة ومعمر كما عند الترمذي في العلل (ص22) كلاهما عن قتادة عن النضر بن أنس - ثقة - عن زيد بن أرقم عن الرسول أخرجها أبو داود وغيره
ورواها سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن القاسم بن عوف الشيباني - فيه ضعف - عن زيد بن أرقم عن الرسول أخرجها أحمد بن حنبل في المسند وغيره
قال الترمذي قلت لمحمد - يعني الإمام البخاري - فأي الروايات عندك أصح؟ قال: لعل قتادة سمع منهما جميعًا عن زيد بن أرقم، ولم يقض في هذا بشيء
ولفظ الحديث إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث.
وبعضهم أعل هذه الزيادة للاضطراب في إسنادها عن قتادة قلت لكن قد وجدت لشعبة ومعمر بن راشد متابعًا وهو منصور بن المعتمر أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين (ج3/ص162) أخبرنا إسحاق بن جميل، قال: ثنا نصر بن أحمد، قال: ثنا أبو كريب، قال: ثنا قبيصة، عن ورقاء، عن منصور، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذه الحشوش محتضرة الحديث.
- إسحاق بن جميل هو أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جميل يلقب بشمة قال أبو الشيخ شيخ صدوق، صاحب أصول، من المعمرين (طبقات المحدثين لأبي الشيخ ج4/ص10)
- نصر بن أحمد قال أبو الشيخ نصر بن أحمد البغدادي يعرف بنصرك، قدم أصبهان وكان يحفظ الحديث ويذاكر وقال الخطيب نصر بن أحمد بن نصر بن عبد العزيز أبو محمد الكندي الحافظ المعروف بنصرك كان أحد أئمة أهل الحديث (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج15/ص400)
- أبو كريب هو محمد بن العلاء الهمداني
- قبيصة هو أبو عامر قبيصة بن عقبة السوائي
- ورقاء هو أبو بشر ورقاء بن عمر بن كليب اليشكري ثقة تكلم يحيى بن سعيد القطان في روايته عن منصور حيث قال معاذ بن معاذ، ليحيى بن سعيد: سمعت حديث منصور من ورقاء؟ قال: لا يساوي شيئًا (انظر تاريخ ابن معين رواية الدوري برقم 3409 والضعفاء الكبير للعقيلي ج4/ص327 والكامل لابن عدي ج8/ص379) ولكن يؤخذ بروايته عند المتابعة وقد تابعه شعبة ومعمر
بمعنى قتادة قد رواها عن النضر وعن القاسم كلاهما عن زيد بن أرقم وقد فعل قتادة هذا الشيء أيضًا في قصة أخرى فرواها عن اثنين عن سعيد بن المسيب والقصة هي أن عمر بن الخطاب طلق امرأته أم ابنه عاصم بن عمر فنازعها الصبي فاختصموا إلى أبي بكر فقضى أن ريحها وفراشها خير له حتى يشب فإذا شب اختار لنفسه (انظر تخريج القصة هنا)
هذا وبالله التوفيق