سئل أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الفقيه الشافعي الترمذي المتوفى 295 هجري: عن حديث إن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا فالنزول كيف يكون يبقى فوقه علو؟ فقال أبو جعفر الترمذي: النزول معقول، والكيف مجهول والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.
وصح عن أبي منصور شيخ الصوفية الكيف مجهول (انظر تخريجه في هذه المقالة)
وسيأتي قول الذهبي في معنى هذا في آخر المقال، قلت ومعنى قوله (النزول معقول) أي معلوم، وقوله (والكيف مجهول) هو مثل قول الإمام مالك غير معقول (انظر تخريج كل الألفاظ التي وردت عن مالك في هذه المقالة)
حكم الأثر: صحيح ثابت
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج2/ص233) حدثني الحسن بن أبي طالب، قال: حدثنا أبو الحسن منصور بن محمد بن منصور القزاز، وذكر أن مولده سنة سبع وتسعين ومائتين، قال: سمعت أبا الطيب أحمد بن عثمان السمسار والد أبي حفص بن شاهين، يقول: حضرت عند أبي جعفر الترمذي فسأله سائل عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى: ينزل إلى سماء الدنيا فذكره.
وهذا إسناده صحيح
- الحسن بن أبي طالب هو أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن بن علي الخلال قال الخطيب كتبنا عنه وكان ثقة له معرفة وتنبه وخرج المسند على الصحيحين (انظر تاريخ بغداد ت بشار ج8/ص453)
- أبو الحسن منصور بن محمد بن منصور القَزَّاز هو الحربي المقرئ قال الخطيب وكان ثقة (تاريخ بغداد ت بشار ج15/ص99)
- أبو الطيب أحمد بن عثمان السمسار قال الخطيب وكان ثقة (تاريخ بغداد ت بشار ج5/ص487)
- أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الفقيه الشافعي الترمذي قال الدارقطني ثقة مأمون ناسك (انظر سؤالات الحاكم للدارقطني ص149) وقال الخطيب وكان ثقة من أهل العلم والفضل والزهد في الدنيا (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج2/ص233)
وقال الذهبي عقب قول أبي جعفر الترمذي محمد بن أحمد بن نصر: صدق فقيه بغداد وعالمها في زمانه إذا السؤال عن النزول ما هو عي لأنه إنما يكون السؤال عن كلمة غريبة في اللغة وإلا فالنزول والكلام والسمع والبصر والعلم والاستواء عبارات جلية واضحة للسامع فإذا اتصف بها من ليس كمثله شيء فالصفة تابعة للموصوف وكيفية ذلك مجهولة عند البشر وكان هذا الترمذي من بحور العلم ومن العباد الورعين (العلو للعلي الغفار للذهبي ص213-214)
هذا والله أعلم