بكى أحد السلف في صلاته عند آية: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأرْضِ} [الحديد: 21] فلما انتهى قالوا ما يبكيك؟ وأنت تعلم أن الجنة عرضها كذا وكذا؟ قال: وما يعنيني عرضها؟ إن لم يكن لي فيها موضع قدم!
هذه القصة نشرها الناس وفيها خطئان
الخطأ الأول: لم يكن ذلك في صلاته
والخطأ الثاني: لم يكن عند آية {سابقوا إلى مغفرة} من سورة الحديد
والقصة أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج27/ص236-237) قرأت بخط أبي الحسن رشا بن نظيف المقرئ وأنبأنيه أبو القاسم العلوي وأبو الوحش المقرئ وغيرهما عنه أنا أحمد بن محمد بن يوسف بن محمد بن دوست بن العلاف نا أحمد بن سلمان نا الحسن بن علي يعني المعمري نا أحمد بن أبي الحواري حدثني عبد الله بن جابر أبو مسلم جليس الوليد بن مسلم قال سمعت الوليد بن مسلم يقول أضاف بأبي شيخ من أهل الحجاز فبات ليلته يردد هذه الآية ويبكي إلى الصباح {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 133] فلما غدا إلى المسجد غدوت معه قال فقلت له يا عم لقد أبكتك الليلة آية ما يبكى عند مثلها إنها آية رحمة فقال لي يا ابن أخي وما ينفعني أو يغني عني عرضها أن لم يكن لي فيها موضع قدم.
- أحمد بن سلمان هو أبو بكر النجاد قال الخطيب وكان صدوقاً عارفاً وقال الدارقطني حدث أحمد بن سلمان من كتاب غيره بما لم يكن في أصوله فقال الخطيب كان النجاد قد كف بصره في آخر عمره فلعل بعض طلبة الحديث قرأ عليه ما ذكره الدارقطني والله أعلم (تاريخ بغداد ت بشار ج5/ص309)
- الحسن بن علي المعمري هو أبو علي الحسن بن علي بن شبيب البغدادي
- أبو مسلم عبد الله بن جابر جليس الوليد بن مسلم مجهول
هذا والله أعلم