سعيد بن عمرو عن أم كبشة امرأة من قضاعة أنها استأذنت النبي أن تغزو معه فقال: لا، فقالت: يا رسول الله إني أداوي الجريح وأقوم على المريض، قالت: فقال رسول الله: اجلسي، لا يتحدث الناس أن محمداً يغزو بامرأة.
وفي لفظ في آخره: لولا أن تكون سُنَّةً ويقال: فلانة خرجت، لأذنت لك ولكن اجلسي
حكم الحديث: معلول لا يصح
أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (ج8/ص238) أخبرنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة - هو أبو بكر بن أبي شيبة -، حدثنا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، عن حسن بن صالح، عن الأسود بن قيس عن سعيد بن عمرو عن أم كبشة امرأة من قضاعة أنها استأذنت النبي أن تغزو معه فقال: لا، فقالت: يا رسول الله إني أداوي الجريح وأقوم على المريض، قالت: فقال رسول الله: اجلسي، لا يتحدث الناس أن محمداً يغزو بامرأة.
هكذا وهذا لفظ منكر جداً تفرد به ابن سعد وقد يكون تصحيف من النساخ أو شيء وقد خولف ابن سعد خالفه ستة في أبي بكر بن أبي شيبة في هذا اللفظ وقد توبع أيضاً أبو بكر بن أبي شيبة
أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ت كمال (ج6/ص538) حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن حسن، عن الأسود بن قيس، قال: حدثني سعيد بن عمرو القرشي، أن أم كبشة امرأة من بني عذرة، عذرة قضاعة قالت: يا رسول الله، ائذن لي أن أخرج في جيش كذا وكذا، قال: لا، قلت: يا رسول الله، إني لست أريد أن أقاتل، إنما أريد أن أداوي الجريح والمريض أو أسقي المريض فقال: لولا أن تكون سنة ويقال: فلانة خرجت، لأذنت لك ولكن اجلسي.
هكذا لفظه والمصنف يرويه بقي بن مخلد عن أبي بكر بن أبي شيبة وقد توبع بقي بن مخلد
تابعه عبيد بن غنام وأبو جعفر محمد بن عبد الله الحضرمي مطين كلاهما عن أبي بكر بن أبي شيبة أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (ج25/ص176) مثل اللفظ الذي في المصنف.
وتابعه ابن أبي عاصم أخرجه في كتابه الآحاد والمثاني (ج6/ص242) عن أبي بكر بن أبي شيبة مثل اللفظ الذي في المصنف
وأيضاً تابعه أبو يعلى الموصلي كما عند ابن حجر في المطالب العالية (ج9/ص437) عن أبي بكر بن أبي شيبة مثل اللفظ الذي في المصنف
وتابعه الحسن بن سفيان النسوي عن أبي بكر بن أبي شيبة (موافقة الخبر الخبر في تخريج أحاديث المختصر لابن حجر ج2/ص31)
وقد توبع أبو بكر بن أبي شيبة
أخرجه الطبراني في الأوسط (ج4/ص363) وابن منده كما عند ابن حجر في موافقة الخبر (ج2/ص31) من طريق محمد بن محمد بن يعقوب كلاهما (الطبراني ومحمد بن محمد بن يعقوب) عن عبد الله بن زيدان البجلي قال: نا محمد بن طريف البجلي قال: نا حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، عن الحسن بن صالح، عن الأسود بن قيس قال: حدثني سعيد بن عمرو القرشي، عن أم كبشة، امرأة من بني عذرة، أنها قالت: يا رسول الله، ائذن لي أن أخرج مع جيش كذا وكذا قال: لا قالت: يا نبي الله، إني لا أريد القتال، إنما أريد أن أداوي الجريح والمريض قال: لولا أن تكون سنة، يقال: خرجت فلانة، لأذنت لك.
- عبد الله بن زيدان البجلي قال الدارقطني ثقة (المؤتلف والمختلف للدارقطني ج1/ص174)
فعلمنا قطعاً أن اللفظ الذي عند ابن سعد هو خطأ أو تصحيف فقد خالفه ستة ورووه عن أبي بكر بن أبي شيبة ثم قد توبع أبو بكر بن أبي شيبة على اللفظ الذي رواه الستة عن أبي بكر
قلت وعلة هذا الحديث أننا لا نعرف سماعاً لسعيد بن عمرو من أم كبشة فإن قال قائل سعيد بن عمرو ليس بمدلس ولذلك فتقبل روايته فما تقول؟
أقول هذا غلط لأننا لا ندري متى ماتت أم كبشة حتى نعلم هل أدركها سعيد بن عمرو أم لا ثم كم من التابعين رووا عن الصحابة ثم تجد العلماء المتقدمين يقولون مرسل فلان لم يسمع من الصحابي فلان، قلت فكيف مع أم كبشة فأنها لا تُعرف البتة أبداً سوى أنه روى عنها سعيد بن عمرو ولا يعرف لها غير هذا الخبر ولا نعلم أن أحداً من المتقدمين ذكرها في كتب التراجم حتى نعلم بعض التفاصيل عنها
ثم في الصحيح ما يخالف هذا
أخرج البخاري ط السلطانية (ج4/ص33) ومسلم في صحيحه ط التركية (ج5/ص196) عن أنس بن مالك قال لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقزان القرب وقال غيره: تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانها في أفواه القوم.
وفي صحيح مسلم ط التركية (ج5/ص199) عن أم عطية الأنصارية قالت: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم في رحالهم، فأصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى.
وفي صحيح مسلم ط التركية (ج5/ص197) عن يزيد بن هرمز [وفيه كتب نجدة بن عامر إلى ابن عباس يسأله] أما بعد، فأخبرني، هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء؟ فكتب إليه ابن عباس: كتبت تسألني هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء؟ وقد كان يغزو بهن فيداوين الجرحى، ويحذين من الغنيمة.
هذا والله أعلم