انتشر في الإنترنيت ومواقع التواصل
(قال عمر بن الخطاب لولا ثلاث ما أحببت البقاء في الدنيا: ظمأ الهواجر(الصيام) والسجود في الليل ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما ينتقى أطايب الثمر)
قلت (ظمأ الجواهر) ليس من قول عمر بن الخطاب وهو خلط من عوام الناس وإنما هو من قول أبي الدرداء كما سيأتي أما باقي قول عمر بن الخطاب فنصه كما في الكتب كالآتي:
قال عمر بن الخطاب: لولا ثلاث لأحببت أن أكون قد لحقت بالله: لولا أن أسير في سبيل الله، أو أضع جبيني لله ساجداً، أو مجالسة قوم يلتقطون طيب الكلام كما يلتقط طيب التمر [وفي لفظ الثمر].
حكم الأثر: لا يصح
أخرجه وكيع بن الجراح في الزهد (ص315) وعبد الله بن المبارك في الجهاد (ج1/ص167) من طريق سفيان الثوري والأعمش وأخرجه الحسين بن الحسن المروزي في زوائده على الزهد لابن المبارك (ج1/ص416) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج44/ص314) وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج4/ص214) و(ج7/ص96) وابن سعد في الطبقات الكبرى ط العلمية (ج3/ص220) ومن طريقه البلاذري في أنساب الأشراف (ج10/ص342) من طريق مسعر بن كدام وابن قتيبة الدينوري في عيون الأخبار (ج1/ص426) من طريق ابن أبي ليلى وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائده على الزهد (ص96) ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج1/ص51) من طريق محمد بن جحادة وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (ج2/ص359) وابن أبي الدنيا في المتمنين (ص80) من طريق منصور بن المعتمر السلمي
كلهم عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن جعدة، قال: قال عمر بن الخطاب فذكره.
إسناده ضعيف لانقطاعه يحيى بن جعدة لم يسمع من عمر وقال شيخ النقاد عبد الرحمن بن المعلمي اليماني يحيى بن جعدة لم يدرك عمر ( آثار اليماني ج12/ص50)
وله شاهد آخر أخرجه أبو يوسف القاضي في الآثار (ص213) عن أبي حنيفة، قال: بلغني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: لولا أن أضع وجهي لله، أو يخرج مني نسمة تسبح لله، أو أجلس مع قوم يتخيرون الكلام كما نتخير جيد التمر ما باليت لو مت.
مرسل معضل قلت وأبو حنيفة يروي عن حبيب بن أبي ثابت فهناك احتمال أنه أخذه منه
وله شاهد آخر أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج44/ص403-404) أخبرنا أبو الحسن بركات بن عبد العزيز بن الحسين الأنماطي نا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ أنا محمد بن أحمد بن محمد بن رزقوية أنا أحمد بن سندي الحداد نا الحسن بن علي القطان نا إسماعيل بن عيسى أنا إسحاق بن بشر أنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن قال قال عمر بن الخطاب رحمة الله عليه لولا ثلاث لتمنيت الموت الجهاد في سبيل الله وأنا أرجوه والسجود لله عز وجل وأن أجالس أقوامًا يلتقطون جيد الكلام كما يلتقط القوم جيد التمر إذا وضع بين أيديهم.
إسناده ساقط إسحاق بن بشر هو أبو حذيفة البخاري كذاب
وشاهد آخر أخرجه هناد بن السري في الزهد (ج1/ص311) حدثنا ابن فضيل، وعبيدة الحذاء، عن أبي حميدة، عن عمر بن الخطاب أنه قال: لولا أن أجاهد في سبيل الله، أو أعفر وجهي في التراب لله، أو أكون في قوم يلتقطون طيب الحديث كما يجتنى طيب الثمر لأحببت أن أكون قد لحقت بالله.
قلت أبو حميدة مجهول
وأما (ظمأ الهواجر) ومعناه الصيام في الحر الشديد
فهو من قول أبي الدرداء حيث قال أبو الدرداء لولا ثلاث خلال لأحببت أن لا أبقى في الدنيا فقلت وما هن؟ فقال: لولا وضوع وجهي للسجود لخالقي في اختلاف الليل والنهار تقدمه لحياتي وظمأ الهواجر ومقاعدة أقوام ينتقون الكلام كما تنتقى الفاكهة وتمام التقوى أن يتقي الله العبد حتى يتقيه في مثقال ذرة حتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراما حاجزاً بينه وبين الحرام إن الله تعالى قد بين للعباد الذي هو مصيرهم إليه قال الله عز وجل: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}، فلا تحقرن شيئاً من الشر أن تتقيه ولا شيئاً من الخير أن تفعله.
حكم الأثر: لا يصح
أخرجه أبو الحسين بن بشران في أماليه (ص218) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج47/ص160-161) من طريق أحمد بن حنبل وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج1/ص212) ومن طريقه ابن المبرد في صب الخمول (ص69) من طريق بشر بن موسى الأسدي والخلعي في الفوائد الحسان الصحاح والغرائب (ص33) ومن طريقه وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج47/ص160) وابن الظاهري في مشيخة ابن البخاري (ج3/ص1579) من طريق إبراهيم بن خلف عبد الله بن يزيد [وعند أبي نعيم: أبو عبد الرحمن المقرئ] ثنا سعيد بن أبي أيوب قال: حدثني عبد الله بن الوليد عن خالد الحجري [وعند أبي نعيم: عباس بن جليد الحجري، وعند الخلعي: أبي خليد الحجري] عن أبي الدرداء رحمه الله أنه قال فذكره.
إسناده ضعيف مرسل
- عبد الله بن الوليد هو عبد الله بن الوليد بن قيس بن الأخرم التجيبي المصري ضعيف
- عباس بن جليد الحجري ثقة قال جبل الدنيا الإمام البخاري عباس بن جليد الحجري يعد في المصريين عن ابن عمر وأبي الدرداء روى عنه أبو هانئ حميد، وقال بعضهم ابن خليد، وهو وهم (التاريخ الكبير للبخاري ج7/ص3)
وأخرجه يحيى بن معين في تاريخه رواية الدوري (ج4/ص340) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج47/ص160) حدثنا غندر قال حدثنا شعبة قال سمعت حميد الأوزاعي قال قال رجل من رهط أبي الدرداء ولولا ثلاث هن من حاجة الفتى أجدك لم احفل إذا قام رامسي قال أبو الدرداء لكني لا أقول كما قال لولا ثلاث ما باليت متى مت لولا أن أسير غازيا في سبيل الله أو أعفر وجهي في التراب ولولا أن أقاعد قوما يلتقطون طيب الكلام قال شعبة أو قال حسن الكلام كما يلتقط طيب التمر ما باليت متى مت.
إسناده ضعيف لانقطاعه حميد الأوزاعي قال عنه أبو حاتم الرازي هو مجهول لا معنى له (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج3/ص232) وقال الذهبي لا يكاد يعرف (ميزان الاعتدال ج1/ص618) وقال الإمام البخاري روى عنه شعبة مرسل عن أبي الدرداء (التاريخ الكبير للبخاري بحواشي محمود ج2/ص351)
وأخرجه أحمد بن حنبل في الزهد (ص111) حدثنا سيار، حدثنا جعفر، حدثنا يونس، عن الحسن قال: قال أبو الدرداء: لولا ثلاث لأحببت أن أكون، في بطن الأرض لا على ظهرها لولا إخوان لي يأتوني ينتقون طيب الكلام كما ينتقى طيب التمر، أو أعفر وجهي ساجدا لله عز وجل، أو غدوة أو روحة في سبيل الله عز وجل.
إسناد ضعيف لإرساله أي منقطع رجاله ثقات سوى سيار صدوق في حفظه شيء
وأخرجه ابن المبارك في الزهد (ج1/ص94) ومن طريقه الشجري كما في أماليه (ج2/ص31) وأخرجه بن عساكر في تاريخ دمشق (ج47/ص159) كلاهما من طريق يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن سعد بن مسعود، أن أبا الدرداء قال: لولا ثلاث ما أحببت أن أعيش يوماً واحدا: الظمأ لله بالهواجر، والسجود في جوف الليل، ومجالسة قوم ينتقون من خيار الكلام، كما ينتقى أطائب التمر.
إسناده ضعيف مرسل سعد بن مسعود هو أبو مسعود الصدفي التجيبي المصري
وأخرجه السمرقندي في تنبيه الغافلين (ص337) حدثنا الفقيه أبو جعفر، حدثنا علي بن أحمد، حدثنا نصير بن يحيى، حدثنا أبو مطيع، عن بكر بن خنيس، يرفع إلى أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه، أنه قال: لولا ثلاث ما باليت أن أموت أحدها: تعفير وجهي في التراب لله ساجدا، والثاني: صوم يوم بعيد الطرفين ألتوي فيه من الجوع والظمأ والثالث: جلوس مع قوم يتخيرون أطيب الكلام كما يتخيرون أطيب التمر.
إسناده ضعيف جدًا معضل
- الفقيه أبو جعفر هو محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر البلخي الهندواني قال السمعاني حدث عن علي بن أحمد الفارسي وقال أيضاً كان إماماً فاضلاً عارفاً تفقه على أبي حنيفة رحمه الله حتى يقال له من فقهه أبو حنيفة الصغير حدث بالحديث وأفتى بالمشكلات وشرح المعضلات (الأنساب ج13/ص432)
- علي بن أحمد هو أبو الحسن علي بن أحمد بن موسى الفارسي البلخي الفقيه قال الخليلي ثقة سمع محمد بن الفضل - تصحيف وصوابه الفضيل بالياء - البلخي وقال الخليلي أيضاً حدثنا عنه أحمد بن محمد بن الحسين الحافظ أثنوا عليه (الإرشاد في معرفة علماء الحديث ج3/ص951) وفي موضع آخر وصفه الخليلي بالحافظ حيث قال في ترجمة عيسى بن أحمد بن وردان يروي عنه من الحفاظ وذكر علي بن أحمد الفارسي (الإرشاد ج3/ص938) قلت وحدث عنه الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين الرازي (انظر الإرشاد للخليلي ج2/ص807 وسنن الدارقطني ج1/ص14) وأبو إسماعيل الهروي (انظر ذم الكلام وأهله للهروي ج1/ص53) والحاكم أبو منصور حمد بن أحمد البورجاني (تفسير الثعلبي ج7/ص50)
- نصير بن يحيى هو البلخي مجهول قال عَبْد القَادِر القُرَشي المتوفى 775 هجري تفقّه على أبى سليمان الجوزجاني روى عنه أبو غياث البلخي مات سنة ثمان وستين ومائتين -268 هجري- (الجواهر المضية في طبقات الحنفية ت الحلو ج3/ص546)
- أبو مطيع هو الحكم بن عبد الله البلخي ضعيف متهم بالكذب
- بكر بن خنيس ضعيف
هذا والله أعلم