مدى صحة قال مالك الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب

مدى صحة أثر قال الإمام مالك بن أنس: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة

قال الإمام مالك بن أنس: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة.

سأخرجه مفصلاً بالأسانيد كما سيأتي وعن أحمد بن حنبل قال: يضحك الله ولا نعلم كيف ذلك (انظر تخريجه هنا) وصح عن أبي عبيد الهروي قال: فإذا قيل وكيف ضحك؟ قلنا لا يُفسر (انظر تخريجه في هذه المقالة) وصح عن أبي جعفر الترمذي قال: النزول معقول والكيف مجهول (انظر تخريجه وتعليق الذهبي عليه في هذه المقالة) وصح عن أبي منصور معمر بن أحمد كبير الصوفية قال: الاستواء معقول والكيف فيه مجهول (انظر تخريجه في هذه المقالة) وعن حماد بن زيد في حديث النزول هو في مكانه يقرب من خلقه كيف شاء (انظر تخريجه في هذه المقالة) وقال حرب الكرماني سألتُ إسحاق بن إبراهيم بن راهويه قلت: حديث النبي عليه السلام: ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا؟ قال: نعم، ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا كما شاء وكيف شاء، وليس فيه صفة (مسائل حرب ت فايز ج3/ص1121)

قلتُ: وصح عن غير مالك في هذا كما سيأتي وواحد منهم كبير الصوفية!

قال البعض رواية "الكيف مجهول" لا تصح ويقول أنتم مجسمة قلت هذا غلط بل هو ثابت! وهذا الذي يزعم لم يتعرض لسند الرواية لأنه يعلم سيكشف نفسه أو أنه لم يقف عليها فتسرع ونفى كما سيأتي وبعضهم قال ليس له إسناد قلت بل له إسناد كما سيأتي

قال الذهبي وصح عن مالك أنه قال: الاستواء معلوم ‌والكيف ‌مجهول (تذكرة الحفاظ ج1/ص155)

قلت لم أقف على هذا االلفظ "الاستواء معلوم، والكيف مجهول" مسنداً لكن المعنى صحيح حيث:

جاء بلفظ "استواؤه معقول وكيفيته مجهولة" وإسناده حسن كما سيأتي تخريجه

قلت قوله (استواؤه معقول) أي معلوم ونعقله

وأيضاً جاء بلفظ "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معلوم" وسيأتي تخريجه أيضاً

وقوله (الكيف غير معلوم) أي مجهول وسيأتي إسناد هذه الرواية

وبلفظ "الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول" وهذا صحيح وسيأتي تخريجه أيضاً

وبلفظ "الكيف عنه مرفوع" وفي إسناده ضعف

قال الذهبي هذا ثابت عن مالك وتقدم نحوه عن ربيعة شيخ مالك وهو قول أهل السنة قاطبة أن ‌كيفية ‌الاستواء ‌لا ‌نعقلها بل نجهلها وأن استواءه معلوم كما أخبر في كتابه (العلو للعلي الغفار ص139) وقال ابن قدامة الحنبلي وقولهم الكيف غير معقول لأنه لم يرد به توقيف ولا سبيل إلى معرفته بغير توقيف (ذم التأويل لابن قدامة ص26)

فتأمل كيف الذهبي فهم أن "الكيف غير معقول" يعني مجهول لا نعقله! ومثله ابن قدامة

وجاء أيضاً بلفظ "كما وصف نفسه، ولا يقال: كيف، وكيف عنه مرفوع" وإسناده فيه كلام وسيأتي تخريجه أيضاً

وكل هذه الألفاظ تؤدي نفس المعنى


نبدأ على بركة الله

1) أبو عبد الله محمد بن شجاع البغدادي ابن الثلجي عن مالك بن أنس

أخرجه الثعلبي في تفسيره ط دار التفسير (ج12/ص369) سمعت أبا محمد الحسن بن علي بن محمد بن حمدان السجزي الخطيب، يقول سمعت القاضي أبا سهل محمد بن سعيد يقول: سمعت أبا بكر البخاري يقول: سمعت أبا عبد الله محمد بن شجاع البلخي يقول: سئل مالك بن أنس رحمه الله عن قول: {الرحمن على العرش استوى} كيف استوى؟ قال: الكيف مجهول، والاستواء غير معقول.

قوله "والاستواء غير معقول" هذا منكر باطل إنما مالك قال "غير مجهول" أي معلوم كما سيأتي وهذا إسناد هالك ضعيف جداً من ثم هو منقطع محمد بن  شجاع لم يدرك مالك بن أنس

- أبو عبد الله محمد بن شجاع البلخي هو ابن الثلجي البغدادي متروك متهم بالكذب وأيضاً كل من دونه لم أعرفهم جميعاً


2) أبو محمد عبد الله بن نافع الصائغ المدني عن مالك

أخرجه ابن عبد البر في التمهيد ط المغربية (ج7/ص138) وت بشار (ج5/ص149) أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا أحمد ابن جعفر بن حمدان بن مالك قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا سريج بن النعمان قال حدثنا عبد الله بن نافع قال قال مالك بن أنس الله عز وجل في السماء وعلمه .... قال وقيل لمالك {الرحمن على العرش استوى} كيف استوى فقال مالك رحمه الله استواؤه معقول وكيفيته مجهولة وسؤالك عن هذا بدعة وأراك رجل سوء. إسناده حسن

- أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن هو التجيبي القرطبي يعرف بابن الزيات قال عنه ابن الفرضي وكان كثير الحديث مسنداً صحيحاً للسماع صدوقاً في روايته إلا أن ضبطه لم يكن جيداً، وكان ضعيف الخط ربما أخل بالهجاء (تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ج1/ص288)

- عبد الله بن نافع الصائغ قلت هو ثقة من جهة أقوال مالك وأما في الحديث ففي حفظه شيء ربما أخطأ ولذلك يجب التفريق بين تضعيف الأئمة في الراوي ومعرفة ما يقصدون بالضبط وسأضرب مثالاً له في الأسفل ولكن بعد أن أذكر كلام الأئمة فيه

فأما كلام الأئمة قال ابن سعد كان قد لزم مالك بن أنس لزوماً شديداً وكان لا يقدم عليه أحداً وهو دون معن وقال يحيى بن معين لما سئل من الثبت في مالك فذكرهم ثم قال وعبد الله بن نافع ثبت فيه وقال داود  السجستاني سمعت أحمد يعني ابن حنبل يقول كان عبد الله بن نافع أعلم الناس برأي مالك وحديثه كان يحفظ حديث مالك كله ثم دخله بآخره شك قال أبو داود وكان عبد الله عالماً بمالك وكان صاحب فقه وكان ربما دل على مالك قال وسمعت أحمد بن صالح يقول كان أعلم الناس بمالك وحديثه (الطبقات الكبرى لابن سعد ط صادر ج5/ص438 وانظر تهذيب التهذيب لابن حجر ط الهندية ج6/ص52)

وأما المثال فلنأخذ حماد بن سلمة فلو روى حماد بن سلمة عن ثابت البناني فهو من أثبت الناس فيه أما لو روى عن شيوخ آخرين فقد يخطئ والدليل قال أحمد بن حنبل ليس أحد أثبت في ثابت من حماد بن سلمة، وقال أحمد بن حنبل ولكن ‌حماد بن سلمة عنده عنه ‌تخليط عن ‌حماد بن أبي سليمان (انظرسؤالات أبي داود للإمام أحمد بن حنبل ط العلوم والحكم ص342 وص291)

وقال مسلم صاحب الصحيح والدليل على ما بينا من هذا اجتماع أهل الحديث ومن علمائهم على أن أثبت الناس في ثابت البناني ‌حماد ‌بن ‌سلمة...ثم قال وحماد يعد عندهم - يعني عند يحيى القطان وغيره - اذا حدث عن غير ثابت كحديثه عن قتادة وأيوب ويونس وداود والجريري وأشباههم فإنه يخطىء في حديثهم كثيراً (التمييز للإمام مسلم ت الأعظمي ص217-218)

فيأتي صاحب هوى فيقول عن حديثه يرويه "حماد بن سلمة عن ثابت البناني" فيقول قال الإمام مسلم حماد يخطئ كثيراً فيدلس على الناس ولكن إذا عاد الناس إلى كتاب مسلم سيكشفون كذبه ثم سيقولون له يا خبيث الإمام مسلم قال إذا روى حماد عن ثابت فهو ثبت فيه ولكن إذا روى عن قتادة فهو يخطئ فيها فلم لم تفرق؟!


3) جعفر بن عبد الله عن مالك

أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ت الغامدي (ج3/ص441) ونقله عنه الزبيدي في اتحاف السادة المتقين (ج2/ص79) ذكره علي بن الربيع التميمي [وعند الزبيدي: أخبرنا علي بن الربيع المقرى مذاكرة] قال: ثنا عبد الله بن أبي داود، قال: ثنا سلمة بن شبيب، قال: ثنا مهدي بن جعفر، عن جعفر بن عبد الله، قال: جاء رجل إلى مالك بن أنس، فقال: يا أبا عبد الله {الرحمن على العرش استوى} [طه: ٥] كيف استوى قال: فما رأيت مالكاً وجد من شيء كموجدته من مقالته، وعلاه الرحضاء، يعني العرق قال: وأطرق القوم، وجعلوا ينتظرون ما يأتي منه فيه، قال: فسري عن مالك، فقال: الكيف غير معقول والاستواء منه غير مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، فإني أخاف أن تكون ضالاً، وأمر به فأخرج.

وقد توبع عبد الله بن أبي داود السجستاني

1- تابعه القاضي أبو أمية الأحوص بن المفضل الغلابي أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء (ج6/ص325) حدثنا محمد بن علي بن مسلم العقيلي، ثنا القاضي أبو أمية الغلابي، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا مهدي بن جعفر، ثنا جعفر بن عبد الله، قال: كنا عند مالك [وفيه] الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول.

- محمد ‌بن ‌علي ‌بن ‌مسلم ‌العقيلي هو أبو بكر البصري أكثر عنه أبو نعيم (الأنساب للسمعاني ط الهندية ج9/ص340)

2- وتابعه علي بن الحسين أخرجه أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف ت الجديع (ص181-182) أخبرنا أبو محمد المخلدي العدل، ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد [بن مسلم] الإسفراييني -هو الجوربذي-، ثنا أبو الحسين علي بن الحسن [وفي نسخة: بن الحسين]، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا مهدي بن جعفر بن ميمون الرملي، ثنا جعفر بن عبد الله قال: جاء رجل إلى مالك بن أنس [وفيه] الكيف غير معقول [وفي نسخة من المخطوطة: الكيف غير معلوم]، والاستواء غير مجهول.

فهنا كما ترى جاء "الكيف غير معلوم" مرادفاً لـِ "الكيف غير معقول"

- أبو محمد المخلدي العدل هو الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن مخلد بن شيبان النيسابوري قال أبو عبد الله الحاكم شيخ العدالة وفقيه أهل البيوتات في عصره وهو صحيح الكتب والسماع متقن في الرواية، وقال السمعاني وكان ثقة صدوقاً من مشاهير المحدثين (الأنساب للسمعاني ج12/ص139 وج8/ص199)

- أبو الحسين علي بن الحسن [وفي نسخة: بن الحسين] قلت هو إن شاء الله أبو الحسن -بدون الياء- علي بن الحسين بن حبان المروزي ثقة يروي عن سلمة بن شبيب كما عند أبي الشيخ الأصبهاني في أخلاق النبي (ج4/ص54)

- مهدي بن جعفر بن ميمون الرملي هو أبو عبد الرحمن الزاهد و"بن ميمون" كأنها تصحيف أو مقحمة من قبل النساخ قال فيه يحيى بن معين ثقة لا بأس به (سؤالات ابن الجنيد لابن معين ص396) وروى عنه أبو زرعة الرازي وهو لا يروي بشكل عام إلا عن ثقة (انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج8/ص338) وقال أبو علي صالح بن محمد جزرة لا بأس به وقال ابن عدي مهدي بن جعفر يروي عن الثقات أشياء لا يتابعه عليها أحد (تاريخ دمشق لابن عساكر ج61/ص279) وقال ابن حبان روى عنه أبو حاتم الرازي وأهل الشام ربما أخطأ (الثقات ج9/ص201)

- جعفر بن عبد الله وثقه الدارمي كما سيأتي

3- وتابعه محمد بن أحمد بن أبي عون النسوي أخرجه أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف ت الجديع (ص184) وأخبرنيه جدي أبو حامد أحمد بن إسماعيل، عن جد والدي الشهيد وهو أبو عبد الله محمد بن عدي بن حمدويه الصابوني، ثنا محمد بن أحمد بن أبي عون النسوي، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا مهدي بن جعفر الرملي حدثنا جعفر بن عبد الله قال: جاء رجل لمالك بن أنس [وفيه] وذكر بنحوه. هكذا لم يسق الصابوني موضع اللفظ

- أبو عبد الله محمد بن عدي بن حمدويه الصابوني (انظر إكمال الإكمال لابن نقطة ج2/ص285)
- أبو حامد أحمد بن إسماعيل هو أحمد بن اسماعيل بن إبراهيم بن عابد بن عامر الصابوني (انظر إكمال الإكمال لابن نقطة ج4/ص88)
- محمد بن أحمد بن أبي عون النسوي يكنى أبا جعفر قال الخطيب وكان ثقة (تاريخ بغداد ت بشار ج2/ص149)

وأخرجه أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف ت الجديع (ص180) حدثنا أبو الحسن بن أبي إسحاق المزكي بن المزكي حدثنا أحمد بن الخضر أبو الحسن الشافعي حدثنا شاذان حدثنا ابن مخلد بن يزيد القهستاني حدثنا جعفر بن ميمون قال سئل مالك بن أنس [وفيه] الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول.

- ابن مخلد بن يزيد القهستاني لم أعرفه!
- جعفر بن ميمون وعندي هذا غلط لأن هذا لا يروي عن مالك والصواب عندي مهدي بن جعفر بن ميمون كما في الطرق السابقة وإن كان شيخه جعفر بن عبد الله ساقطاً من السند

وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد ط المغربية (ج7/ص151) أخبرنا محمد بن عبد الملك قال حدثنا عبد الله بن يونس قال حدثنا بقي بن مخلد قال حدثنا بكار بن عبد الله القرشي قال حدثنا مهدي بن جعفر عن مالك بن أنس أنه سأله عن قول الله عز وجل الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال فأطرق مالك ثم قال استواؤه مجهول والفعل منه غير معقول والمسألة عن هذا بدعة.

هكذا "استواؤه مجهول" وهذا غلط يخالف باقي الطرق ولعل "غير" سقطت بين "استواؤه" و"مجهول" فيكون "غير مجهول" وقوله (والفعل منه غير معقول) أي كيفية الاستواء

- محمد بن عبد الملك هو أبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن ضيفون بن مروان اللخمي الحداد القرطبي قال ابن الفرضي سمع بقرطبة من عبد الله بن يونس -يعني القبري- وقال كان رجلاً صالحاً أحد العدول حدث وكتب الناس عنه وعلت سنه فاضطرب في أشياء قرئت عليه وليست مما سمع، ولا كان من أهل الضبط (تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ج2/ص110-111)

- عبد الله بن يونس هو أبو محمد عبد الله بن يونس بن محمد بن عبيد الله بن عباد بن زياد بن يزيد ابن أبي يحيى المرادي الأندلسي القرطبي يعرف بالقبري قال ابن الفرضي سمع من بقي بن مخلد كثيراً وصحبه وسمع منه الناس كثيراً (تاريخ علماء الأندلس ج1/ص265)

- بكار بن عبد الله القرشي هو بكار بن عبد الله بن بكار بن عبد الملك بن الوليد بن بسر بن أبي أرطأة عمير الدمشقي كتب عنه أبو زرعة الرازي وأبو حاتم الرازي وقال صدوق (انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج2/ص410، وتاريخ دمشق لابن عساكر ج10/ص363، والآحاد والمثاني لابن أبي عاصم ج2/ص139)

وقد توبع سلمة بن شبيب ولكن زاد رجلاً في السند أخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية ت الشوامي (ص69) حدثنا مهدي بن جعفر الرملي، حدثنا جعفر بن عبد الله، وكان من أهل الحديث ثقة، عن رجل قد سماه لي، قال: جاء رجل إلى مالك بن أنس [وفيه] الكيف غير معقول، والاستواء منه غير مجهول.


4) أبو زكريا يحيى بن يحيى النيسابوري عن مالك

رواه محمد بن عمرو النيسابوري عن يحيى وله عنه طريقان

أخرجه البيهقي في الصفات والأسماء (ج2/ص305) وفي الاعتقاد أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه الأصفهاني، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان المعروف بأبي الشيخ، ثنا أبو جعفر أحمد بن زيرك اليزدي، سمعت محمد بن عمرو بن النضر النيسابوري، يقول: سمعت يحيى بن يحيى، يقول: كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال: يا أبا عبد الله، {الرحمن على العرش استوى} [طه: ٥] فكيف استوى؟ قال: فأطرق مالك برأسه حتى علاه الرحضاء ثم قال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعاً، فأمر به أن يُخرج.

- أبو جعفر أحمد بن زيرك اليزدي قلت قال ابن أبي عاصم حدثنا أبو جعفر بن زيرك المروزي، نا محمد بن جعفر المدائني، نا ورقاء فذكر حديث العطس وهو صحيح رواه آخرون عن ورقاء (انظر الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم ج3/ص14)
- محمد بن عمرو بن النضر النيسابوري هو أبو علي الجرشي أو الحرشي صدوق وقال أبو الحسن البيهقي: وكشمرد -قلت قشمر- هو الإمام أبو علي ‌محمد ‌بن ‌عمرو ‌بن ‌النضر بن حمران النّيسابوريّ، وكان مسكن أبي علي كشمرد في سكة حرب، وله مسجد معروف، وسمع الإمام يحيى بن يحيى (انظر تاريخ الإسلام للذهبي ت بشار ج6/ص819 وتاريخ بيهق/تعريب لأبي الحسن البيهقي ط دار اقرأ ص219)

وقد توبع أبو جعفر أحمد بن زيرك أخرجه ابن منده كما عند الذهبي في العلو للعلي الغفار (ص168) أنبأ محمد بن يعقوب الشيباني -هو الأخرم ثقة حافظ- حدثنا محمد بن عمرو بن النضر حدثنا يحيى بن يحيى قال كنت عند مالك فجاءه رجل فقال يا أبا عبد الله {الرحمن على العرش استوى} فأطرق ثم قال الاستواء غير مجهول ‌والكيف ‌غير ‌معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة.

والخلاصة إسناده حسن صحيح


5) محمد بن النعمان بن عبد السلام التيمي عن مالك

أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين (ج2/ص214) حدثنا عبد الرحمن بن الفيض، قال: ثنا هارون بن سليمان، قال: سمعت محمد بن النعمان بن عبد السلام، يقول: أتى رجل مالك بن أنس فقال: {الرحمن على العرش استوى} [طه: 5]، كيف استوى؟ قال: فأطرق وجعل يعرق، وجعلنا ننتظر ما يأمر به، فرفع رأسه فقال: الاستواء منه غير مجهول، والكيف منه غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا ضالاً، أخرجوه من داري.

- عبد الرحمن بن الفيض هو أبو الأسود الأصبهاني قال أبو نعيم الأصبهاني أحد الثقات (تاريخ أصبهان ج2/ص79)
- هارون بن سليمان هو أبو الحسن هارون بن سليمان بن داود بن بهرام الْخَزَّازُ الأصبهاني قال أبو نعيم وأبو الشيخ الأصبهانين أحد الثقات (تاريخ أصبهان لأبي نعيم ج2/ص313 وطبقات المحدثين لأبي الشيخ ج3/ص14)
- محمد بن النعمان بن عبد السلام هو أبو عبد الله محمد بن النعمان بن عبد السلام بن حبيب بن حطيط  التيمي قال أبو الشيخ الأصبهاني محدث بن محدث بن محدث أحد الورعين قليل الحديث، وروى عنه زيد بن أخرم وقال حدثنا عابد أهل إصبهان محمد بن النعمان (طبقات المحدثين لأبي الشيخ ج2/ص211 وتاريخ أصبهان لأبي نعيم ج2/ص154)

والخلاصة إسناده حسن


6) إسماعيل بن أبي أويس عن مالك

أخرجه ابن المقرئ في معجمه (ج1/ص310) حدثنا القاضي عبد الله بن سيدة الأصبهاني، ثنا الليث بن عبد الله البالسي قال: سمعت زكريا بن محمد بن مروان يقول: كنت عند إسماعيل بن أبي أويس فسأله رجل من الحاج عن مسألة الشاميين، مع أبي عبد الله مالك بن أنس فقال ابن أبي أويس: نعم، كنت ذات يوم عند أبي عبد الله مالك إذ استأذن عليه رجل من الشاميين فأذن له، فسلم، ثم قال: اشفني يا أبا عبد الله، شفاك الله قال: وما ورائك؟ قال: أخبرني عن قول الله تعالى: {الرحمن على العرش استوى} [طه: 5] كيف استوى قال: فأطرق مليا ثم رفع رأسه، فقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، قم عني، لا أقام الله رجليك، فما أراك إلا ضالاً.

قلت شيخ ابن المقرئ وشيخ شيخه لم أعرفهما


7) أبو سليمان أيوب بن صالح المخزومي عن مالك

أخرجه ابن عبد البر في التمهيد ت بشار (ج7/ص151) بتصرف أخبرنا محمد بن عبد الملك قال حدثنا عبد الله بن يونس قال حدثنا بقي بن مخلد قال حدثنا أيوب بن صالح المخزومي بالرملة قال كنا عند مالك إذ جاءه عراقي فقال له يا أبا عبد الله مسألة أريد أن أسألك عنها فطأطأ مالك رأسه فقال له يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال سألت عن غير مجهول وتكلمت في غير معقول إنك امرؤ سوء أخرجوه فأخذوا بضبعيه فأخرجوه.

- محمد بن عبد الملك هو أبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن ضيفون بن مروان اللخمي الحداد القرطبي قال ابن الفرضي سمع بقرطبة من عبد الله بن يونس - يعني القبري - وقال كان رجلاً صالحاً أحد العدول حدث وكتب الناس عنه وعلت سنه فاضطرب في أشياء قرئت عليه وليست مما سمع، ولا كان من أهل الضبط (تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ج2/ص110-111)
- عبد الله بن يونس هو أبو محمد عبد الله بن يونس بن محمد بن عبيد الله بن عباد بن زياد بن يزيد ابن أبي يحيى المرادي الأندلسي القرطبي يعرف بالقبري قال ابن الفرضي سمع من بقي بن مخلد كثيراً وصحبه وسمع منه الناس كثيراً (تاريخ علماء الأندلس ج1/ص265)
- أبو سليمان أيوب بن صالح المخزومي مدني سكن الرملة قال الدارقطني أيوب بن صالح مستقيم الأمر يروي عن مالك قطعة من الموطأ وهم في حديث واحد (لسان الميزان لابن حجر ت أبي غدة ج8/ص69) وقال ابن عبد البر ليس بالمشهور بحمل العلم ولا ممن يحتج به (التمهيد ط المغربية ج22/ص327) وقال ابن عدي روى عنه مالك ما لم يتابعه عليه بلغني عن يحيى بن معين أنه ضعفه (الكامل لابن عدي ج2/ص32)

وقال ابن أبي زيد القيراوني المتوفى 386 هجري في النوادر والزيادات (ج14/ص552) من العتبية قال سحنون: أخبرني بعض أصحاب مالك أن رجلاً قال لمالك: يا أبا عبد الله مسألة، فسكت عنه، ثم عاوده فسكت، ثم سأله فرفع إليه رأسه فقال له: {الرحمن على العرش استوى} كيف استواؤه؟ فطأطأ مالك رأسه ساعة ثم قال: سألت عن غير مجهول، وتكلمت في غير معقول، ولا أراك إلا امرأ سوء أخرجوه.


وقد روي عن مالك بلفظ والكيف عنه مرفوع

أخرجه البيهقي في الصفات والأسماء (ج2/ص305) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ -هو الحاكم صاحب المستدرك-، أخبرني أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مهران، ثنا أبي، حدثنا أبو الربيع ابن أخي رشدين بن سعد قال: سمعت عبد الله بن وهب، يقول: كنا عند مالك بن أنس فدخل رجل، فقال: يا أبا عبد الله، {الرحمن على العرش استوى} [طه: ٥] كيف استواؤه؟ قال: فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال: {الرحمن على العرش استوى} [طه: ٥] كما وصف نفسه، ولا يقال: كيف، وكيف عنه مرفوع، وأنت رجل سوء صاحب بدعة، أخرجوه. قال: فأخرج الرجل.

لفظه غريب وفي الإسناد ضعف

- أبي يعني محمد بن إسماعيل بن مهران قلت قال الذهبي مشهور خرس قبل موته بستة أعوام فالأخذ عنه فيها ضعيف وذلك لأن الحاكم قال بقي مريضاً ست سنين عهدت مشايخنا لا يصححون سماع من سمع منه في المرض، فإنه كان لا يقدر أن يحرك لسانه إلا بلا فكان إذا قيل له: كما قرأنا عليك، قال: لا لا لا، ويحرك رأسه بنعم (انظر المغني في الضعفاء للذهبي ج2/ص556 ولسان الميزان لابن حجر ت أبي غدة ج6/ص575) وهو ثقة في نفسه لكن من أخذ منه بعد ان أصبح أخرساً ففيه ضعف

- أحمد بن محمد بن إسماعيل بن مهران هو أبو الحسن الإسماعيلي النيسابوري صحح له الحاكم

هذا والله أعلم

إرسال تعليق