مدى صحة إجماع الصحابة على قتل من عمل عمل قوم لوط واختلفوا في كيفية قتله

منكر ضعيف كلها مراسيل من ثم هو مخالف لما في الصحيح إن النار لا يعذب بها إلا الله

قلت دليلهم على هذا الإجماع فيه الحرق بالنار وهو

أن خالد بن الوليد، كتب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنهما في خلافته يذكر له أنه وجد رجلاً في بعض نواحي العرب ينكح كما تنكح المرأة، وأن أبا بكر رضي الله عنه جمع الناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألهم عن ذلك، فكان من أشدهم يومئذ قولاً علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: إن هذا ذنب لم تعص به أمة من الأمم إلا أمة واحدة، صنع الله بها ما قد علمتم، نرى أن نحرقه بالنار، فاجتمع رأي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يحرقه بالنار، فكتب أبو بكر رضي الله عنه إلى خالد بن الوليد يأمره أن يحرقه بالنار، ثم حرقهم ابن الزبير في إمارته، ثم حرقهم هشام بن عبد الملك، ثم حرقهم القسري بالعراق.

حكم الأثر: منكر جداً ضعيف اضرب عليه وسيأتي بيان وجه الإنكار

أخرجه ابن المنذر في الأوسط ط دار الفلاح (ج12/ص506-507) حدثنا أبو عمرو أحمد بن المبارك -هو المعروف بحمكويه-، حدثنا إسحاق بن إبراهيم - هو ابن راهويه -، قال: أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم المدني، عن داود بن بكر، عن محمد بن المنكدر ويزيد بن خصيفة وصفوان بن سليم، أن خالد بن الوليد فذكره.
- داود بن بكر هو داود بن بكر بن أبي الفرات الأشجعي قال أبو حاتم الرازي شيخ لا بأس به ليس بالمتين ووثقه يحيى بن معين

وأخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (ص205) من طريق سعيد بن الحكم بن أبي مريم وابن حزم في المحلى بالآثار (ج12/ص389) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي ومطرف بن عبد الله ثلاثتهم عن عبد العزيز بن أبي حازم، حدثني داود بن بكر، عن محمد بن المنكدر، وصفوان بن سليم، وموسى بن عقبة، أن خالد بن الوليد فذكره.

وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (ج8/ص405) أخبرنا أبو نصر بن قتادة، وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي، قالا: ثنا أبو عمرو بن مطر، ثنا إبراهيم بن علي، ثنا يحيى بن يحيى - هو النيسابوري -، أنبأ عبد العزيز بن أبي حازم، أنبأ داود بن بكر، عن محمد بن المنكدر، (1)عن صفوان بن سليم، أن خالد بن الوليد فذكره.
- (1) ربما سقطت الواو هنا أو سبق قلم ويكون الصواب "وعن صفوان" كما في الطرق الأخرى

وأخرجه الآجري في ذم اللواط (ص58) وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي (ص100) ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (ج7/ص281) وابن الجوزي في ذم الهوى (ص202) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري وابن عبد البر في التمهيد (ج5/ص314-315) من طريق يعقوب بن محمد الزهري كلاهما عن عبد العزيز بن أبي حازم، قال: حدثني داود بن بكر، عن محمد بن المنكدر أن خالد بن الوليد فذكره.

وأخرجه ابن حزم في المحلى بالآثار (ج12/ص388-389) نا عبد الله بن ربيع نا ابن مفرج نا قاسم بن أصبغ نا ابن وضاح نا سحنون نا ابن وهب أخبرني ابن سمعان عن رجل أخبره قال: جاء ناس إلى خالد بن الوليد فذكره.

قلت وكما ترى كلها مراسيل أصحابها لم يدركوا خالداً ولا أبا بكر فهي ضعيفة

وصححه ابن القيم بقوله وقد ثبت عن خالد بن الوليد (الجواب الكافي لابن القيم ط عالم الفوائد ص396) قلت لا شيء بل ضعيف مرسل وابن القيم رحمه الله متساهل وأحياناً يقلد ابن تيمية حتى في التصحيح على الغلط (انظر كمثال هذه المقالة)

وقال ابن حزم هذه كلها منقطعة ليس منهم أحد أدرك أبا بكر وأيضاً فإن ابن سمعان مذكور بالكذب وصفه بذلك مالك بن أنس (المحلى بالآثار لابن حزم ج12/ص392)

وقال البيهقي هذا مرسل (السنن الكبرى ج8/ص405)

وقال أبو بكر الجصاص أول ما في هذا حديث أنه مرسل لأن محمد بن المنكدر لم يشاهد هؤلاء فلا يصح للمخالف الاحتجاج به (شرح مختصر الطحاوي للجصاص ج6/ص173)

وقال ابن حجر وهو ضعيف جداً ولو صح لكان قاطعاً للحجة (انظر الدراية في تخريج أحاديث الهداية لابن حجر ج2/ص103)

وأما بيان وجه الإنكار فقد ذكره ابن حزم: وهو كيف خفي على الصحابة قول الرسول صلى الله عليه وسلم "وإن النار لا يعذب بها إلا الله" فقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث فقال: إن وجدتم فلاناً وفلاناً فأحرقوهما بالنار، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج: إني أمرتكم أن تحرقوا فلاناً وفلاناً، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن وجدتموهما فاقتلوهما.

فهنا كان جماعة من الصحابة بدليل قوله (بعثنا) أي جماعة فأين هم وكيف لم يعترضوا! ومن هنا تعلم أن هذا الأثر منكر جداً لا يصح وفق قواعد علم الحديث لا سنداً ولا متناً

وقد صح عن ابن عباس أنه سئل ما حد اللوطي قال ينظر أعلى بناء في القرية فيرمي به منكساً ثم يتبع الحجارة (انظر تخريجه في هذه المقالة بالتفصيل)

وأما حديث حديث من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به. فهو منكر ضعيف ضعفه الجهابذة (انظر تخريجه في هذه المقالة)

هذا والله أعلم

4 تعليقات

  1. المحزن في الموضوع ان الكثير من المواقع مثل اسلام ويب والاسلام سؤال وجواب وطريق الاسلام وبيان الاسلام يدعي الاجماع على ذلك !!!!!!!! اي على قتل من فعل عمل قوم لوط ( اللواط )
    وهم ينقلون في ذلك رأي ابن تيمية وابن القيم وابن قدامة فهم من نقلوا الاجماع
    ولا يفكرون بان قول العالم اجتهاد قد يصيب ويخطئ وان العبرة بالدليل وانه ليس كل قول قاله عالم صحيح!!!! بالعامية لا يوجد تحقيق
    فقط قص ولزق للاسف
    ملاحظة : ايضا الشيخ الطريفي فك الله اسره قد ادعى الاجماع !!!
  2. عن تقليد ابن القيم لابن تيمية في التصحيح رحمها الله
    حدث نفس الشيء في
    1 اثر رطانة الأعاجم وقد اشرت اليه
    2 اثر علي بن أبي طالب عن الشطرنج ( الأصنام التي أنتم لها عاكفون )
  3. هذه المراسيل عند اهل العلم مقبولة لأنها تعتضد بغيرها من فتاوى اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .ثانيا من اعترض على هذه الآثار لم يجد اثر عن الصحابة يخالف هذه الفتوى اقصد قتل اللوطي وﻻنعرف قبل الحكم بن عتيبة وهو من التابعين من تكلم في مخالفة هذا الاجماع هذا ان صح عنه
    1. هذه المراسيل عندك مقبولة وليس عند أهل العلم وأتمنى أن يكون عند الإنسان ورع وخوف من الله عز وجل وهو يتكلم عن أهل العلم فالعبرة بالدليل وليس بالكلام