قالت امرأة عبد الله بن مسعود: اكسني جلباباً قال: كفاك الجلباب الذي جلببك الله عز وجل: بيتك.
أخرجه أبو بكر بن أبي الدنيا في إصلاح المال (ص70) حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، قال: قالت امرأة عبد الله بن مسعود: اكسني جلبابا قال: كفاك الجلباب الذي جلببك الله عز وجل: بيتك.
- قيس هو قيس بن أبي حازم البجلي
- إسحاق بن إسماعيل هو أبو يعقوب الطالقاني
- أبو معاوية هو محمد بن خازم الضرير صاحب الأعمش وهو ثبت في الأعمش لكن في غيره يخطئ وقد تفرد بهذا لم يتابعه عليه أحد فيما بحثت قال عبد الله بن أحمد عن أبيه أحمد بن حنبل قال أبو معاوية الضرير في غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظها حفظاً جيداً وقال أبو داود السجستاني قلت لأحمد بن حنبل كيف حديث أبي معاوية عن هاشم بن عروة؟ قال: فيها أحاديث مضطربة يرفع منها أحاديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال أبو داود سمعت أحمد يقول كان أبو معاوية يخطئ في غير شيء عن عبيد الله يعني ابن عمر (العلل ومعرفة الرجال لأاحمد رواية ابنه ج1/ص378 ومسائل الإمام أحمد رواية أبي داود السجستاني ص404) وقال عبادس الدوري عن يحيى بن معين روى أبو معاوية عن عبيد الله بن عمر أحاديث مناكير (تاريخ ابن معين رواية الدوري ج3/ص394) وقال ابن محرز سألت يحيى بن معين عن أبي معاوية محمد بن خازم قلت كيف هو في غير حديث الأعمش فقال ثقة ولكنه يخطىء (تاريخ ابن معين رواية ابن محرز ج1/ص96)
فأخشى أن أبا معاوية أخطأ فيه على إسماعيل بن أبي خالد لأن إسماعيل يروي عن طارق بن عبد الرحمن أيضاً فيكون الصواب "عن إسماعيل بن أبي خالد عن طارق عن حكيم عن ابن مسعود" وذلك أن الجبل سفيان الثوري رواه عن طارق عن حكيم عن ابن مسعود كما سيأتي تخريجه
وقد يأتي رجل فيقول طريق أبي معاوية وله شاهد من حديث الثوري فيحسنهما لغيرهما ولا يلتفت إلى دقائق هذه العلل! وهذا وإن كان احتمالاً إلا أنه لا يستطيع أحد أن يتقين إلا أن كان لأبي معاوية متابعاً يزيل عما في قلبنا من حرج ونعلم أنه لم يخطئ في الإسناد
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي في غريب الحديث ط المصرية (ج5/ص86) بتصرف حدثني ابن مهدي، عن سفيان، عن طارق بن عبد الرحمن، عن حكيم بن جابر، عن عبد الله أن امرأته سألته أن يكسوها جلباباً، فقال: إني أخشى أن تدعي جلباب الله الذي جلببك به قالت: وما هو؟ قال: بيتك. قالت: أجنك من أصحاب محمد تقول: هذا.
- ابن مهدي هو عبد الرحمن جبل ثقة
- سفيان الثوري جبل ثقة
- طارق بن عبد الرحمن هو البجلي الكوفي الأحمسي ضعفه أحمد بن حنبل ويحيى القطان من قبل حفظه وقال النسائي ليس بالقوي (الضعفاء والمتروكون للنسائي ص60) ووثقة آخرون فالله أعلم
ثم قال أبو عبيد الهروي: قال الكسائي وغيره: قولها "أجنك" تريد من أجل أنك فتركت من، والعرب تفعل ذلك تدع من مع أجل، تقول: فعلت ذاك أجلك: بمعنى من أجلك.
وقال عبد الملك بن حبيب القرطبي - ضعيف وصحفي - في أدب النساء (ص244) وعن أبي رواد قال: قالت امرأة عبد الله بن مسعود: ألبسني جلباباً! فقال عبد الله: أخشى أن تدعي جلباب الله الذي جلببك يعني لزوم البيت فقالت: سبحان الله! تقول لي هذا وأنا أختك من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فلذلك قلت لك ذلك.
هذا والله أعلم