قال الحسن البصري رحمه الله:
لا أظن أن الله يعذب رجلاً استغفر
فقيل لماذا!؟
قال: من الذي ألهمه الاستغفار؟
فقيل: الله
فقال الحسن:
كيف يلهمه الاستغفار ثم يعذبه؟!
حكم الأثر: لا أصل له
اخترعه بعض الناس لأنه لا وجود له في الكتب وروي عن علي بن أبي طالب أنه قال ما ألهم الله سبحانه عبداً الاستغفار وهو يريد أن يعذبه. ولم أقف له على إسناد ذكره أبو حامد الغزالي في إحياء علوم الدين (ج1/ص313)
لكن صح عن الحسن البصري في الذي يذنب ثم يتوب حيث جاءه رجل فقال: يا أبا سعيد - يعني الحسن البصري -، ما تقول في العبد يذنب الذنب ثم يتوب؟ قال: لم يزدد بتوبته من الله إلا دنواً، قال: ثم عاد في ذنبه ثم تاب؟ قال: لم يزدد بتوبته إلا شرفاً عند الله، قال: ثم قال لي: ألم تسمع ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟، قلت: وما قال؟، قال: مثل المؤمن مثل السنبلة، تميل أحيانا، وتستقيم أحيانا، وفي ذلك تكبر، فإذا حصدها صاحبها حمد أمره كما حمد صاحب السنبلة بره ثم قرأ: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} [الأعراف: 201] الآية.
أخرجه البيهقي في كتابه شعب الإيمان (ج9/ص306) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفرايني، نا أبو عثمان الخياط، نا إسحاق بن أبي إسرائيل، نا وهب بن جرير، عن أبيه، قال: كنت جالسا عند الحسن، إذ جاءه رجل...الأثر
إسنادهُ صحيحٌ وأبو عثمان الخياط هو سعيد بن محمد بن أحمد البيع أخو زبير بن محمد الحافظ قال الخطيب حدثني الحسن بن محمد الخلال: أن يوسف القواس ذكر سعيد بن محمد أخا زبير في جملة شيوخه الثقات (انظر تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج10/ص153)
هذا والله تعالى أعلم