قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله.
حكم الحديث: ضعيف جداً
أخرجه أبو داود في السنن ت الأرنؤوط (ج4/ص413) والطبراني في المعجم الكبير (ج7/ص251) كلاهما من طريق يحيى بن حسان، أخبرنا سليمان بن موسى أبو داود [سقط سليمان بن موسى عند الطبراني]، حدثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب، حدثني خبيب بن سليمان، عن أبيه سليمان بن سمرة عن سمرة بن جندب، أما بعد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله.
قال أبو الحسن السبكي وليس في سنده ضعف فهو حديث حسن (فتاوي السبكي ط المعارف ج2/ص375) وحسنه الألباني بمجموع الطرق وسيأتي الرد على كلام الألباني
قلت وأما قول السبكي هذا فغير صحيح البتة وتساهل شديد جداً فإسناده ضعيف جداً لا يصلح لا للمتابعات ولا للشواهد بل نرمي به ولا نبالي، قال ابن حزم جميع رواته ما بين سليمان بن موسى، وسمرة مجهولون لا يعرف من هم (المحلى بالآثار ج4/ص40) وقال أبو الحسن بن القطان الفاسي إسناد مجهول البتة، فيه جعفر بن سعد بن سمرة، وخبيب بن سليمان بن سمرة، وأبوه سليمان بن سمرة وما من هؤلاء، من تعرف له حال، وقد جهد المحدثون فيهم جهدهم (بيان الوهم لابن القطان ج5/ص138) وقال الذهبي هذا إسناد مظلم لا ينهض بحكم (ميزان الاعتدال للذهبي ج1/ص408) ومعنى قول الذهبي إسناده مظلم أي فيه مجاهيل وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط إسناده مسلسل بالضعفاء والمجاهيل وضعفه الشيخ مصطفى العدوي
وله طريق آخر
أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (ج2/ص154) والطبراني في المعجم الكبير (ج7/ص217) والبزار في مسنده (ج10/ص420) من طريق إسحاق بن إدريس، ثنا همام - هو ابن يحيى -، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تساكنوا المشركين، ولا تجامعوهم، فمن ساكنهم أو جامعهم فليس منا [ولفظ الطبراني: فهو منهم].
قال البزار ومعناه أنه قال لا تساكنوهم في أرضهم وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط البخاري
قلت لا والله إسناده هالك ساقط فلا هو بصحيح ولا هو على شرط البخاري، كيف والبخاري نفسه يقول في إسحاق بن إدريس الأسواري البصري تركه الناس وسكتوا عنه يعني لا شيء ارم به وقال يحيى بن معين كذاب ومرة ليس بشيء يضع الأحاديث (انظر تاريخ يحيى بن معين رواية الدوري ج4/ص250 وص335) وقال أبو زرعة الرازي واهي الحديث روى عن سويد وأبي معاوية أحاديث منكرة وقال أبو حاتم الرازي ضعيف وتركه علي بن المديني (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج2/ص213) وقال النسائي بصري متروك (الضعفاء والمتروكون للنسائي ص18) وقال الدارقطني منكر الحديث (الضعفاء والمتروكون للدارقطني ج1/ص257)
وقد توبع إسحاق بن إدريس
1- تابعه نصر بن عطاء الواسطي أخرجه أسلم بن سهل الواسطي في تاريخ واسط (ص171) ثنا فضيل بن سهل - هو الأعرج -، قال: ثنا نصر بن عطاء الواسطي، قال: ثنا همام به.
ونصر بن عطاء مجهول!
2- وتابعه محمد بن عبد الملك أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في تاريخ أصبهان (ج1/ص158) حدثنا عمر بن عبد الله بن أحمد التميمي، ثنا أبو العباس الشعراني، ثنا إسحاق بن سيار، ثنا محمد بن عبد الملك، عن همام به.
شيخ أبي نعيم عمر التميمي ترجمه أبو نعيم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً فهو في عداد المجهولين ومحمد بن عبد الملك يكنى أبا جابر قال أبو حاتم الرازي ليس بقوي (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج8/ص5) فكيف يتفرد مثل هذا بهذا الحديث ولم يتابعه عليه على الأقل صدوق سيء الحفظ فهذا يدل أن الحديث منكر
والألباني حسن الحديث بالطريق الذي فيه ثلاثة مجاهيل مع هذا الطريق أي طريق محمد بن عبد الملك وهذا تساهل شديد منه رحمه الله فلا يتقوى ولا كرامة فلو كان مجهولاً واحداً رددنا الحديث ولم نقويه فكيف بثلاثة مجاهيل وقال الألباني نفسه في حديث آخر بنفس الإسناد ضعيف، جعفر بن سعد وخبيب بن سليمان وأبوه كلهم مجهولون (إرواء الغليل ج3/ص311) ولا أدري كيف يستقيم قوله ضعيف مع قوله هؤلاء الثلاثة كلهم مجاهيل فالمجهول احتمال الكذب فيه قائم والله المستعان
وأما إن البعض قال له شاهد من حديث "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين" فنقول أصلاً هذا الحديث مبتور من سياقه أي ليس بكامل وقد ضعفه الجهابذة كالبخاري وغيره (انظر الكلام عليه بالتفصيل في هذه المقالة)
ولمعرفة حكم العيش في بلاد الكفار (انظر هذه المقالة)
هذا والله اعلم