قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: إن أخوف ما أتخوف عليكم اثنتين: اتباع الهوى، وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة، وارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل.
حكم الأثر: حسن صحيح
أخرجه أبو داود السجستاني في الزهد (ص116) وابن أبي الدنيا في قصر الأمل (ص50) من طريق يزيد بن هارون والمعافى بن عمران في الزهد (ص304) وإسماعيل الأصبهاني في الترغيب والترهيب (ج1/ص151) من طريق خلاد هو ابن يحيى والبيهقي في شعب الإيمان (ج13/ص172) من طريق الفريابي وابن أبي شيبة في المصنف ت عوامة (ج19/ص153) من طريق عبد الله بن إدريس وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج1/ص76) ومن طريقه ابن الجوزي في القصاص والمذكرين (ص211-212) من طريق أبي مريم عبد الغفار بن القاسم كلهم عن سفيان الثوري، عن زبيد الأيامي، عن المهاجر العامري [وعند ابن أبي شيبة: رجل من بني عامر، وقال أبو مريم متروك الحديث: مهاجر بن عميرة]، عن علي، قال: إنما أخشى عليكم اتباع الهوى، وطول الأمل، فإن اتباع الهوى يصد عن الحق ويذكر الدنيا، وطول الأمل ينسي الآخرة، وإن الدنيا قد ارتحلت مدبرة وإن الآخرة مقبلة، ولكل واحد منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل.
وقد توبع سفيان الثوري تابعه إسماعيل بن أبي خالد أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ت عوامة (ج19/ص153) من طريق عبد الله بن إدريس وحفص بن غياث وأخرجه هناد بن السري في الزهد (ج1/ص290) من طريق قبيصة وعبد الله بن المبارك في الزهد (ج1/ص86) وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج42/ص494) كلهم عن إسماعيل بن أبي خالد عن زبيد بن الحارث، عن رجل من بني عامر [وقال حفص: المهاجر العامري]، قال: قال علي: فذكره. ورواه وكيع بن الجراح في الزهد (ص439) ومن طريقه أحمد بن حنبل في كتابه الزهد (ص107) والخطيب في كتابه المتفق والمفترق (ج2/ص1167) من طريق سعدان بن يزيد والسمرقندي في تنبيه الغافلين (ص237-238) ثلاثتهم عن ابن أبي خالد، عن زبيد اليامي عن علي عليه السلام.
وتابع سفيان الثوري أيضاً يزيد بن زياد بن أبي الجعد أخرجه وكيع بن الجراح في الزهد (ص439) ومن طريقه أحمد بن حنبل في الزهد (ص107) عن يزيد بن أبي زياد [وعند أحمد بن حنبل: يزيد بن زياد بن أبي الجعد]، عن مهاجر العامري، عن علي قال: فذكره.
قال الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (ج5/ص201) ولا يصح موقوفاً وأعله بالإرسال أي أن مهاجر العامري لم يسمعه من علي
قلت الأثر صحيح موقوفاً فقد توبع مهاجر العامري
أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (ج13/ص173) وفي الزهد الكبير (ص192) من طريق أبي عبد الله الحافظ - يعني الحاكم - وابن عساكر في تاريخ دمشق (ج42/ص494) من طريق أبي أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي كلاهما عن أبي عبد الله علي بن عبد الله العطار ببغداد [وعند ابن عساكر: أبو عبد الله علي بن سليمان صاحب الحكيمي]، ثنا علي بن حرب الموصلي سنة ستين ومائتين بالموصل، ثنا وكيع، عن سفيان - هو الثوري -، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال: خطب علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالكوفة فقال: يا أيها الناس، إن أخوف ما أخاف عليكم طول الأمل، واتباع الهوى، فأما طول الأمل فينسي الآخرة، وأما اتباع الهوى فيضل عن الحق، ألا إن الدنيا قد ولت مدبرة، والآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل.
إسناده حسن ورواية الثوري عن عطاء قبل الاختلاط
- أبو عبد الله علي بن عبد الله العطار شيخ الحاكم قال الحاكم في سند هو فيه هذا حديث صحيح الإسناد (انظر المستدرك على الصحيحين للحاكم ج4/ص136)
وأخرجه البلاذري في أنساب الأشراف (ج2/ص114) حدثني علي بن إبراهيم الطالبي، عن أشياخه قال: قال علي بن أبي طالب: إن أخوف ما أخاف عليكم اثنتان: طول الأمل واتباع الهوى فإن كذا طول الأمل ينسي الآخرة، وإن اتباع الهوى يضل عن الحق ألا وإن الدنيا قد ولت مدبرة، والآخرة مقبلة ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، فإن اليوم عمل والآخرة حساب.
إسناده ضعيف مرسل
وعلقه البخاري في الصحيح (ج8/ص89) مختصراً حيث قال وقال علي بن أبي طالب: ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل.
هذا والله أعلم