أوحى الله عز وجل إلى داود صلى الله عليه وسلم قل لِلظَّلَمَةِ - يعني للظالمين - لا يذكروني، فإني أذكر من ذكرني، وإن ذكري إياهم أن ألعنهم.
حكم الحديث: مضطرب ضعيف وقد خفي على الألباني رحمه الله طرق أخرى لهذا الحديث كما سيأتي
رواه الأعمش واختلف عنه
فروا سفيان الثوري واختلف عنه أيضاً
فرواه عبد الرزاق ثقة حافظ عن سفيان عن الأعمش قال قال ابن عباس مرسلاًً موقوفاً أخرجه أحمد بن حنبل في الزهد (ص63) أخبرنا عبد الرزاق به.
وخالفه مؤمل بن إسماعيل ضعيف فرواه عن سفيان، عن الأعمش، عن المنهال، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عبد الله بن عباس، [زاد الديلمي: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم]. أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج9/ص546) والديلمي في مسند الفردوس كما عند ابن حجر في الغرائب الملتقطة (ص963) كلاهما من طريق أبي عبد الله الحافظ [وعند الديلمي: الحاكم]، حدثنا علي بن عيسى بن إبراهيم، حدثنا جعفر بن محموية الفارسي، حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا مؤمل [وعند البيهقي: يزيد وهو تصحيف] بن إسماعيل، حدثنا سفيان به.
والصواب رواية عبد الرزاق عن سفيان عن الأعمش مرسلاً عن ابن عباس موقوفاً
وقال أبو أسامة ثقة ثبت وسعيد بن رحمه كلاهما عن أبي إسحاق الفزاري عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث عن ابن عباس [زاد هناد بن السري والآبنوسي: قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم]. أما رواية أبي أسامة فقد أخرجها هناد بن السري في الزهد (ج2/ص406) ومن طريقه ابن العديم في تاريخ حلب (ج7/ص3427) وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف بتحقيق كمال (ج6/ص344، وج7/ص68، وج7/ص192) وأما رواية سعيد فقد أخرجها الآبنوسي في مشيخته (ج2/ص8)
وله شاهد مرسل أخرجه أحمد بن حنبل في الزهد (ص66) أخبرنا شجاع بن الوليد، عن ليث بن عرار عن محمد بن جحادة قال: أوحى الله عز وجل إلى داود عليه السلام: انه الظالمين عن ذكري، وعن قعود في مساجدي؛ فإني جعلت على نفسي - أو آليت على نفسي - أن من ذكرني ذكرته، وإن الظالم إذا ذكرني لعنته.
إسناده ضعيف مرسل ليث بن عرار لم أعرفه وهو في عداد المجهولين وأخشى أنه تصحيف فإن كتاب الزهد للإمام أحمد فيه تصحيفات
وروي هذا من قول يهودي يخبر عن الله عز وجل أخرجه الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه في الرسم (ج2/ص724) أخبرنا أبو القاسم الأزهري، أنا أحمد بن محمد بن عمران، نا عبد الله بن محمد البغوي، نا عبد الجبار بن عاصم، نا معمر بن سليمان الرقي، عن فرات بن سلمان، عن ميمون بن مهران، عن فضيل بن بزوان، أن يهودياً لقيه، [وفيه] فقال يا فضيل، ما يقول الله تعالى للظلمة؟ قال فضيل: قل، قال اليهودي: إن الله تعالى يقول للظلمة: لا تذكروني، فإني أذكر من ذكرني، وإن ذكري الظالم الذي لا يتوب أن ألعنه ما ذكرني.
إسناده ليس بشيء ضعيف
- أحمد بن محمد بن عمران هو أبو الحسن المعروف بابن الجندي ضعيف ليس بشيء (انظر تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج6/ص244)
وله شاهد بنحوه أخرجه الخطيب في تلخيص المتشابه (ج2/ص790) أخبرنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب الروياني، أنا محمد بن أحمد بن محمد المديني، نا سلامة بن سعيد، نا أبو سعيد بن زياد، حدثني أبي زياد، عن أبيه فائد، عن جده زياد بن أبي هند، عن أبي هند الداري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي، فمن ذكرني وهو لي مطيع فحق علي أن أذكره مني بمغفرة، ومن ذكرني وهو لي عاص يحق علي أن أذكره بمقت.
إسناد مظلم ضعيف جداً
قوله "نا أبو سعيد بن زياد" خطأ أو تصحيف فإنه يوهم أنه يكنى أبا سعيد وليس كذلك وصوابه "أبي" فهو والده واسمه سعيد بن زياد و"نا" اختصار من حدثنا أو أخبرنا
هذا والله أعلم