قال ابن عباس رضي الله عنهما: يحشر كل شيء حتى الذباب وقول ابن عباس هذا هو في تفسير {وإذا الوحوش حشرت}
حكم الأثر: ضعيف وقد روي تفسير آخر عن ابن عباس بإسناد حسن في هذه الآية كما سيأتي
أخرجه الخطيب البغدادي في المتفق والمفترق (ج2/ص1230) أخبرنا أبو بكر البرقاني أخبرنا أبو [الفضل (1)] محمد بن عبد الله بن حمويه (2) أخبرنا الحسين بن إدريس حدثنا ابن عثمان (3) قال قال أبو معاوية حدثنا حنظلة بن عبد الرحمن القاص عن الضحاك بن قيس اليشكري عن ابن عباس {وإذا الوحوش حشرت} قال يحشر كل شيء يوم القيامة حتى الذباب.
إسناده ضعيف
- أبو بكر البرقاني هو أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي معروف معروف مشهور ثقة ثبت (انظر توثيقه في تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج6/ص26)
- (1) قلت "الفضل" سقط والصواب بإثباته، (2) و"حمويه" تصحيف صوابه "خَمِيرُوَيْه" بالخاء المعجمة وهو أبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن خميرويه بن سيار الخميرويي الكرابيسي الهروي قال السمعاني كان ثقة فاضلاً عالماً (الأنساب للسمعاني ج5/ص197-198)
- الحسين بن إدريس هو أبو علي الحسين بن إدريس بن المبارك بن الهيثم بن زياد الأنصاري الهروي ثقة
- (3) قلت "ابن عثمان" تصحيف وصوابه "ابن عمار" وهو محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي
- أبو معاوية هو محمد بن خازم الضرير صاحب الأعمش
- حنظلة بن عبد الرحمن القاص وهو نفسه حنظلة بن عبد الحميد قال يحيى بن معين حنظلة التيمي هو حنظلة القاص يروى عنه أبو نعيم وأبو معاوية وهو كوفي (تاريخ ابن معين رواية الدوري ج3/ص550) قلت ونقل الذهبي في الميزان عن يحيى بن معين "لا يكتب حديثه" وهذا وهم من الذهبي والصواب "يكتب حديثه" بدون "لا" والدليل قال ابن أبي مريم: سألت يحيى بن معين عن حنظلة التيمي فقال ضعيف يكتب حديثه وقال ابن عدي ولم يتبين لي ضعفه لقلة حديثه إلا أن ابن معين قد نسبه إلى الضعف (الكامل لابن عدي ج3/ص343) وقال ابن البرقي في الطبقات عن يحيى بن معين: صالح (الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة لابن قطلوبغا ج4/ص64) وقال عباس الدوري سمعت يحيى بن معين يقول حنظلة القاص الكوفي يروى عنه محمد بن فضيل الضبي وفي موضع آخر قال الدوري سألت يحيى عن حديث رواه محمد بن فضيل عن حنظلة بن عبد الرحمن من حنظلة هذا فقال كوفي لم يكن به بأس إن شاء الله (تاريخ ابن معين رواية الدوري ج3/ص302 وتاريخ ابن معين رواية الدوري ج4/ص4) وقال عباس الدوري في موضع آخر سمعت يحيى يقول قد روى وكيع عن حنظلة بن عبد الرحمن التيمي وليس بشيء وهو حنظلة القاص (تاريخ ابن معين رواية الدوري ج4/ص114)
فكما ترى قد نقل عباس الدوري عن يحيى قولين لم يكن به بأس إن شاء الله ومرة ليس بشيء وقال ابن الجنيد ليحيى بن معين كيف حديثه؟ قال: ليس بذاك (سؤالات ابن الجنيد لابن معين ص467)
وقال يعقوب الفسوي حنظلة بن عبد الرحمن العاصي - تصحيف صوابه القاص - روى عنه وكيع وأبو نعيم وهو ضعيف (المعرفة والتاريخ ج3/ص238)
قلت الخلاصة هو صدوق في نفسه في حفظه شيء تعرف وتنكر ولهذا اضطرب ابن معين فيه وحاله إلى الضعف أقرب
- الضحاك بن قيس اليشكري هو السكوني الكندي والسكون قبيلة من كندة قال أحمد بن حنبل رجل ثقة رجل صالح صاحب سنة (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج4/ص458)
وقد توبع أبو معاوية الضرير
أخرجه ابن أبي حاتم الرازي في تفسيره ط مصطفى الباز (ج8/ص2671 وج6/ص1947) عن أبي زرعة الرازي عن محمد بن عبد الله بن نمير، عن حنظلة القاص، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: يحشر كل شيء حتى إن الذباب ليحشر.
والخلاصة مداره على حنظلة وهو ضعيف
وقال إسماعيل الأصبهاني في الحجة في بيان المحجة (ج2/ص335) روي عن الضحاك بن قيس عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله عز وجل: {وإذا الوحوش حشرت} قال: كل شيء يحشر حتى الذباب.
وقد روي عن ابن عباس تفسير آخر في هذه الآية
أخرجه الطبري في تفسيره ت شاكر (ج24/ص241) وابن مردويه في جزء عم من التفسير المسند (ص101) من طريق علي بن مسلم الطوسي وأخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ط العلمية (ج2/ص560) من طريق أبي موسى إسحاق بن موسى بن عبد الله الأنصاري الخطمي كلاهما عن عباد بن العوام، قال: أخبرنا حصين [زاد ابن مردويه: ابن عبد الرحمن]، عن عكرمة، عن ابن عباس، في قول الله: {وإذا الوحوش حشرت} قال: حشر البهائم: موتها، وحشر كل شيء: الموت، غير الجن والإنس، فإنهما يوقفان يوم القيامة.
إسناده حسن وهذا التفسير إسناده أقوى من السابق
- حصين بن عبد الرحمن هو أبو الهذيل السلمي
وأخرجه الطبري في تفسيره ت شاكر (ج24/ص241) بتصرف حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن ربيع بن خيثم {وإذا الوحوش حشرت} قال: أتى عليها أمر الله، قال سفيان، قال أبي، فذكرته لعكرمة، فقال: قال ابن عباس: حشرها: موتها.
إسناده صحيح
- أبو كريب هو محمد بن العلاء الهمداني الكوفي ثقة حافظ
- وكيع هو وكيع بن الجراح
- سفيان هو الثوري
- والد سفيان الثوري هو سعيد بن مسروق الثوري روى عن عكرمة وغيره قال أبو حاتم الرازي ويحيى بن معين ثقة (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج4/ص66) وقال ابن حبان وكان متقناً (مشاهير علماء الأمصاري لابن حبان ص263) وروى عنه شعبة بن الحجاج وقال فقيه
وأخرجه البيهقي في البعث والنشور ت الشوامي (ص288) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر القاضي قالا: حدثنا أبو العباس هو الأصم، حدثنا السري بن يحيى، حدثنا قبيصة - هو ابن عقبة -، حدثنا شريك، عن سعيد بن مسروق، عن عكرمة، عن ابن عباس، {وإذا الوحوش حشرت} [التكوير] قال: حشرها: موتها.
وأخرجه سعيد بن منصور في سننه ط الألوكة (ج8/ص262) والفراء في معاني القرآن (ج3/ص239) كلاهما في قوله {وإذا الوحوش حشرت} نا أبو الأحوص [زاد الفراء: سلام بن سليم]، عن سعيد بن مسروق، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ قال: نرى أن حشر الوحوش: موتها.
كذا رواه الفراء عن أبي الأحوص ليس فيه "ابن عباس" ورواه سعيد بن منصور عن أبي الأحوص وفيه "ابن عباس" وهو الصواب فعلمنا أن الوهم ليس من أبي الأحوص وإنما الوهم من الفراء أو مِمن دونه
وأخرجه أبو الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي في الأضداد في كلام العرب ت عزة حسن (ص141) أخبرنا جعفر بن محمد، قال أخبرنا محمد بن الحسن الأزدي، قال أخبرنا أبو حاتم، عن أبي زيد الأنصاري، قال أخبرنا قيس بن الربيع عن سعيد بن مسروق عن عكرمة عن ابن عباس في قول الله عز وجل {وإذا الوحوش حشرت}، قال: حشرها موتها
- جعفر بن محمد هو أبو الفضل جعفر بن محمد بن الحسن بن بابتويه (انظر مراتب النحوييين لأبي الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي ت محمّد أبو الفضل إبراهيم ص20 وص57 وص89)
- محمد بن الحسن الأزدي هو أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية البصري
- أبو حاتم هو سهل بن محمد بن عثمان السجستاني
- أبو زيد الأنصاري هو سعيد بن أوس النحوي
ورواه بعضهم عن سعيد عن عكرمة عن ابن عباس في قوله {ثم إلى ربهم يحشرون}: حشرها موتها
أخرجه ابن أبي حاتم الرازي في تفسيره ط مصطفى الباز (ج4/ص1286) والثعلبي في تفسيره ط دار التفسير (ج28/ص470) من طريق سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري وأخرجه الطبري في تفسيره ت شاكر (ج11/ص346) من طريق إسرائيل بن يونس السبيعي كلاهما [قال سفيان: عن أبيه، وقال إسرائيل: عن سعيد بن مسروق]، عن عكرمة، عن ابن عباس، يعني قوله: {ثم إلى ربهم يحشرون} قال: حشرها الموت. ولفظ الطبري: موت البهائم حشرها
إسناده صحيح
ثم قال الطبري حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس: "ثم إلى ربهم يحشرون"، قال: يعني بالحشر الموت. إسناده ضعيف ليس بشيء
هذا والله أعلم