قال أبو عبد الله سعيد بن يزيد الساجي: بسم الله حبس حابس، وحجر يابس، وشهاب قابس، رددت عين العائن عليه وعلى أحب الناس إليه في كلوتيه رشيق وفى ماله يليق: {فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير}
حكم الأثر: ضعيف ومتنه فيه ما ينكر وغرائب
أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج9/ص316) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج21/ص21) سمعت أبي يقول: سمعت خالي أحمد بن محمد بن يوسف يقول: كان أبو عبد الله الساجي مجاب الدعوة وله آيات وكرامات بينما هو في بعض أسفاره إما حاجاً وإما غازياً على ناقة وكان في الرفقة رجل عائن فما نظر إلى شيء إلا أثقله وأسقطه، وكانت ناقة أبي عبد الله ناقة فارهة، فقيل له: احفظها من العائن، فقال أبو عبد الله: «ليس له على ناقتي سبيل، فأخبر العائن بقوله فجاء إلى رحله فعان ناقته فاضطربت وسقطت تضطرب، فأتي أبو عبد الله فقيل له: إن هذا العائن قد عان ناقتك وهي كلما تراه تضطرب. فقال: دلوني على العائن، فدل عليه فوقف عليه وقال: "بسم الله حبس حابس، وحجر يابس، وشهاب قابس، رددت عين العائن عليه وعلى أحب الناس إليه في كلوتيه رشيق وفى ماله يليق: {فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير}" فخرجت حدقتا العائن وقامت الناقة لا بأس بها.
إسناده ضعيف منقطع بين أحمد بن محمد بن يوسف وبين أبي عبد الله الساجي كما سنبرهن ذلك بعد قليل
- أحمد بن محمد بن يوسف لم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً قال أبو نعيم الأصبهاني أحمد بن محمد بن يوسف بن معدان البناء المذكر أبو بكر خال والدي، دخل العراق سنة إحدى وسبعين ومائتين - يعني 271 هجري -، روى عن الحجازيين والعراقيين عن يوسف بن يعقوب النجاحي، وابن أبي مسرة، والصائغ، وعلي بن داود القنطري، وأبي قلابة، والحسن بن مكرم، وأحمد بن يونس، وأحمد بن عصام، وأحمد بن يحيى المكتب، والمنذر بن محمد، وابن إشكيب (تاريخ أصبهان لأبي نعيم ج1/ص170)
قلت وأحمد بن محمد بن يوسف البناء لم يسمع من أبي عبد الله الساجي وربما لم يدركه لأن شيوخه من الطبقة 11 و12 وهذا يعني أنه من الطبقة 13 أو 14 وأما أبو عبد الله الساجي فتلاميذه من الطبقة 9 و10 و11 فهو قد يكون من الطبقة 8 أو 7
ثم بين أبي نعيم وبين أبي عبد الله الساجي ثلاثة رواة وهنا راويين فهذا يدل أيضاً أنه لم يسمعه منه
وبالتالي قد سمعه من شخص لا ندري من هو عن أبي عبد الله الساجي
- أبو عبد الله الساجي هو سعيد بن يزيد التميمي قال أبو نعيم الأصبهاني ومنهم العجاج الناجي أبو عبد الله الساجي سعيد بن يزيد رحمه الله (حلية الأولياء لأبي نعيم ج9/ص310) وقال ابن حبان يزيد بن سعيد [انقلب اسمه] أبو عبد الله الساجي من رؤساء المتعبدين والأحبار المتقشفين ما له كثير حديث يرجع إليه لكن له الحكايات الكثيرة في الرقائق روى عنه أحمد بن أبي الحواري (الثقات لابن حبان ج9/ص272)
هذا من ناحية الإسناد
وأما من ناحية المتن فألفاظه غريبة جداً وقوله (رددت عين العائن عليه وعلى أحب الناس إليه) باطل مخالف للقرآن والسنة فقوله (عليه) فهمناها أما قوله (وعلى أحب الناس إليه) فما علاقة أحب الناس إليه وما ذنبهم بما فعله هو وهذا فيه تجاوز والاعتداء في الدعاء والله يقول {ولا تزر وازرة وزر أخرى}!
من ثم الشرع لا يؤخذ من تجارب الناس ولا حتى من تجارب العلماء إنما الشرع يؤخذ من القرآن والسنة لأن هذه أشياء غيبية
فمثلاً لو جاءنا الآن الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والجماعة بشحمه ولحمه وقال مثلاً لو قرأت سورة كذا 130 مرة غفر ذنبك فكلامه مردود وهكذا علمنا الإمام أحمد بن حنبل رحمه لأن هذه الأشياء غيبية لا تثبت إلا بخبر من النبي صلى الله عليه وسلم أو من الصحابة لأن الصحابة تلاميذ النبي رضي الله عنهم
هذا والله المستعان