قال الضحاك بن مزاحم الهلالي: في قوله تعالى {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم} [المجادلة: 7] هو على العرش، وعلمه معهم.
ثم قال أحمد بن حنبل: هذه السنة. انتهى قلتُ: وقال الميموني: سألت أحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله قد بلينا بهؤلاء الجهمية ما تقول فيمن قال إن الله ليس على العرش قال: كلامهم كلهم يدور على الكفر (انظر تخريجه في هذه المقالة)
قلتُ: والآية كاملة {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
حكم الأثر: جيد لا بأس به
أخرجه أبو داود السجستاني في مسائل أحمد بن حنبل (ص353) وعبد الله بن أحمد بن حنبل في السنة (ج1/ص304) وأخرجه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة ت الفقي (ج1/ص251-252) والآجري في الشريعة (ج3/ص1078) وابن بطة في الإبانة الكبرى (ج7/ص152) من طريق أبي العباس الفضيل بن زياد القطان البغدادي ثلاثتهم (أبو داود وعبد الله بن أحمد والفضل بن زياد) عن الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل ثنا نوح بن ميمون، قال: ثنا بكير بن معروف [زاد عبد الله بن أحمد: أبو معاذ قاضي نيسابور]، عن مقاتل بن حيان، عن الضحاك في قوله: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم} [المجادلة: ٧]، قال: هو على العرش، وعلمه معهم [زاد ابن أبي يعلى: قال أبو عبد الله هذه السنة، وأما ابن بطة فعنده: قال أحمد هذه السنة]. قلت وأبو عبد الله كنية الإمام أحمد بن حنبل
- أبو العباس الفضل بن زياد القطان البغدادي قال أبو بكر الخلال كان من المتقدمين عند أبي عبد الله وكان أبو عبد الله يعرف قدره ويكرمه وكان يصلي بأبي عبد الله فوقع له عن أبي عبد الله مسائل كثيرة جياد (طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ت الفقي ج1/ص251)
- نوح بن ميمون هو أبو سعيد الْمَضْرُوبُ قال الخطيب وكان ثقة (تاريخ بغداد ت بشار ج15/ص435) وقال ابن حبان ربما أخطأ (الثقات ج9/ص211)
- أبو معاذ بكير بن معروف النيسابوري القاضي المفسر قلت قال أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف وأبو العباس محمد بن يعقوب الأصم كلاهما عن عبد الله بن أحمد عن أبيه أحمد بن حنبل ما أرى به بأساً كذا نقل البخاري وأبو حاتم الرازي عن أحمد ما أرى به بأساً ونقل أبو بكر محمد بن أحمد بن بالوية عن عبد الله بن أحمد عن أبيه أحمد بن حنبل أنه ذاهب الحديث!. قلت وأخشى أنه هذا وهم (العلل ومعرفة الرجال رواية ابنه ج2/ص360 والتاريخ الكبير للبخاري ت المعلمي ج2/ص117 وتاريخ دمشق لابن عساكر ج10/ص393-394) وقال النسائي ليس به بأس (تاريخ دمشق لابن عساكر ج10/ص392) وقال الآجري عن أبي داود السجستاني ليس به بأس (إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي ج3/ص34) وقال مروان بن محمد الطاطري كان ثقة وقال ابن عدي هو قليل الروايات وأرجو أنه لا بأس به وليس حديثه بالمنكر جداً (الكامل لابن عدي ج2/ص203) وقال عبد الله بن محمد بن سعدوية المروزي -لم أجد من وثقه- حدثنا أحمد بن عبد الله بن بشير المروزي -لم أجد من وثقه- حدثنا سفيان بن عبد الملك قال سمعت ابن المبارك قال بكير بن معروف ارمي به (الضعفاء الكبير للعقيلي ج1/ص150)
وقد توبع أحمد بن حنبل
1- تابعه عبد الله بن أبي زياد أخرجه الطبري في تفسيره ت شاكر (ج23/ص237) حدثني عبد الله بن أبي زياد، قال: ثني نصر (1) بن ميمون المضروب، قال: ثنا بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، عن الضحاك، في قوله: {ما يكون من نجوى ثلاثة} إلى قوله: {هو معهم} قال: هو فوق العرش وعلمه معهم.
- (1) "نصر" تصحيف صوابه "نوح"
2- وتابعه أبو حفص سعيد بن نوح بن ميمون أخرجه حرب الكرماني في مسائله ت فايز (ج3/ص1111) والبيهقي في الأسماء والصفات (ج2/ص341) من طريق أبي موسى محمد بن المثنى كلاهما عن سعيد بن نوح قال: ثنا أبي نوح بن مضروب [وعند البيهقي: أبي نوح بن ميمون]، قال: ثنا بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، عن الضحاك بن مزاحم في قول الله: {من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم} قال: هو تبارك وتعالى على العرش وعلمه معهم.
اللالكائي في شرح أصول اعتقاد اهل السنة والجماعة (ج3/ص444) ومن طريقه ابن قدامة في إثبات صفة العلو (ص172) أخبرنا محمد بن الحسين بن يعقوب، قال: أخبرنا دعلج بن أحمد، قال: ثنا أحمد بن علي الأبار، قال: ثنا محمد بن منصور الطوسي، قال: ثنا نوح بن ميمون، قال: ثنا بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، في قوله تعالى {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم} [المجادلة: 7] قال: هو على العرش ولن يخلو شيء من علمه.
قلت: هكذا ليس فيه الضحاك والصواب مقاتل عن الضحاك
ابن عبد البر في التمهيد ت بشار (ج5/ص150) ذكر سنيد، عن مقاتل بن حيان، عن الضحاك بن مزاحم - في قوله: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم} الآية - قال: هو على عرشه، وعلمه معهم أينما كانوا. قال: وبلغني عن سفيان الثوري مثله.
قال ابن عبد البر: كل ما كان في كتابي هذا وفي سائر كتبي من كتاب سنيد فحدثناه أبو عمر أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي -هو ابن الباجي-، ثنا [الحسن بن] إسماعيل بن محمد بن الضراب، نا عبد الملك بن بحر، نا محمد بن إسماعيل الصائغ، نا سنيد بن داود (جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر ت الزهيري ط ابن الجوزي ج2/ص1206)
- عبد الملك بن بحر هو أبو مروان عبد الملك بن بحر بن شاذان المكي الجلاب قال ابن يونس المصري ثقة مكثر (تاريخ الإسلام للذهبي ت بشار ج7/ص679)
- محمد بن إسماعيل الصائغ هو أبو جعفر محمد بن إسماعيل بن سالم البغدادي قال ابن أبي حاتم الرازي صدوق (الجرح والتعديل ط المعارف العثمانية ج7/ص190)
قلت هذا منقطع سنيد هو الحسين بن داود المصيصي ما أظنه أدرك مقاتل بن حيان بين وفاتيهما 70 سنة ولعله أخذه عن بكير بن معروف عنه والله أعلم
وقد توبع أبو سعيد نوح بن ميمون المضروب
1- تابعه أبو خالد يزيد بن صالح النيسابوري الفراء أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (ج2/ص342) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى الكعبي، ثنا إسماعيل بن قتيبة، ثنا أبو خالد يزيد بن صالح، ثنا بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، قال: بلغنا وروى بنحوه.
قلت قوله (بلغنا) هو عن الضحاك
2- وتابعه سلم بن سالم أخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في السنة (ج1/ص306) حدثني أبو معمر، نا نوح بن ميمون المضروب، وسلم بن سالم، عن بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنه: {وهو معكم أين ما كنتم} [الحديد: ٤] قال: عالم بكم أينما كنتم ثم حدثنا به أبو معمر مرة أخرى فرجع عنه وقال: هو عن الضحاك.
قوله (فرجع عنه) يعني عن إسناده والصواب أنه من قول الضحاك توهم فيه أبو معمر
هذا والله أعلم