مدى صحة قال عمر بن الخطاب إِنما نتزوج ليخرج اللّه من أصلابنا ذرية تعبده

ليس بهذا اللفظ ولعله رووه بالمعنى واللفظ الصحيح يكون هو ما أخرجه البيهقي والله إني لأكره نفسي على الجماع رجاء أن يخرج الله مني نسمة تسبح الله

حكم الأثر: لا يصح لكن ليس بهذا اللفظ

تنبيه: قبل أن أبدأ بعرض المصادر يا أخوان لا تأخذوا من صفحات الفيس بوك التي لا تعرفونها فوالله ما هم إلا ينسخون ويلصقون ولا يهتمون إنما هدفهم كسب الإعجابات والبطيخ المبسمر ليكسبوا المال وقد نشر هذا القول صفحة تتابعها 5 ملايين وصفحة أخرى يتابعها 3 ملايين! وهناك صفحات أخرى أصحابها صالحين لكن لا يدرون فينقلون بحسن نية وقد عمل كثير من عوام الناس مشاركة أو شير لهذا المنشور ولهذا خذوا فقط من الصفحات الثقات ولا مانع من كسب المال لكن ليس برواية الذي لا أصل له والضعيف والموضوع وهذا يدل أن همهم ليس الدين إنما المال! وكما قال ابن سيرين إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم. أخرجه مسلم في صحيحه

حتى أن بعض أهل العلم حكموا على هذا الأثر بأنه لا أصل له وذلك لأنهم لم يجدوه بهذا اللفظ لأن هؤلاء ينسخونه من أناس قد يروونه بالمعنى أو يكون لا وجود له في الكتب فنبحث ونبحث ونقلب الكتب فإما نجد وإما لا وهكذا تتعبونا وتتعبون أنفسكم

وهنا قد رووه بالمعنى وأظنه هو نفسه ما أخرجه  البيهقي في السنن الكبرى (ج7/ص126) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم وابن أبي الدنيا في النفقة على العيال (ج2/ص573) من طريق يحيى بن عمران كلاهما عن محمد بن طلحة، عن الهجنع [وعند ابن أبي الدنيا: الهجيع] بن قيس قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: والله إني لأكره نفسي على الجماع - يعني يجبر نفسه على الجماع - رجاء أن يخرج الله مني نسمة تسبح الله.

إسناده لا شيء لانقطاعه وأيضًا الهجنع بن قيس هو الحارثي الكوفي قال الدارقطني لا شيء وهو كوفي وله حديثان (سؤالات البرقاني للدارقطني ت القشقري ص69) وقال أبو حاتم الرازي روى عن علي رضي الله عنه مرسلاً روى عنه محمد بن طلحة بن مصرف (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج9/ص122)

وأخرجه أبو يوسف القاضي في الآثار (ص213) عن أبي حنيفة، قال: بلغني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: لولا أن أضع وجهي لله، أو يخرج مني نسمة تسبح لله، أو أجلس مع قوم يتخيرون الكلام كما نتخير جيد التمر ما باليت لو مت.

مرسل معضل

وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج4/ص195) وابن أبي الدنيا في النفقة على العيال (ج2/ص571كلاهما من طريق هشام [زاد ابن أبي الدنيا: ابن عروة]، عن أبيه، عن عمر، أنه تزوج امرأة من بني مخزوم عاقرًا، فطلقها، ثم قال: ما آتي النساء على اللذة، فلولا الولد ما أردتهن.

مرسل رجاله ثقات ومراسيل عروة بن الزبير قوية

وأخرج البلاذري في أنساب الأشراف (ج10/ص343) حدثني بكر بن الهيثم عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: قال عمر: ما آتي النساء للشهوة ولولا الولد ما باليت ألا أرى امرأة بعيني.

إسناده لا يصح بكر بن الهيثم هو الأهوازي مجهول لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا من ثم هو مرسل الزهري لم يدرك عمر ومراسيله ضعيفة

وأخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج3/ص247) أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا موسى بن عمران بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر عن عاصم بن عبيد الله عن سالم بن عبد الله قال: سمعت ابن عمر [وفي آخره قال] كان أبي أبيض لا يتزوج النساء لشهوة إلا لطلب الولد.

إسناده ضعيف جدًا الواقدي هالك متهم بالكذب

هذا والله تعالى أعلم

إرسال تعليق