{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ}
قالوا قوله تعالى {ذلك أدنى أن يعرفن} يدل على تغطية الوجه فقلنا كيف؟ فقالوا أمرهم الله بإدناء الجلباب حتى لا يُعرفن وطالما لا يُعرفن والإنسان يُعرف من وجهه فهذا دليل على تغطية الوجه
قلت سبحان الله هذا خطأ من حيث اللغة العربية لأن الآية إثبات بدليل (أن) وليس نفي فلو أن الآية كانت
1- بإضافة (لا) أي هكذا {ذلك أدنى أن [لا] يعرفن}
2- أو بوجود (ألا) بدل (أن) هكذا يعني {ذلك أدنى [ألا] يعرفن}
عندها لأصبح ما قالوه احتمالاً صحيحاً ولكن الآية ليست نفي بل على العكس هي إثبات ومعنى الآية (ذلك أقرب أن يُعرفن أنهن من الحرائر فلا يتعرض الفساق لهن) ولذلك قال الشوكاني في فتح القدير (ج4/ص350) وليس المراد بقوله: ذلك أدنى أن يعرفن أن تعرف الواحدة منهن من هي، بل المراد أن يعرفن أنهن حرائر لا إماء لأنه قد لبسن لبسة تختص بالحرائر. انتهى
قلت لو انتبهتم لقول الشوكاني فلم يقل بصيغة النفي (أن [لا] تعرف الواحدة...) بل قال بصيغة الإثبات (أن تعرف الواحدة...)
ومثله قول القرطبي كما في تفسيره (ج14/ص244) وليس المعنى أن تعرف المرأة حتى تعلم من هي.
=
ولكن لو فسرتها وقلت ذلك أدنى أن يعرفن أي ذلك أدنى أن يعرفن أنهن يغطين وجوههن فنقول أين الدليل أنه يقصد به هذا؟
يجب أن تأتي بدليل من النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد الصحابة أو التابعين ولا يوجد هكذا دليل فهذا دليل أن بعض الناس تنسخ ولا تدري ما تقول لأنها لا تريد أن تجهد دماغها
هذا والله تعالى أعلم