سئل الإمام أحمد بن حنبل في أمر كان حدث ببغداد وَهَمَّ قوم بالخروج - يعني على الحاكم -: ما تقول في الخروج مع هؤلاء القوم؟ فأنكر ذلك عليهم، وجعل يقول: سبحان الله الدماء الدماء لا أرى ذلك، ولا آمر به الصبر على ما نحن فيه خير من الفتنة يسفك فيها الدماء، ويستباح فيها الأموال وينتهك فيها المحارم.
حكم الأثر: صحيح
أخرجه أبو بكر الخلال في كتابه السنة (ج1/ص132) أخبرني محمد بن أبي هارون، ومحمد بن جعفر، أن أبا الحارث حدثهم قال: سألت أبا عبد الله في أمر كان حدث ببغداد، وهم قوم بالخروج، فقلت: يا أبا عبد الله، ما تقول في الخروج مع هؤلاء القوم، فأنكر ذلك عليهم، وجعل يقول: سبحان الله، الدماء، الدماء، لا أرى ذلك، ولا آمر به، الصبر على ما نحن فيه خير من الفتنة يسفك فيها الدماء، ويستباح فيها الأموال، وينتهك فيها المحارم، أما علمت ما كان الناس فيه، يعني أيام الفتنة، قلت: والناس اليوم، أليس هم في فتنة يا أبا عبد الله؟ قال: وإن كان، فإنما هي فتنة خاصة، فإذا وقع السيف عمت الفتنة، وانقطعت السبل، الصبر على هذا، ويسلم لك دينك خير لك، ورأيته ينكر الخروج على الأئمة، وقال: الدماء، لا أرى ذلك، ولا آمر به.
إسناده صحيح
- محمد بن أبي هارون هو أبو الفضل الوراق واسم أبي هارون موسى بن يونس وكان محمد يلقب زريقًا وقال أبو بكر الخلال رجل، يا لك من رجل، جليل القدر، كثير العلم وقال ابن المنادي وكان مشهودًا له بالصلاح والصدق (انظر تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج4/ص393)
- أبو الحارث هو أحمد بن محمد الصائغ نقل ابن أبي يعلى والخطيب عن أبي بكر الخلال أنه قال: كان أبو عبد الله - يعني الإمام أحمد بن حنبل - يأنس به وكان يقدمه ويكرمه وكان عنده بموضع جليل وروى عن أبي عبد الله مسائل كثيرة بضعة عشر جزءًا وجود الرواية عن أبي عبد الله (طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ج/ص74 وتاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج6/ص328)
هذا وبالله التوفيق