قال عبد الله بن مسعود: إذا جاء ملك الموت ليقبض روح المؤمن قال: ربك يقرئك السلام.
حكم الأثر: موضوع مكذوب لكن صح ذلك عن محمد بن كعب القرظي (انظر تخريجه في هذه المقالة)
أخرجه الثعلبي في تفسيره ط دار التفسير (ج21/ص478) أخبرني الحسين بن محمد، قال: أخبرنا أبو علي بن حبش المقري، قال: حدثنا عبد الملك أحمد بن إدريس القطان بالرقة، قال: أخبرنا عمر بن مدرك القاص، قال: أخبرنا أبو الأحوص محمد بن حيان البغوي، قال: أخبرنا حماد بن خالد الخياط، قال: أخبرنا خلف بن خليفة، عن أبي هاشم، عن أبي الأحوص -هو عوف بن مالك الجشمي-، عن ابن مسعود قال: فذكره.
وهذا إسناد موضوع مكذوب
- عمر بن مدرك القاص هو أبو حفص الرازي ارمِ به كذاب قال يحيى بن معين كذاب وقال أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان سمعناه يقول حدثنا أبو المغير عبد القدوس بن الحجاج ولم يدركه. يعني يكذب (انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج6/ص136)
وله طريق آخر
أخرجه ابن الأعرابي في معجمه (ج3/ص1062) من طريق أبي الحسن علي بن أحمد بن مختار البغدادي وأحمد بن سلمان النجاد في ذكر من له الآيات ومن تكلم بعد الموت (ص24) من طريق أبي غالب علي بن أحمد بن النضر الأزدي كلاهما عن أبي بكر بن عفان [وعند النجاد: عبد الرحمن بن عفان السرخسي]، عن حماد بن خالد، عن خلف بن خليفة، عن أبي هاشم الزماني، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: إذا أراد الله قبض روح المؤمن أوحى إلى ملك الموت أن أقرئه مني السلام.
وهذا أيضاً إسناد موضوع مكذوب
- أبو الحسن علي بن أحمد بن مختار بطريق الأحمدي البغدادي قال الخطيب حدث عن عبد الرحمن بن عفان الصوفي (انظر تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج13/ص211) قلت وعامة ما يرويه قد توبع عليه وحديثه حديث أهل الصدق
- أبو غالب علي بن أحمد بن النضر الأزدي قال الدارقطني ضعيف وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي ثقة قلت لكنه متابع تابعه أبو الحسن علي بن أحمد بن مختار
- أبو بكر بن عفان هو عبد الرحمن بن عفان السرخسي الصوفي واحد قال يحيى بن معين كذاب يكذب رأيت له حديثاً حدث به عن أبي إسحاق الفزاري كذب (سؤالات ابن الجنيد ليحيى بن معين ص293)
قلت وهذا هو علة هذا الحديث قلت السرخسي والصوفي فلعل رجل يقول هما اثنان فنقول كلا بل هما واحد لدليلين
الدليل الأول: كما تقدم أن الراوي عنه والذي هو علي بن أحمد بن مختار قال الخطيب يحدث عن عبد الرحمن بن عفان الصوفي
الدليل الثاني: روى ابن منده من طريق عبد الصمد بن يزيد البغدادي، أنبا أبو بكر عبد الرحمن بن عفان السرخسي، قال: سمعت أبا معاوية الأسود، يقول: من كانت الدنيا أكبر همه طال غدا في القيامة غمه (مجالس من أمالي أبي عبد الله بن منده ص402) وهذا الأثر بعينه رواه البيهقي من طريق أبي بكر بن محمد، حدثني أبو بكر الصوفي وكان يجالس بشراً قال: سمعت أبا معاوية الأسود، على سور طرسوس يبكي ويقول: من كانت الدنيا أكبر همه طال غدا في القيامة غمه (الزهد الكبير للبيهقي ص207)
وأيضاً هناك علل أخرى تصلح مثل أن خلف بن خليفة قد اختلط وأن أبا هاشم الرماني ليس له رواية عن أبي الأحوص عوف بن مالك الجشمي الكوفي من طريق صحيح
وقال السيوطي وأخرج أبو القاسم بن منده في كتاب الأهوال والإيمان بالسؤال عن ابن مسعود قال: إذا جاء ملك الموت قبض روحه قال: ربك يقرئك السلام وأخرى المروزي في الجنائز، وابن أبي الدنيا، وأبو الشيخ في تفسيره عن ابن مسعود قال: إذا جاء ملك الموت يقبض روح المؤمن قال: ربك يقرئك السلام.
قلت لم أقف عليه في كتب ابن أبي الدنيا فلعل الكتاب مفقود مثلما هذا حال الكثير من الكتب لكن ابن أبي الدنيا يروي عن أبي بكر عبد الرحمن بن عفان السرخسي الصوفي (انظر الزهد لابن أبي الدنيا ص44 وتاريخ دمشق لابن عساكر ج67/ص244) فلعله من طريقه!
هذا والله أعلم