ذكره البخاري في صحيحه معلقاً بلا إسناد في باب التكبير أيام منى، وإذا غدا إلى عرفة "وكان عمر رضي الله عنه، يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد، فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرًا.
حكم الأثر: صحيح
أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (ج3/ص437) من طريق يحيى بن سعيد هو القطان والفاكهي في أخبار مكة (ج4/ص227) من طريق عبد المجيد بن أبي رواد كلاهما عن ابن جريج، عن عطاء، عن [وعند الفاكهي: سمعت] عبيد بن عمير، عن عمر [زاد الفاكهي: ابن الخطاب] رضي الله عنه كان يكبر في قبته بمنى [زاد الفاكهي: تلك الأيام] فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، فيسمعه أهل السوق فيكبرون، حتى ترتج منى تكبيرًا واحدًا.
إسناده صحيح وقد توبع ابن جريج تابعه عمرو بن دينار واختلف عنه
فرواه محمد بن أبي عمر عن سفيان بن عيينة، عن عن عمرو بن دينار، عن عطاء عن عبيد بن عمير به أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (ج4/ص226)
وخالفاه عبد الرزاق وسعيد بن منصور ولم يذكرا عطاء في السند فروياه عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال سمعت عبيد بن عمير يقول كان عمر يكبر في قبته بمنى فكبر أهل المسجد ويكبر أهل الأسواق فيملأون منى تكبيرًا. أخرجه عبد الرزاق كما عند ابن عبد البر في الاستذكار (ج4/ص337) وابن رجب في فتح الباري (ج9/ص28) وأما سعيد بن منصور فقد أخرجه في سننه كما عند ابن حجر في تغليق التعليق (ج2/ص379)
ولا يضر هذا الخلاف على الإسناد فإن كان بوجود عطاء فهو صحيح وإن كان بغير وجوده فأيضاً صحيح
وتابع ابن جرج أيضاً الحجاج بن أرطاة لكنه خالفه في المتن أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج1/ص488) من طريق أبي عوانة والطبراني في فضل عشر ذي الحجة (ص51) من طريق سعيد هو ابن زيد الأزدي وأبي عوانة وأخرجه عبد الرزاق كما عند ابن عبد البر في الاستذكار (ج4/ص337) ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط (ج4/ص303) من طريق بن التيمي وهشيم أربعنهم عن الحجاج [زاد الطبراني وابن المنذر: ابن أرطأة]، عن عطاء [زاد الطبراني وابن المنذر: ابن أبي رباح]، عن عبيد بن عمير، عن عمر أنه كان يكبر من صلاة الغداة يوم عرفة، إلى صلاة الظهر من آخر أيام التشريق [زاد: ابن المنذر يكبر في العصر يقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد].
وأخرجه الحاكم في المستدرك (ج1/ص439) ومن طريقه البيهقي في السنن (ج3/ص438) من طريق محمد بن جعفر وأخرجه ابن المنذر في الأوسط ط طيبة (ج4/ص300) من طريق مسلم بن إبراهيم كلاهما عن شعبة عن الحجاج - هو ابن أرطاة -، قال: سمعت عطاء، يحدث عن عبيد بن عمير، قال: كان عمر بن الخطاب يكبر بعد صلاة الفجر من يوم عرفة إلى صلاة الظهر من آخر أيام التشريق ولفظ مسلم بن إبراهيم كان يكبر من يوم عرفة من صلاة الصبح إلى آخر أيام التشريق، ثم يمسك صلاة العصر.
مداره على الحجاج بن أرطاة وهو ضعيف وقال البيهقي كذا رواه الحجاج بن أرطاة عن عطاء، وكان يحيى بن سعيد القطان ينكره، قال أبو عبيد القاسم بن سلام ذاكرت به يحيى بن سعيد فأنكره، وقال: هذا وهم من الحجاج، وإنما الإسناد عن عمر أنه كان يكبر في قبته بمنى. قال الشيخ: والمشهور عن عطاء بن أبي رباح أنه كان يكبر من صلاة الظهر يوم النحر إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق، ولو كان عند عطاء عن عمر هذا الذي رواه عنه الحجاج لما استجاز لنفسه خلاف عمر، والله أعلم
وقد توبع عطاء تابعه أبو سفيان طلحة بن نافع الواسطي أخرجه ابن المنذر في الأوسط ط طيبة (ج4/ص299) حدثنا سهل بن عمار، قال: ثنا محمد بن عبيد الله، قال: ثنا طلحة، عن عبيد بن عمير كان عمر يكبر في قبته بمنى فيكبر أهل المسجد، فيكبر بتكبيرهم أهل منى، ويكبر بتكبيرهم أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرًا.
إسناده ضعيف جدًا سهل بن عمار متهم بالوضع ليس بشيء وقال ابن رجب في فتح الباري (ج9/ص29) وخرجه وكيع في كتابه، عن طلحة، عن عطاء
وأخرجه ابن المنذر في الأوسط (ج4/ص299) حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: ثنا حجاج، قال: ثنا حماد، عن عمرو بن دينار، عن أبي نجيح - هو يسار المكي مولى ثقيف -، أن عمر: كان يكبر في الدار أيام التشريق فيسمع أهل المسجد تكبيره فيكبرون، حتى يكبر أهل السوق، حتى يكبر أهل الجمار، حتى يكبر من بين الجبلين، حتى يكبر الناس أهل الطواف.
صحيح وهذا مرسل لم يسمع أبو نجيح من عمر قال أبو زرعة الرازي أبو نجيح المكي عن عمر رضي الله عنه مرسل (المراسيل لابن أبي حاتم ص248) ومع هذا الظاهر أنه أخذه من عبيد بن عمير لأنه يروي عنه
وأخرجه مالك في الموطأ رواية أبي مصعب الزهري (ج1/ص541) عن يحيى بن سعيد، أنه بلغه، أن عمر بن الخطاب خرج الغد من يوم النحر بمنى حين ارتفع النهار شيئا، فكبر، وكبر الناس بتكبيره، ثم خرج الثانية من يومه ذلك بعد ارتفاع الضحى، فكبر، وكبر الناس بتكبيره، ثم خرج الثالثة من يومه ذلك حين زاغت الشمس، فكبر، وكبر الناس بتكبيره، حتى بلغ تكبيرهم البيت، فعرف الناس أن عمر خرج يرمي.
رجاله ثقات لكنه مرسل وهو شاهد
هذا والله تعالى أعلم