قال إسحاق بن راهويه: دخلت على الأمير عبد الله بن طاهر، فقال: ما هذه الأحاديث يروون أن الله ينزل إلى السماء الدنيا قلت: نعم رواها الثقات الذين يروون الأحكام، فقال ينزل ويدع عرشه؟ فقلت يقدر أن ينزل من غير أن يخلو منه العرش؟ قال نعم، قلت فلم تتكلم في هذا. وفي لفظ فلم تنكر؟.
وفي لفظ فقال له إسحاق: تقول إن الله يقدر على أن ينزل ويصعد ولا يتحرك؟ قال: نعم، قال: فلم تنكر؟.
وقال حرب الكرماني سألتُ إسحاق بن إبراهيم بن راهويه قلت: حديث النبي عليه السلام: ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا؟ قال: نعم، ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا كما شاء وكيف شاء، وليس فيه صفة (مسائل حرب ت فايز ج3/ص1121)
حكم الأثر: صحيح
أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (ج3/ص501) أخبرنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عمر بن أحمد، قال: ثنا أحمد بن خلف، قال: ذكر أحمد بن علي الأبار أن عبد الله بن طاهر، قال لإسحاق بن راهويه ما هذه الأحاديث التي يحدث بها: أن الله عز وجل ينزل إلى سماء الدنيا، والله يصعد وينزل؟ قال: فقال له إسحاق: تقول إن الله يقدر على أن ينزل ويصعد ولا يتحرك؟ قال: نعم، قال: فلم تنكر؟.
- أحمد بن محمد هو أبو حامد أحمد بن أبي طاهر محمد بن أحمد الفقيه الإسفراييني قال الخطيب وكان ثقة (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج6/ص20 وطبقات الفقهاء لأبي إسحاق الشيرازي ص123-124)
- عمر بن أحمد هو أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب الواعظ المعروف بابن شاهين مشهور ثقة
- عبد الله بن طاهر هو الأمير أبو العباس عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب الْخُزَاعِيّ أمير خراسان قال الخطيب وكان أحد الأجواد الممدحين والسمحاء المذكورين (انظر تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج11/ص162)
قلت وأما أحمد بن خلف فلم أعرفه وأخشى أنه تصحيف وهذا إسناد منقطع وقد روي موصولاً
قال الذهبي في العلو للعلي الغفار (ص177-178) وابن تيمية في شرح حديث النزول (ص40) [قال ابن بطة] عن [أبي بكر] النجاد حدثنا أحمد بن علي الأبار حدثنا علي بن خشرم حدثنا إسحاق قال دخلت على ابن طاهر فقال ما هذه الأحاديث يروون أن الله ينزل إلى السماء الدنيا قلت نعم رواها الثقات الذين يروون الأحكام فقال ينزل ويدع عرشه[؟] فقلت يقدر أن ينزل من غير أن يخلو منه العرش[؟] قال نعم قلت فلم تتكلم في هذا[؟].
وهذا إسناد حسن صحيح متصل
- أبو بكر النجاد هو أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل بن يونس الفقيه الحنبلي قال الخطيب وكان صدوقاً عارفاً وقال الدارقطني حدث أحمد بن سلمان من كتاب غيره بما لم يكن في أصوله فقال الخطيب كان النجاد قد كف بصره في آخر عمره فلعل بعض طلبة الحديث قرأ عليه ما ذكره الدارقطني والله أعلم (تاريخ بغداد ت بشار ج5/ص309)
- أحمد بن علي الأبار هو أبو العباس أحمد بن علي بن مسلم النخشبي قال الخطيب كان ثقة حافظاً متقناً وقال الدارقطني ثقة (انظر تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج5/ص501)
- علي بن خشرم هو أبو الحسن المروزي مشهور قال النسائي ثقة (مشيخة النسائي ص59) وروى عنه الإمام مسلم في صحيحه وغيره وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي ثقة (إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي ج9/ص315)
وقد جاءت تفاصيل هذه القصة بأوسع من هذا (انظر تخريجها في هذه المقالة بالتفصيل)
هذا والله أعلم