ذكر لابن عباس خيانة امرأة نوح وامرأة لوط، فقال ابن عباس: والله ما زنتا، ولا بغت امرأة نبي قط فقيل له: فما كانت خيانة امرأة نوح، وامرأة لوط؟ قال: أما امرأة نوح، فكانت تخبر أنه مجنون، وأما امرأة لوط فإنها كانت تدل على الضيف.
حكم الأثر: صحيح وروي مرفوعاً ولا يصح كما سيأتي
أخرجه أبو بكر الآجري في ذم اللواط (ص44) من طريق عيسى بن يونس ووكيع وعبد الرحمن بن مهدي ثلاثتهم عن سفيان الثوري، عن موسى بن أبي عائشة، عن سليمان بن قَتَّةَ، قال: سمعت ابن عباس، وذكر له خيانة امرأة نوح وامرأة لوط، فقال: فذكره.
إسناده صحيح
- سليمان بن قتة قال يحيى بن معين ثقة وقال علي بن المديني وابن قتيبة الدينوري قتة أمه (انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج4/ص136 والمعارف لابن قتيبة ص487) واسم أبيه قيس فقد أخرجه الطبري في تفسيره ت شاكر (ج23/ص497) من طريق أبي عاصم النبيل وأبي المنذر إسماعيل بن عمر الواسطي كلاهما عن سفيان الثوري وفيه "سليمان بن قيس" والله أعلم
وقد توبع سفيان الثوري
1- تابعه سفيان بن عيينة وقيس بن الربيع أخرجهما ابن الأعرابي في معجمه (ج2/ص688) نا ابن عفان، نا يحيى بن آدم، نا سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري، وقيس بن الربيع، عن موسى بن أبي عائشة، عن سليمان بن قتة، عن ابن عباس، في قوله تعالى: {فخانتاهما} [التحريم: 10] قال: ما زنتا في هذه الآية قال {فخانتاهما} [التحريم: 10] قال: فذكره. وأخرجه عبد الرزاق في التفسير (ج2/ص195) من طريق سفيان بن عيينة والثوري
- ابن عفان هو أبو محمد الحسن بن علي بن عفان العامري ثقة
2- وتابعه أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة والنميمة (ص39) ومن طريقه ابن عساكر (ج50/ص318) وقوام السنة في الترغيب والترهيب (ج3/ص245) حدثنا فضيل بن عبد الوهاب، حدثنا أبو عوانة، عن موسى بن أبي عائشة، عن سليمان بن بريدة، قال: سمعت ابن عباس، رضي الله عنه، يقول في قوله {فخانتاهما} [التحريم: 10] قال: لم يكن زنى، ولكن امرأة نوح كانت تخبر أنه مجنون، وامرأة لوط تخبر بالضيف إذا نزل.
هكذا سليمان بن بريدة وهو خطأ ليس من أبي عوانة ولا من ابن أبي الدنيا والدليل بعد أن أسرد ابن عساكر سنده من طريق أبي القاسم بن السمرقندي وقوام السنة كلاهما إلى ابن أبي الدنيا قال ابن عساكر كذا قال ابن السمرقندي ابن بريدة وإنما هو ابن قنة. وأما قوام السنة فلم ينسبه إنما قال فقط "سليمان"
وأخرج عبد الرزاق في التفسير (ج2/ص195) عن الثوري، عن أبي عامر الهمداني، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس، قال: ما بغت امرأة نبي قط.
إسناده ضعيف
- أبو عامر الهمداني مجهول قال عبد الله بن أحمد بن حنبل سألت أبي عن حديث سفيان عن أبي عامر الهمداني عن الضحاك عن بن عباس في قوله فخانتاهما قال لا أعرف اسم أبي عامر هذا (العلل ومعرفة الرجال لأحمد ج1/ص336) وقال البخاري عمرو أبو عامر المزني البخاري عن الضحاك عن ابن عباس مرسل قال الثوري لقيته ببخارى (التاريخ الكبير للبخاري ج6/ص357) قلت لا أدري هو هذا أم غيره وأخرج اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (ج8/ص1523) من طريق نهار البخاري، عن أبي عامر الهمداني، قال: سمعت الشعبي يقول: ما زنت امرأة نبي قط
- الضحاك لم يسمع من ابن عباس قال مشاش قلت للضحاك سمعت من ابن عباس قال لا قلت رأيته قال لا (المراسيل لابن أبي حاتم ص94) وقال عبد الملك بن ميسرة قلت للضحاك أسمعت من ابن عباس قال لا قلت فهذا الذي ترويه عن من أخذته قال عنك وعن ذا وعن ذا (المراسيل لابن أبي حاتم ص95)
وأخرج محمد بن مخلد الدوري في المنتقى في حديثه (ص206) نا عباد بن الوليد، قال: نا نائل بن نجيح، عن سفيان، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: ما بغت امرأة لنبي قط.
وهذا إسناد ضعيف غير محفوظ لا يصلح للشواهد ونائل بن نجيح ضعيف يخطأ على الثوري في الأسانيد وما رواه أحد قط عن سفيان بهذا الإسناد
وروي مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج50/ص317-318) بتصرف أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن وأبو تراب حيدرة بن أحمد وأبو الحسن علي ابن بركات قالوا أنبأنا أبو بكر الحافظ أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد أنبأنا عثمان بن أحمد وأحمد بن سندي قالا حدثنا الحسن بن علي حدثنا إسماعيل بن عيسى أنبأنا إسحاق بن بشر عن سفيان الثوري عن أشرس الخراساني يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما بغت امرأة نبي قط.
إسناده هالك ساقط إسحاق بن بشر يكنى أبا حذيفة متهم بالكذب
ثم قال وأنبأني إسحاق أخبرني مقاتل عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال إنما كانت خيانة امرأة لوط حين تخونه في أضيافه فتخبر عنهم في دينها ولم تخنه في فرج هي ولا امرأة نوح عليه السلام. وهذا مثل سابقه فيه إسحاق بن بشر متهم بالكذب
هذا والله أعلم