قال ابن عباس: لا ينفع الحذر من القدر، ولكن الله يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر.
حكم الأثر: صحيح وروي عن عاصم بن بهدلة عن أصحابه كما سيأتي في آخر المقالة وروي أيضاً عن النبي لا يرد القضاء إلا الدعاء وأميل إلى ضعفه (انظر تخريجه في هذه المقالة)
1) طاوس بن كيسان عن ابن عباس
أخرجه الفريابي في القدر (ص191) من طريق وكيع بن الجراح وأخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (ج2/ص380) من طريق إسحاق بن سليمان الرازي كلاهما عن حنظلة، عن طاووس، عن ابن عباس، قال: الحذر لا يغني من القدر، ولكن الدعاء يدفع القدر.
إسناده صحيح حنظلة هو حنظلة بن أبي سفيان المكي الجمحي
وقد خولف وكيع وإسحاق خالفهما بكر بن خنيس فرواه عن حنظلة مرفوعاً إلى النبي
أخرجه ابن عساكر في معجمه (ج1/ص108) أخبرنا أحمد بن محمد بن أبي القاسم أبو نصر المستوفي المعروف بابن تليزه الكاتب الأصبهاني إجازة كتب بها إلي من أصبهان قال ثنا أبو عمرو بن أبي عبد الله بن مندة قال أبنا أبي قال أبنا أحمد بن إسماعيل العسكري بمصر قال ثنا الربيع بن سليمان وبحر بن نصر قالا ثنا أسد بن موسى قال ثنا بكر بن خنيس عن حنظلة بن أبي سفيان المكي عن طاوس عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العجز والكيس بقدر ولا يغني الحذر من القدر والدعاء يدفع القدر.
قلت بكر بن خنيس ليس بشيء والصواب رواية وكيع فهو جبل ثقة وإسحاق
2) عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس
أخرجه البيهقي في القضاء والقدر (ص214) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر القاضي قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو جعفر محمد بن عبيد الله بن المنادي، حدثنا شجاع بن الوليد - هو أبو بدر -، حدثنا أبو سلمة عمرو بن الجون الدالاني، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، قال: إن الحذر لا يغني من القدر، وإن الدعاء يدفع القدر، وهو إذا دفع القدر فهو من القدر.
ابن بطة في الإبانة الكبرى (ج4/ص164) حدثنا أبو الفضل شعيب بن محمد الكفي قال: حدثنا أحمد بن أبي العوام، قال: حدثنا أبي قال،: حدثنا شجاع بن الوليد، عن أبي سلمة عمرو بن الجون قال: إن الحذر لا يغني عن القدر.
هكذا موقوفاً على عمرو بن الجون والإسناد الأول أصح
- أبو الفضل شعيب بن محمد الْكَفِّيُّ هو شعيب بن محمد بن عبيد الله بن خالد بن الراجيان الكاتب قال الخطيب كان ثقة (تاريخ بغداد ت بشار ج10/ص341)
- أحمد بن أبي العوام هو أبو العوام أحمد بن يزيد بن دينار الرياحي قال الخطيب وكان ثقة (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج6/ص481)
- أبي هو يزيد بن دينار لم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً
- أبو سلمة عمرو بن الجون الدالاني لم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً ويروي عنه أيضاً فضيل بن مرزوق كما عند الطبري في تفسيره ت شاكر ج15/ص15 ووقع عنده "فضيل بن عمرو بن الجون" وهو غلط حار فيه أحمد شاكر وابن أبي حاتم في تفسيره ط مصطفى الباز ج6/ص1924 ووقع عنده "ملاك بن الجفون يعني عمرا" وهو أيضاً تصحيف)
أما عاصم بن بهدلة وهو عاصم بن أبي النجود عن أصحابه
أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى (ج4/ص35) حدثنا أبو علي محمد بن يوسف قال: حدثنا عبد الرحمن بن خلف، قال: حدثنا حجاج بن منهال، قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا عاصم ابن بهدلة قال: كان أصحابنا يقولون: إن الله عز وجل يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر.
- أبو علي محمد بن يوسف هو محمد بن يوسف بن أحمد بن المعتمر البيع
- عبد الرحمن بن خلف هو أبو محمد عبد الرحمن بن خلف بن الحصين الضبي يعرف بأبي رويق قال الخطيب ما علمت به بأساً (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج11/ص564)
- حجاج بن منهال هو الأنماطي
هذا وبالله التوفيق