قال الضحاك بن قيس الفهري يقول الله يوم القيامة: أنا خير شريك، من أشرك معي شريكاً في عمل فعمله لشريكه، ومن لم يشرك معي شريكاً فعمله له كله، لا أقبل اليوم إلا من كان خالصاً لي.
حكم الحديث: صحيح لكن جاء فيه كلام زائد وهو مدرج من قول الضحاك كما سيأتي
روي موقوفاً ومرفوعاً
أما الموقوف
1- جرير بن عبد الحميد
أخرجه البلاذري في أنساب الأشراف ط الفكر (ج11/ص47-48) واللفظ له وابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج7/ص137) جرير [وعند ابن أبي شيبة: جرير بن عبد الحميد] عن عبد العزيز بن رفيع عن تميم بن طرفة قال: سمعت الضحاك بن قيس يقول: أيها الناس أخلصوا أعمالكم ولا يقولن أحدكم إذا عفا عن مظلمة تركتها لله ولوجوهكم، ولا يصل أحدكم رحمة الله ثم يقول هذا لله ولرحمي، ولا تشركوا في أعمالكم مع الله أحدا فإن الله يقول يقوم القيامة: من أشرك معي شريكا في عمل عمله فهو لشريكي وليس لي منه شيء، فإني لا أقبل اليوم إلا عملا صالحا خالصاً.
2- أبو الأحوص
أخرجه هناد بن السري في الزهد (ج2/ص434) حدثنا أبو الأحوص، ثنا عبد العزيز بن رفيع، عن الضحاك بن قيس قال: يا أيها الناس، أخلصوا أعمالكم لله إذا عفي أحدكم عن مظلمة فلا يقولن هذا لله ولوجهكم، فإنما هو لوجوههم وليس لله منه شيء، إن الله يقول يوم القيامة: أنا خير شريك، من أشرك معي شريكا في عمل فعمله لشريكه، ومن لم يشرك معي شريكا فعمله له كله، لا أقبل اليوم إلا من كان خالصا لي.
3- الفضيل بن عياض
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج24/ص282) أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن البروجردي أنا أبو سعد علي بن عبد الله بن أبي صادق الحيري أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكوية الشيرازي نا أحمد بن صالح بن مهدي بخاحوس نا محمد بن عطية الأندلسي نا يحيى بن يحيى أنا الفضيل بن عياض عن عبد العزيز بن رفيع عن تميم بن طرفة الطائي عن الضحاك بن قيس أنه كان يقول أيها الناس أخلصوا أعمالكم لله فإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص فإذا أحدكم أعطى عطية أو عفا عن مظلمة أو وصل رحمه فلا يقولن هذا لله بلسانه ولكن يعلم بقلبه. في إسناده من لم أعرفهم
وأما المرفوع
1- سعيد بن سليمان
أخرجه إسماعيل الأصبهاني في الترغيب والترهيب (ج1/ص112) ومن طريقه ضياء الدين في الأحاديث المختارة (ج8/ص90) وأخرجه الخطيب في المتفق والمفترق (ج2/ص1228) وابن قانع في معجم الصحابة (ج2/ص32) كلهم من طريق سعيد بن سليمان، ثنا عبيدة بن حميد؛ ثنا عبد العزيز بن رفيع؛ عن تميم بن طرفة، عن الضحاك بن قيس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يقول: أنا خير شريك؛ من أشرك بي فهو لشريكي يا أيها الناس: أخلصوا أعمالكم لله؛ فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما خلص، ولا تقولوا: هذا لله وللرحم؛ فإنه للرحم وليس لله منه شيء؛ ولا تقولوا: هذا لله ولوجوهكم؛ فإنما هو لوجوهكم وليس لله منه شيء.
2- سريج بن يونس
أخرجه البغوي في معجم الصحابة (ج3/ص390) ومن طريقه الخطيب في المتفق والمفترق (ج2/ص1228) وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج24/ص281) والديلمي كما عند ابن حجر في الغرائب الملتقطة من مسند الفردوس (ص3015) حدثنا سريج بن يونس نا عبيدة بن حميد نا عبد العزيز بن رفيع وغيره عن تميم بن طرفة عن الضحاك بن قيس [وعند الديلمي: الضحاك بن قيس بن خالد رفعه] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يقول أنا خير شريك فمن أشرك معي شيئا فهو شريكي يا أيها الناس أخلصوا أعمالكم فإن الله تعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص له ولا تقولوا هذا لله وللرحم.
3- إبراهيم بن مجشر البغدادي
أخرجه البزار كما في كشف الأستار (ج4/ص217) والدارقطني في السنن (ج1/ص77) ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (ج9/ص159) من طريق إبراهيم بن مجشر البغدادي، ثنا عبيدة بن حميد، ثنا عبد العزيز بن رفيع، عن تميم بن طرفة، عن الضحاك بن قيس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تبارك وتعالى يقول: أنا خير شريك، فمن أشرك معي شريكا فهو لشريكي، يأيها الناس أخلصوا أعمالكم لله، فإن الله تبارك وتعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص له، ولا تقولوا: هذا لله وللرحم، فإنها للرحم، وليس لله منها شيء، ولا تقولوا ولوجوهكم، فإنها لوجوهكم، وليس لله فيه شيء.
والخلاصة لا تعارض بين الموقوف والمرفوع والتوضيح
1- قوله: (أيها الناس أخلصوا أعمالكم...) مدرج وهو من قول الضحاك بن قيس
2- قوله (فإن الله يقول يقوم القيامة: من أشرك معي شريكاً... إلخ أو أنا خير شريك...إلخ) هو المرفوع ويشهد أن هذا هو المرفوع فقط ما أخرجه
1- مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه. وقال البزار في المسند (ج15/ص392) حدثنا الحسين بن علي بن جعفر الأحمر، قال: حدثنا علي بن ثابت، قال: حدثنا قيس، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تبارك وتعالى يوم القيامة: أنا خير شريك فمن أشرك بي أحدا فهو له كله.
2- وما أخرجه أحمد بن حنبل في المسند ط الرسالة (ج28/ص362-364) وأبو داود الطيالسي في مسنده (ج2/ص444) كلاهما من طريق عبد الحميد يعني ابن بهرام، قال: قال شهر بن حوشب: قال ابن غنم: لما دخلنا مسجد الجابية أنا وأبو الدرداء لقينا عبادة بن الصامت.... فبينا نحن كذلك إذ طلع شداد بن أوس وعوف بن مالك، فجلسا إلينا... فقال شداد عند ذلك: فإني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله عز وجل يقول: أنا خير قسيم [وعند أبي داود: أنا خير شريك أو قسيم] لمن أشرك بي، من أشرك بي شيئا فإن حشده عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشركه به، وأنا عنه غني.
هذا والله تعالى أعلم