الجواب كلا إنما كان علي أصلع أبيض الرأس واللحية وروي أنه خضب مرة لحيته بالصُّفرة والأدلة
أخرج محمد بن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج3/ص18) أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: رأيت عليًا أصلع على رأسه زغيبات.
وهذا إسناد صحيح وزغيبات يعني شعيرات قليلة
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ت عوامة (ج12/ص561) وغيره من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، قال: رأيت عليًا أبيض الرأس واللحية، قد ملأت ما بين منكبيه. إسناده صحيح
وأخرج عبد الله ابن حنبل في العلل والرجال (ج3/ص205) وأبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة (ج1/ص79) كلاهما من طريق جرير عن عبد الملك بن عمير قال رأيت علي بن أبي طالب أبيض الرأس واللحية.
إسناده صحيح وجرير هو ابن عبد الحميد الضبي
وأخرج الطبري في تهذيب الآثار الجزء المفقود (ص496-497) من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري وإسرائيل عن أبي إسحاق الهمداني، قال: رأيت علي بن أبي طالب أبيض الرأس واللحية. إسناده صحيح
ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (ج1/ص136) حدثنا أبو كامل الفضل بن حسين، نا الفضل بن سليمان، نا سفيان، عن أبي إسحاق، قال: رأيت علياً عليه السلام، أصفر الرأس واللحية.
قلتُ: أصفر غلط
- أبو كامل الفضل بن حسين قلت "الفضل" تصحيف صوابه "الفضيل" وهو فضيل بن حسين الجحدري
- الفضل بن سليمان قلت "الفضل" تصحيف صوابه "الفضيل" وهو أبو سليمان النميري البصري ضعيف
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ت عوامة (ج12/ص561) حدثنا شريك، عن سدير بن الصيرفي، عن أبيه، قال: رأيت علياً أبيض الرأس واللحية.
صحيح وهذا إسناد ضعيف
- سدير الصيرفي هو أبو الفضل سدير بن حكيم بن صهيب قال ابن معين ثقة وقال ابن عدي ولسدير بن حكيم الصيرفي أحاديث يرويها أهل الكوفة عنه قليل وقد ذكر عنه إفراط في التشيع وأما في الحديث فإني أرجو أن مقدار ما يرويه لا بأس به (تاريخ ابن معين رواية الدوري 545/3 والكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي 547/4) وقال أبو حاتم صالح الحديث (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 323/4) وقال البخاري عن ابن عيينة كان يكرب وفي نسخ عن ابن عيينة كان يكذب وفي نسخ عن ابن عيينة كان يحدث وفي نسخ يحرث
وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في العلل ومعرفة الرجال (ج2/ص72) وابن عبد البر في الاستذكار (ج8/ص439-440) حدثني أبي - يعني أحمد بن حنبل - قال حدثنا إسحاق بن عيسى الطباع قال رأيت مالك بن أنس لا يخضب فسألته عن تركه الخضاب فقال بلغني أن علياً كان لا يخضب.
إسناده حسن صحيح
أما أنه خضب مرة لحيته بالصفرة
فقد أخرج محمد بن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج3/ص18) والبلاذري في أنساب الأشراف (ج2/ص117) وعبد الله ابن حنبل في فضائل الصحابة (ج2/ص556) وابن أبي شيبة في المصنف وأبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة (ج1/ص80) كلهم من طريق أبي هلال [زاد البلاذري: الراسبي] قال: حدثني سوادة بن حنظلة القشيري قال: رأيت عليا أصفر اللحية.
إسناده جيد لا يبلغ مرتبة الحسن والصحة من أجل أبي هلال الراسبي واسمه محمد بن سليم فيه ضعف
ثم قال أبو نعيم لم يصفه بالخضاب غيره ويشبه أن يكون قد خضب مرة واحدة وقال الإمام أحمد بن حنبل كما في الوقوف والترجل للخلال (ص133) يروى عن علي بن أبي طالب أنه خضب مرة واحدة.
قلت وهذا الذي قاله أحمد بن حنبل أنه خضب مرة أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج3/ص18) والبلاذري في أنساب الأشراف (ج2/ص118) والبغوي في معجم الصحابة وأبو نعيم في معرفة الصحابة (ج1/ص80) من طريق إسماعيل بن سلمان الأزرق عن أبي عمر البزاز [وعند البلاذري: ابن عمر البزار] عن محمد ابن الحنفية قال: خضب علي بالحناء مرة ثم تركه.
إسناده ضعيف والحناء يعطي لونًا أحمرًا
- إسماعيل بن سلمان الأزرق ضعيف
- أبو عمر البزار هو دينار بن عمر الأسدي الكوفي ثقة و"ابن عمر" تصحيف
وأخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج/ص86) من طريق عبيد الله بن موسى والفضل بن دكين وأبو عامر العقدي كما في علل ابن أبي حاتم (ج6/ص22) ثلاثتهم عن إسرائيل عن عبد العزيز بن حكيم عن أبي إدريس قال: رأيت ابن الحنفية فقلت له: أكان علي يخضب؟ قال: لا.
رجاله ثقات سوى أبي إدريس فإن كان الخولاني فالإسناد صحيح
وأخرج الطبري في تهذيب الآثار الجزء المفقود (ص494) حدثني نصر بن عبد الرحمن الأودي، قال: حدثنا هشيم بن أبي ساسان، عن سدير بن حكيم بن صهيب - هو الصيرفي -، قال: دخلت أنا وأبي وجدي الحمام بالمدينة، فإذا علي بن الحسين فيه فقال: يا شيخ ما منعك أن تخضب؟ قال: قد رأيت من هو خير منك لا يخضب قال: ومن ذلك الذي هو خير مني قال: علي بن أبي طالب قال: قد خضب خير من علي بن أبي طالب! رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد قال أحد الشيوخ المعاصرين روى ابن الجوزي في الشيب والخضاب بسنده إلى عبد الله بن حسن عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: عليكم بهذا الخضاب الأسود، فإنه أهيب لكم في صدور أعدائكم، وأعطف لنسـائكم عليكم.
إسناده ضعيف لانقطاعه وهذا الكتاب الشيب والخضاب لم أجد من حققه حتى نطلع على كامل السند
هذا والله تعالى أعلى وأعلم