مدى صحة أن ابن مسعود فسر قوله تعالى {لهو الحديث} بالغناء

هذا الأثر حسن إن شاء الله رواه أبو صخر حميد بن زياد عن أبي معاوية عمار بن معاوية البجلي عن سعيد بن جبير عن أبي الصهباء صهيب البكري عن ابن مسعود

حكم الأثر: حسن إن شاء الله دون قوله (يرددها ثلاث مرات) ومن ضعفه لا أنكر عليه البتة ولكن هل هذا هو معنى الآية؟ أم الغناء يدخل في معنى الآية وروي عن ابن عباس "الغناء وأشباهه" وهذا أحب وأعجب إلي من قول ابن مسعود (انظر تخريجه هنا)

أخرجه ابن وهب في تفسير القرآن من الجامع (ج1/ص52) ومن طريقه الطبري في تفسيره ت شاكر (ج20/ص127) أخبرني يزيد بن يونس بن يزيد، عن أبي صخر، عن أبي معاوية البجلي عن سعيد بن جبير، عن أبي الصهباء البكري أنه سمع عبد الله بن مسعود وهو يسأل عن هذه الآية: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله}، فقال عبد الله: الغناء، والذي لا إله إلا هو، يرددها ثلاث مرات.

- يزيد بن يونس بن يزيد هو الأيلي وقد توبع على لفظة (يرددها ثلاث مرات) تابعه حاتم بن إسماعيل برواية شاذة، وتابعه اثنان لكن دون ذكر (يرددها ثلاث مرات) كما سيأتي قال ابن عدي ويزيد هذا حدث عنه ابن وهب ليس بشيء (انظر الكامل بتحقيق مازن السرساوي مطبوعاً ج8/ص672 ونسخة الشاملة المستودع نفس المحقق ج8/ص615 وفي ط العلمية مطبوعًا ج7/ص155 بتحقيق عادل وعلي في الحاشية مكتوب في و: ليس بشيء) وقال ابن حبان يزيد بن يونس بن يزيد الأيلي يروي عن أبيه روى عنه محمد بن مهدى الإخميمي نسخة مستقيمة (الثقات ج9/ص274) قلت كونها نسخة مستقيمة لا يعني أنه في نفسه ثقة بل قد يكون صدوق ولكن ليس بحافظ

- أبو صخر هو حميد بن زياد

قال المستغفري مدني ثقة (فضائل القرآن للمستغفري ج2/ص831)

وقال الدارقطني ثقة (سؤالات البرقاني للدارقطني ت القشقري ص23)

وقال العجلي ثقة (الثقات للعجلي ط الدار ج1/ص323)

وقال البغوي مدني صالح الحديث (تهذيب التهذيب لابن حجر ط الهندية ج3/ص42)

وأخرج له مسلم

وقال أحمد بن حنبل من رواية ابنه عنه ليس به بأس (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج3/ص222)

وقال أحمد بن حنبل من رواية حمدان الوراق عنه ضعيف لكن سماه حميد بن صخر ونسبه العقيلي فقال مديني (الضعفاء الكبير للعقيلي ج1/ص270)

وقال يحيى بن معين من رواية الدارمي عنه ثقة ومرة ليس به بأس (تاريخ ابن معين رواية الدارمي ص95- وص23)

وقال يحيى بن معين من رواية ابن الجنيد عنه ليس به بأس (سؤالات ابن الجنيد لابن معين ص477)

وقال يحيى بن معين من رواية ابن منصور عنه ضعيف (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج3/ص222)

وقال يحيى بن معين من رواية أحمد بن سعد بن أبي مريم عنه ضعيف (الكامل لابن عدي ج3/ص68)

وقال النسائي حميد بن صخر يروي عنه حاتم بن إسماعيل ليس بالقوي (الضعفاء والمتروكون ص33)

وفرق ابن عدي بين حميد بن زياد وحميد بن صخر فقال في حميد بن زياد هو عندي صالح الحديث، وإِنَّما أنكرت عليه هذين الحديثين المؤمن مؤالف وفي القدرية اللذين ذكرتهما وسائر حديثه أرجو أن يكون مستقيماً (الكامل لابن عدي ج3/ص70) قلت والصواب أنهما واحد

قلت والخلاصة هو عندي حسن الحديث لا بأس به ما لم يخالف أو يأتي بمتن منكر مخالف للصحيح قلت وله منكرات ولا أدري ما أقول بعد ولذلك لا أنكر على من ضعفه

- أبي الصهباء البكري واسمه صهيب قال أبو زرعة الرازي مديني ثقة وعند البرذعي صهيب أبو الصهباء البكري البصري، قَال - يعني أبا زرعة - عنه ثقة (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج4/ص444 والضعفاء لأبي زرعة ج3/ص883) وروى له مسلم في صحيحه عن ابن عباس (انظر صحيح مسلم ط دار الجيل ج5/ص49) وقال العجلي مكي تابعي ثقة (الثقات للعجلي ط الدار ج1/ص470) وذكره ابن حبان فقال من أهل البصري (الثقات لابن حبان ج4/ص381) وذكره ابن خلفون في الثقات (إكمال التهذيب لمغلطاي ج7/ص8) ونقل المزي قال النسائي أبو الصهباء صهيب، ضعيف، بصري قلت وهذا تضعيف بغير حجة والتعديل مقدم على الجرح الغير مفسر 

وتابعه حاتم بن إسماعيل وصفوان بن عيسى ولم يذكرا (يرددها ثلاث مرات) فأما رواية حاتم فقد أخرجها ابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج4/ص 368) ومن طريقه ابن حزم في المحلى بالآثار (ج7/ص556) حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن حميد بن صخر، عن عمار الدهني، عن سعيد بن جبير، عن أبي الصهباء، عن عبد الله بن مسعود، أنه سئل عنها فقال: الغناء، والذي لا إله إلا هو.

ضيا الدين في المنتقى من مسموعات مرو (ص410) أخبرنا أبو عثمان البصري، ثنا محمد بن عبد الوهاب قال: أنبأ قدامة بن محمد قال: حدثني حاتم بن إسماعيل، عن حميد الخراط، عن عمار الذهني، عن سعيد بن جبير، عن أبي الصهباء، عن عبد الله بن مسعود أنه قال في هذه الآية {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم} قال: الغناء والذي لا إله غيره، يقولها ثلاث مرات.

هكذا بذكر "يقولها ثلاث مرات" وقدامة بن محمد فيه بعض الكلام وابن أبي شيبة أثبت منه فهو حافظ ثبت ولم ذكر الزيادة

- حميد بن صخر خطأ إنما هو أبو صخر حميد بن زياد قال عبد الله بن أحمد بن حنبل حاتم يخطىء في اسمه يقول حميد بن صخر وإنما هو حميد بن زياد أبو صخر (العلل ومعرفة الرجال لأحمد ج3/ص320) وقال ابن حبان وهو الذي يروي عنه حاتم بن إسماعيل ويقول حميد بن صخر وإنما هو حميد بن زياد أبو صخر لا حميد بن صخر (الثقات ج6/ص189)

وأما رواية صفوان فقد أخرجها ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي (ص39) ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (ج7/ص106) والخطيب في موضح أوهام الجمع والتفريق (ج2/ص) وابن الجوزي في تلبيس إبليس (ص206) والطبري في تفسيره ت شاكر (ج20/ص127) والحاكم في المستدرك على الصحيحين (ج2/ص445) والبيهقي في السنن الكبرى (ج10/ص377) وأيضًا في السنن الصغير (ج4/ص178) من طريق صفوان بن عيسى [زاد الحاكم والبيهقي: القاضي]، عن حميد الخراط، عن عمارة بن أبى معاوية [وعند الحاكم والبيهقي: عمار الدهني]، عن سعيد بن جبير، عن أبى الصهباء، قال: سألت عبد الله بن مسعود عن قوله: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} [لقمان: 6] قال: هو والله الغناء ولفظ الطبري "الغناء" فقط

قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه 

وقال الذهبي في  تلخيص المستدرك صحيح

وفي التلخيص الحبير بإسناده صحيح (انظر التلخيص الحبير ط العلمية ج4/ص482)

وصححه ابن القيم (انظر إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان لابن القيم ج1/ص240)

قلت لا يصل لدرجة الصحة وأقصى ما يقال فيه إسناده حسن هذا والله أعلم

ولكن البعض أعلّ هذا الأثر فقال هو منقطع بين عمار وسعيد بن جبير فقد قال عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل كما في العلل ومعرفة الرجال (ج2/ص459) ومن طريقه العقيلي في الضعفاء الكبير (ج3/ص323) حدثني عبيد الله بن عمر القواريري - ثقة - قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول مر بي عمار الدهني فدعوته فقلت له يا عمار تعال فجاء فقلت له سمعت من سعيد بن جبير شيئا قال لا قلت اذهب.

قلت وهذا مردود ولعله كان يقصد الأحاديث المرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم أو شيء آخر لأنه ثبت سماعه والأدلة

1- أخرج الطبري في تفسير ط هجر (ج23/ص113) حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني أبو صخر، عن أبي معاوية البجلي، قال: سألت سعيد بن جبير: ما كانت خيانة امرأة لوط وامرأة نوح؟...

2- أخرج عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل (ج6/ص390) أخبرنا ابن عيينة، عن عمار الدهني، قال: سألت سعيد بن جبير عن السلم في الحيوان، فقال: كرهه ابن مسعود، فقلت: أفلا تنهى هؤلاء عنه؟ فقال: إنك إذا ذهبت تنشر سلعتك على من لا يريدها كسرها.

وقال ابن فَرْح في مختصر خلافيات البيهقي (ج3/ص368) استدلوا بما روي عن عمار الذهبي، قال: رأيت سعيد بن جبير بمكة ينهى عن السلم في الحيوان، فقلت: أليس كنت بأذربيجان سنتين؟ يعملون بذلك، لا تنه عنه، فقال: نهى عنه حذيفة.

3- أخرج ابن أبي شيبة في المصنف ت عوامة (ج11/ص234) حدثنا وكيع، قال: حدثنا شعبة، عن عمار صاحب السابري، قال: سمعت سعيد بن جبير يسأل عن السلم في الحيوان؟ فنهى عنه، فقال: قد كنت بأذربيجان سنين أو سنتين تراهم يفعلونه، ولا ننهاهم ؟ فقال سعيد: أنشر بذي عند من لا يريده، كان حذيفة بن اليمان ينهى عنه. 

قلت يكفي وجود شعبة في الإسناد فهو يتحرى السماع وإليكم طرفة عن شعبة في مسألة السماع حيث قال ابن أبي حاتم الرازي في الجرح والتعديل (ج1/ص169) نا محمد بن سعيد المقرئ نا عبد الرحمن -يعني ابن الحكم بن بشير بن سلمان- نا يحيى بن أبي بكير وأبو داود عن شعبة عن معاوية بن قرة قال قال ابن عباس (انظر إلى العظام كيف ننشزها) فقال فيه قولاً، قلت: من حدثك؟ قال: شهر بن حوشب، استرحنا من خناقك يا شعبة. قلت رحم الله شعبة والله قد وفر علينا في مسألة السماع ومن يقدر عليك يا أبا بسطام رحمك الله وغفر لك


وله شاهد أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (ج7/ص109) أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، نا علي بن عبد الرحمن بن عيسى بن ماتي الكوفي، نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، أنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبيه، عن ابن مسعود، في قوله عز وجل: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث} [لقمان: 6] قال: رجل يشتري جارية تغنيه ليلا أو نهارا.

وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع، أبيه يعني يونس بن أبي إسحاق لم يدرك ابن مسعود وعندي أن هذا لا يؤخذ به في الشواهد

هذا والله أعلم

6 تعليقات

  1. ابن حزم الاندلسي ضعفها
    1. لا اذكر ان ابن حزم الاندلسي ترطق الى اسانيد الروايات وانما تطرق الى متنها وبعد ذكر تفسير مجاهد وعكرمة لاية لهو الحديث بالغناء قال(لاحجة لأحد دون رسول الله) طبعا لاخلاف على ذلك ولكن الامام الحاكم قال في المستدرك:(وليعلم طالب هذا العلم الشريف ان تفسير الصحابي الذي شهد الوحيين حديث مسند عند الشيخين) وعلق الامام ابن القيم على قول الحاكم فقال:(هذا الكلام وان كان فيه نظر ولكن لاشك ان تفسيرهم -اي الصحابة- اولى بالقبول من تفسير من بعدهم)
      ولو تنزلت معك ان الامام ابن حزم الاندلسي ضعق اسانيدها كلها فالامام ابن حزم احكامه في علم الحديث ليست معتبرة عند المحدثين وقد ذمه غير واحد من المحدثين على منهجه في التصحيح والتضعيف مثل الامام الذهبي وابن حجر العسقلاني و الحافظ قطب الظين الحلبي ومن المعاصرين الشيخ الالباني رحمه الله وقال الامام ابن القيم:(وهذا الرجل - اي ابن حزم- يصحح ما اجمع اهل الحديث على ضعفه) فكل ذلك لاحجة لك فيه .
    2. قول الحاكم فيه مبالغة شديدة
      فكيف يصبح قول الصحابي
      حجة قاطعة
      فالصحابة بشر باعترافهم
      ثانيا
      اثمن دم ابن حزم الاندلسي ذمه لمخالفتهم في تصحيح بعض الاحاديثً
      ثالثا
      حتى احمد بن حنبل
      نفسه
      ومرة اخرى. احمد بن حنبل نفسه خالف اقوال بعض الصحابة على صحتها واخذ بقول التابعين

      رابعا
      اما الحاكم فلا يؤخذ برأيه ابدا في علم الحديث
      والسبب معروف
      http://www.ibnamin.com/Manhaj/hakem.htm
      خامسا
      اما قول ابن القيم فمع احترامي للرجل وعلى علمه الا ان ابن القيم من صحح احاديث مجمع على ضعفها
      مثال :
      "
      وقال ابن جبرين في شرحه على منهج السالكين للسعدي: «وابن القيم -رحمه الله- ولو كان معه أسلوب قوي، ولكن إذا مال إلى قول فإنه يتحامل على ذلك القول».


      وقد وجدت بحثاً قيماً للأستاذ عبد الفتاح أبو غدة أحببت أن أنقله بكامله لجودته البالغة، قال:
      أما ابن القيم: فمع جلالة قدره، ونباهة ذهنه، ويقظته البالغة: فإن المرء ليَعجَب منه –رحمه الله تعالى– كيف يروي الحديث الضعيف والمنكر في بعض كتبه كـ"مدارج السالكين" من غير أن ينبه عليه؟! بل تراه إذا رَوَى حديثاً جاء على "مشربه" المعروف، بالَغَ في تقويته وتمتينه كلَّ المبالغة، …
    3. يا سيدي ابن القيم رحمه الله يتهم ابن حزم بتصحيح ما اجمع على ضعفه
      والله العظيم ان ابن القيم من صحح ما اجمع على ضعفه
      مثال :
      "

      وقال ابن جبرين في شرحه على منهج السالكين للسعدي: «وابن القيم -رحمه الله- ولو كان معه أسلوب قوي، ولكن إذا مال إلى قول فإنه يتحامل على ذلك القول».


      وقد وجدت بحثاً قيماً للأستاذ عبد الفتاح أبو غدة أحببت أن أنقله بكامله لجودته البالغة، قال:
      أما ابن القيم: فمع جلالة قدره، ونباهة ذهنه، ويقظته البالغة: فإن المرء ليَعجَب منه –رحمه الله تعالى– كيف يروي الحديث الضعيف والمنكر في بعض كتبه كـ"مدارج السالكين" من غير أن ينبه عليه؟! بل تراه إذا رَوَى حديثاً جاء على "مشربه" المعروف، بالَغَ في تقويته وتمتينه كلَّ المبالغة، حتى يُخَيَّل للقارئ أن ذلك الحديث من قسم المتواتر، في حين أنه قد يكون حديثاً ضعيفاً أو غريباً أو منكراً. ولكن لما جاء على "مشربه"، جمَع له جَرَاميزه، وهبَّ لتقويته وتفخيم شأنه بكل ما أوتيه من براعة بيان وقوة لسان.
      وأكتفي –على سبيل المثال– بالإشارة إلى حديثٍ واحدٍ من هذا النمط، رواه –رحمه الله تعالى– في كتابه "زاد المعاد في هدي خ…
  2. اخي انا استغرب كيف عمار الدهني يقول لابو بكر بن عياش لم اسمع (( شيء )) وثم يروي عنه ؟؟ فقوله لم اسمع شيء شامل كل شيء سواء حديث النبي او غيره ايضا ابن عيينة قد كان يقرأ روايات عماد عن سعيد عن طريق كتاب أرسله إليه إبراهيم بن عرعرة هذا ما جاء في العلل والمعرفة لاحمد بن حنبل
  3. ضعف ابن حجر في فتح الباري سند هذا الأثر عن ابن مسعود .
    ونفى ابن حزم أن يكون صح تفسير عن أحد الصحابة بهذا..

    وقول الحاكم رده ابن الصلاح وابن حجر وصوب ابن حجر أن تفسير الصحابة ليس له حكم الرفع إلا فيما لا يقال بالرأي مثل الغيبيات ما لم يكم الصحابي معروفا باخذها عن أهل الكتاب