لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب وهي صلاة الأوابين.
حكم الحديث: الراجح أنه مرسل لكن روى مسلم فيه حديثاً كما سيأتي
[1] أبو سلمة عن أبي هريرة
1) محمد بن عمرو عن أبي سلمة به
1- خالد بن عبد الله الطحان عن محمد بن عمرو به
أخرجه ابن خزيمة في صحيحه ط 3 الأعظمي (ج1/ص605) والحاكم في المستدرك (ج1/ص459) كلاهما من طريق إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي ببغداد، ثنا خالد بن عبد الله، وحدثني محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.
قال ابن خزيمة: لم يتابع هذا الشيخ إسماعيل بن عبد الله على إيصال هذا الخبر رواه الدراوردي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة مرسلًا؛ ورواه حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة قوله.
وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذا اللفظ
وقال ابن القيم في زاد المعاد (ج1/ص337) ولعل قائلًا يقول: قد أرسله حماد بن سلمة، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن محمد بن عمرو، فيقال له: خالد بن عبد الله ثقة، والزيادة من الثقة مقبولة.
2- عمرو بن حمران عن محمد بن عمرو به
أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (ج4/ص159) حدثنا علي بن سعيد الرازي قال: نا نوح بن أنس الرازي قال: نا عمرو بن حمران، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره.
- نوح بن أنس الرازي قال أبو حاتم الرازي صدوق (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج8/ص486) وقال ابن حبان مستقيم الحديث (الثقات لابن حبان ج9/ص211)
- عمرو بن حمران قال أبو حاتم صالح الحديث (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج6/ص227) وقال البزار ولم يكن به بأس (مسند البزار ج9/ص27)
3- محمد بن دينار عن محمد بن عمرو به
أخرجه ابن عدي في الكامل (ج7/ص416) حدثنا محمد بن يوسف بن عاصم البخاري، حدثنا عباد بن الوليد، حدثني قيس بن حفص، حدثنا محمد بن دينار، حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره. وقد توبع محمد بن يوسف بن عاصم البخاري أخرجه إسماعيل الأصبهاني في الترغيب والترهيب (ج3/ص12) بتصرف أخبرنا محمد بن عمر بن الحسن، أنبأ الفضل بن محمد بن سعيد، ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الرحمن بن الحسن، ثنا أبو بدر، ثنا قيس بن حفص به. قال الأصبهاني الأواب: السريع الرجوع إلى طاعة الله، الكثير الفرار إلى الله في النوائب.
- الفضل بن محمد بن سعيد هو أبو نصر القاساني الأصبهاني وصفه بـِ الْمُعَدَّلُ الثقة أبو سعيد مسعود بن ناصر السجستاني وأبو علي الحسن بن أحمد الحداد ويحيى بن الحسين الشجري (انظر موضح أوهام الجمع والتفريق للخطيب ج1/ص407-408 والأمر بالمعروف للمقدسي ص36 وترتيب الأمالي الخميسية للشجري ج1/ص148)
- محمد بن عمرو فيه ضعف
- عبد الرحمن بن الحسن هو أبو محمد عبد الرحمن بن الحسن بن موسى بن محمد الضراب الأصبهاني ثقة
- أبو بدر هو عباد بن الوليد الغبري قال ابن أبي حاتم الرازي سمعت منه مع أبي وهو صدوق (الجرح والتعديل ج6/ص88)
- محمد بن دينار هو الطاحي ضعيف
4- عاصم بن بكار عن محمد بن عمرو به
أخرجه ابن شاهين في الترغيب (ص49) حدثنا محمد بن يحيى البصري، ثنا إبراهيم بن فهد، ثنا الفضل بن الفضل أبو عبيدة، ثنا عاصم بن بكار الليثي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فذكره.
إسناده ضعيف جدًا
- إبراهيم بن فهد هو أبو إسحاق إبراهيم بن فهد بن حكيم قال البردعي ما رأيت أكذب منه (طبقات المحدثين لأبي الشيخ ج3/ص158) وقال ابن عدي وسائر أحاديث إبراهيم بن فهد مناكير، وَهو مظلم الأمر (الكامل ج1/ص436)
- الفضل بن الفضل أبو عبيدة قال ابن أبي حاتم روى عنه أبي وأبو زرعة وسألت أبي عنه فقال ليس هو بذاك شيخ يكتب حديثه (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج7/ص66)
- عاصم بن بكار الليثي مجهول لا يُعرف البتة
5- عدي بن الفضل عن محمد بن عمرو به
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (ج4/ص454) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس الأصم، حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى الجعفي، كوفي، حدثنا أسيد بن زيد، حدثني عدي بن الفضل، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحافظ على ركعتي الفجر إلا أواب. الفجر خطأ والصواب الضحى
وهذا إسناد ضعيف جدًا
- أسيد بن زيد متروك واتهمه ابن معين بالكذب
- عدي بن الفضل هو أبو حاتم البصري متروك سئل يحيى بن معين عن عدي بن الفضل يكتب حديثه؟ قال لا ولا كرامة ليس بشئ وقال أبو حاتم الرازي متروك الحديث وترك أبو زرعة حديثه وقال الدارقطني متروك (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج7/ص4 وسؤالات البرقاني للدارقطني ص56)
2) يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة به
رواه عمر بن خثعم عن يحيى بن كثير أخرجه أبو الفضل الزهري في حديثه (ص493) وابن شاهين في الترغيب (ص50) والخطيب في تلخيص المتشابه (ج2/ص694) والديلمي كما عند ابن حجر في الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس (ص1845) كلهم من طريق محمد بن عبد الملك الدقيقي، نا أبو عمران موسى بن إسماعيل، نا عمر بن خثعم اليمامي، نا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: صلاة الضحى صلاة الأوابين.
إسناده ضعيف جدًا
- عمر بن خثعم اليمامي وقال بعضهم عمر بن عبد الله بن أبي خثعم قال البخاري منكر الحديث وضعفه جدًا (سنن الترمذي ت بشار ج1/ص560) وقال أبو زرعة الرازي واهي الحديث، حدث عن يحيى بن أبي كثير ثلاثة أحاديث، لو كانت في خمسمائة حديث لأفسدتها (الضعفاء لأبي زرعة سؤالات البرذعي ج2/ص543)
وخالفه عمر بن خثعم الإمام الأوزاعي فلم يذكر "صلاة الأوابين" أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (ج2/ص227) وابْنُ دُحَيْمٍ في فوائده (الحديث برقم 1) والبزار في مسنده (ج15/ص198) ثلاثتهم (بشر بن خالد العسكري ومحمد بن عوف والحسن بن الصباح) من طريق محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي بثلاث: بصوم ثلاثة أيام من كل شهر، ولا أنام إلا على الوتر، وركعتي الضحى. محمد بن كثير صدوق ضعيف لكنه أفضل حالاً من عمر بن خثعم
وخالف هؤلاء جماعة من الثقات ولم يذكروا أبا هريرة في السند
1- حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (ج1/ص366) وذكره ابن خزيمة في صحيحه ط 3 الأعظمي (ج1/ص605) حدثنا موسى بن إسماعيل قال ثنا حماد عن محمد عن أبي سلمة قوله وكذلك كان يقول أصحابنا،
قال البخاري وهذا أشبه وهو الصحيح يعني رجح البخاري رواية حماد على رواية محمد بن عمرو المتصلة
2- سعيد بن يحيى اللخمي عن محمد بن عمرو
أخرجه هشام بن عمار في حديثه (ص281) ثنا سعيد، ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب.
- سعيد هو أبو يحيى سعيد بن يحيى بن صالح اللخمي المعروف بسعدان قال ابن حبان من المتقنين الذين يغربون (مشاهير علماء الأمصار ص293) وقال أبو حاتم الرازي محله الصدق (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج4/ص290) وقال الدارقطني لا بأس به (العلل للدارقطني ج5/ص169) ومرة سأل الحاكم الدارقطني فقال ليس بذاك لكن أشار ابن العديم أنه الحلبي وليس الدمشقي أو الشامي وكأنهما راويان حيث قال محدّث تكلموا فيه، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في سؤالاته الدارقطني وقال: قلت له، يعني الدارقطني: فسعدان بن يحيى الحلبي فقال: ليس بذاك (انظر سؤالات الحاكم للدارقطني ص223 وبغية الطلب لابن العديم ج9/ص4279)
3- يحيى بن سعيد القطان عن محمد بن عمرو
أخرجه مسدد في مسنده كما عند ابن حجر في المطالب العالية (ج4/ص565) حدثنا يحيى عن محمد بن عمرو أخبرني أبو سلمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحافظ على الدعاء إلا أواب. قلت "الدعاء" تصحيف أو وهم من الحافظ ابن حجر فقد قال البوصيري في إتحاف الخيرة (ج2/ص397) وعن أبي سلمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب. رواه مسدد مرسلًا، ورجاله ثقات
4- عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن محمد بن عمرو مرسلًا
قال ابن خزيمة في صحيحه ط 3 الأعظمي (ج1/ص605) رواه الدراوردي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة مرسلًا
قلت والراجح هو المرسل وأما دفاع ابن القيم عنه بأن زيادة الثقة مقبولة فنقول نعم لكن إن خالفه جماعة فلا تقبل زيادته ومن بين هؤلاء الجماعة الإمام الثقة الحافظ الثبت يحيى القطان ولم يرجح البخاري المتصل وكذلك ابن خزيمة وقد يكون الاضطراب فيه من محمد بن عمرو أيضًا ففيه ضعف
[2] سليمان بن أبي سليمان عن أبي هريرة
أخرجه أحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج16/ص329) وابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج2/ص174) كلاهما من طريق العوام، حدثنا سليمان بن أبي سليمان، أنه سمع أبا هريرة، يقول: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث، ولست بتاركهن في سفر ولا حضر: أن لا أنام إلا على وتر، وأن أصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وأن لا أدع ركعتي الضحى، فإنها صلاة الأوابين.
- سليمان بن أبي سليمان هو الهاشمي القرشي مولى عبد الله بن عباس مجهول قال الذهبي لا يكاد يعرف (ميزان الاعتدال ج2/ص211) وقال يحيى بن معين لا أعرفه (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج4/ص122) وقال مهنأ سألت يحيى - يعني ابن معين -، عن سليمان بن أبي سليمان، يحدث عنه العوام بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخلافة بالمدينة، والملك بالشام فقال: لا نعرف هذا يعني: سليمان بن أبي سليمان وقال لي أحمد - يعني ابن حنبل -: أصحاب أبي هريرة المعروفون ليس هذا عندهم (المنتخب من علل الخلال لابن قدامة ص228)
قلت زيادة "فإنها صلاة الأوابين" هنا شاذة قطعًا وقد ورى هذا الحديث البخاري ومسلم من طريق أبي عثمان النهدي ثقة ثبت عن أبي هريرة وليس فيه الزيادة ولفظه "صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر"
والخلاصة كل الطرق معلولة وأصح شيء مرسل أبي سلمة
وقد روي عن أنس بن مالك بلفظ "يا أنس، صل صلاة الضحى فإنما هي صلاة الأوابين" وطرقها مع كثرتها فهي واهية بين مجاهيل ومتروكين
وأصح شيء في هذا الباب هو ما أخرجه مسلم في الصحيح من طريق القاسم الشيباني، أن زيد بن أرقم، رأى قوما يصلون من الضحى، فقال: أما لقد علموا أن الصلاة في غير هذه الساعة أفضل، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: صلاة الأوابين حين ترمض الفصال. والقاسم مختلف فيه ولم يروي له مسلم غير هذا والله أعلم
وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره ط مصطفى الباز (ج6/ص1897) حدثنا بحر بن نصر، ثنا عبد الله بن وهب، ثنا معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير، عن أبي الدرداء قال: لا يحافظ على سبحة الضحى إلا أواه. إسناده حسن
هذا والله تعالى أعلم