قال النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاثة يدعون الله فلا يستجاب لهم: رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها، ورجل كان له على رجل مال فلم يشهد عليه، ورجل آتى سفيها ماله وقد قال الله عز وجل {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم} [النساء: ٥].
حكم الحديث: معلول لا يصح والصواب أنه من قول أبي موسى الأشعري وقد وقع بعض العلماء وطلاب العلم في أوهام وأنا مبينٌ كل ذلك وقد روي بنحو هذا عن مجاهد وأبي جعفر الباقر كما سيأتي تخريجه
والبعض ينقل لك صححه الحاكم قلت لا يعتمد على تصحيحه رحمه الله لما فيه من التساهل وتصحيح الأحاديث الموضوعة والضعيفة جداً
على كل حال سأذكر طرق الحديث باختصار ثم سأخرجه مطولاً مع المصادر مبيناً كل شيء بالتفصيل
أما مختصراً
1 - رواه معاذ بن معاذ بن نصر العنبري عن شعبة واختلف عنه
فرواه عبيد الله بن معاذ عن أبيه معاذ بن معاذ واختلف عنه
فرواه موسى بن هارون الحمال عن عبيد الله بن معاذ بن معاذ عن أبيه معاذ بن معاذ عن شعبة عن فراس عن الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى موقوفاً
وخالفه حرب بن إسماعيل الكرماني فرواه عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه به مرفوعاً وهذا هو الصواب
ورواه المثنى بن معاذ بن معاذ عن أبيه معاذ بن معاذ عن شعبة به مرفوعاً وهذا صواب أيضاً
2 - ورواه عمرو بن حكام - ضعيف الحديث وترك حديثه جماعة - عن شعبة عن فراس عن الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي يعني مرفوعاً
3 - ورواه داود بن إبراهيم الواسطي العقيلي قاضي قزوين - كذاب - عن شعبة عن فراس عن الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي يعني مرفوعاً
وداود ظنوه الثقة وليس كذلك وسيأتي بيان ذلك عندما نصل إلى إسناده في التخريج المطول
4- ورواه روح بن عبادة عن شعبة
فرواه أبو الأزهر أحمد بن الأزهر عن روح بن عبادة واختلف عنه
فرواه أحمد بن محمد بن عيسى بن البرتي عن أحمد بن الأزهر عن روح بن عبادة عن شعبة عن فراس عن الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي يعني مرفوعاً
وخالفه أبو حاتم مكي بن إبراهيم فرواه عن أحمد بن الأزهر به موقوفاً على أبي موسى
5- ورواه عثمان بن عمر بن فارس عن شعبة واختلف عنه
فرواه محمد بن خلف الحدادي عن عثمان بن عمر بن فارس عن شعبة عن فراس عن الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي يعني مرفوعاً
وخالفه الحسن بن مكرم البزاز فرواه عن عثمان بن عمر بن فارس عن شعبة به موقوفاً
الذين قالوا بالوقف
1-، 2-، 3-، رواه يحيى بن سعيد القطان جبل ثقة ثبت وغندر محمد بن جعفر ثقة ثبت وعمرو بن مرزوق الباهلي ثلاثتهم عن شعبة عن فراس عن عن الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى موقوفاً
والصواب الموقوف ورجاله أقوى بكثير من رجال المرفوع
وأما التخريج مطولاً مع المصادر
معاذ بن معاذ بن حسان بن نصر العنبري البصري
أخرجه ابن المنذر في التفسير (ج2/ص564) حدثنا موسى - هو ابن هارون الحمال ثقة حافظ -، قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، [قال: حدثنا أبي (1)]، قال: حدثنا شعبة، عن فراس، عن الشعبي، عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه، قال: ثلاثة يدعون الله عز وجل، فلا يستجاب لهم: رجل أعطى يتيماً ماله، وقد قال الله جل وعز: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم}، ورجل كانت له امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها، ورجل كان له على رجل دين فلم يشهد عليه.
- (1) سقط من الإسناد وهذا موقوف وهو غلط والصواب رفعه عن معاذ بن معاذ خالفه أبو محمد حرب بن إسماعيل الكرماني في مسائله ت فايز حابس (ج3/ص1239) حدثنا عبيد الله بن معاذ، عن أبيه - يعني معاذ بن معاذ -، عن شعبة مسند ( مسائل الكرماني ت فايز حابس ج3/ص1239) وأشار الطحاوي في شرح مشكل الآثار (ج6/ص357) إلى رواية معاذ بن معاذ عن شعبة
قوله الكرماني مسند يعني مرفوعاً وقول الكرماني هذا كان عقب كلام أحمد بن حنبل عندما ذكر رواية غندر فقال أحمد لم يسنده يعني لم يرفعه فقال الكرماني حدثنا عبيد الله بن معاذ عن أبيه عن شعبة مسند يعني مرفوعاً
أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم في المستدرك ط العلمية (ج2/ص331) حدثني علي بن حمشاذ العدل، ثنا أبو المثنى معاذ بن معاذ العنبري، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن فراس، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
- أبو المثنى معاذ بن معاذ العنبري هذا تصحيف صوابه أبو المثنى معاذ بن المثنى معاذ بن معاذ العنبري
- أبي هو المثنى معاذ بن معاذ لكن المثنى هذا لم يدرك شعبة فقد ولد المثنى بن معاذ بن معاذ سنة 167 هجري وتوفي شعبة 160 هجري وبالتالي هناك سقط وهو "أبي" يعني معاذ بن معاذ
وبالتالي فالصواب أبو المثنى معاذ بن المثنى معاذ بن معاذ العنبري ثنا أبي - المثنى معاذ بن معاذ -، ثنا أبي، - معاذ بن معاذ - ثنا شعبة به
البيهقي في السنن الصغير (ج4/ص140) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا علي بن حمشاذ العدل، أنا أبو المثنى معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ، أنا أبي - هو المثنى بن معاذ بن معاذ -، أنا شعبة به مرفوعاً.
وهنا سقط "أبي" أيضاً وهو معاذ بن معاذ
البيهقي في السنن الكبرى ط العلمية (ج10/ص247) أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ - هو الحاكم -، ثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا أبو المثنى معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ العنبري، ثنا أبي، ثنا أبي، ثنا شعبة به مرفوعاً.
وهذا إسناد على الصواب
- أبو المثنى معاذ بن المثنى بن معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان
- أبي هو أبو الحسن المثنى بن معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان
- أبي هو معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان
البيهقي في شعب الإيمان ط الرشد (ج10/ص392) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن الهيثم المقرئ ببغداد، حدثنا معاذ بن المثنى العنبري، حدّثني أبي - هو المثنى بن معاذ بن معاذ -، عن شعبة به مرفوعاً.
وهنا سقط "أبي" أيضاً وهو معاذ بن معاذ
ابن شاذان في المشيخة الصغرى (ص36) أخبرنا أبو بكر محمد بن العلي بن الهيثم المقري المعروف بابن علون نا معاذ بن المثنى نا أبي - هو المثنى بن معاذ بن معاذ - نا أبي - هو معاذ بن معاذ - عن شعبة عن فراس عن الشعبي عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ثلاثة يدعون الله فلا يستجاب لهم رجل كان له دين فلم يشهد ورجل أعطى سفيها ماله وقد قال الله عز وجل {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم} النسائي ورجل كانت عنده امرأة سيئة الخلق قلم يطلقها.
وهذا إسناد على الصواب، ومن طريق ابن شاذان أخرجه الذهبي في تاريخ الإسلام ت بشار (ج7/ص897) قرأت على عيسى بن يحيى الصوفي: أخبركم عبد الرحيم بن يوسف، قال: أخبرنا أحمد بن محمد السلفي، قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك الأسدي، والحسين بن الحسين الفانيذي، وعبد الرحمن بن عمر السمناني قالوا: أخبرنا الحسن بن أحمد - هو ابن شاذان -، قال: أخبرنا محمد بن علي بن الهيثم، قال: حدثنا معاذ بن المثنى، قال: حدثنا أبي - هو المثنى بن معاذ بن معاذ -، عن شعبة به مرفوعاً.
وهنا سقط "أبي" أيضاً وهو معاذ بن معاذ
قال ابن حزم في المحلى بالآثار (ج7/ص226) وقد أسنده معاذ بن المثنى عن أبيه عن شعبة عن فراس عن الشعبي عن أبي بردة عن أبيه عن النبي
وهنا سقط "أبي" أيضاً وهو معاذ بن معاذ
رواية عمرو بن حكام عن شعبة
الطحاوي في شرح مشكل الآثار (ج6/ص357) وأبو بكر محمد بن بشر الزبيري في فوائده (ص94) كلاهما عن أبي أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم الثغري الطرسوسي، قال: حدثنا عمرو بن حكام، قال: حدثنا شعبة، عن فراس، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة يدعون الله عز وجل فلا يستجاب لهم: رجل أعطى ماله سفيهاً، وقد قال الله عز وجل: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم} [النساء: ٥]، ورجل داين بدين ولم يشهد، ورجل له امرأة سيئة الخلق فلا يطلقها.
أبو نعيم الأصبهاني في مسانيد فراس المكتب (ص93) حدثنا علي بن محمد بن إسماعيل، وإبراهيم بن إسحاق [زاد الديلمي: الصفار] قالا: حدثنا أبو بكر بن خزيمة، حدثنا محمد بن خلف الحدادي، ثنا ابن حكام قال: حدثنا شعبة، عن فراس، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن أبي موسى، رفعه ابن حكام قال: ثلاثة يدعون الله، فذكره.
- عمرو بن حكام قال أحمد بن حنبل ومسلم بن الحجاج وعلي بن المديني ترك حديثه يعني ضعيف جداً وقال علي بن المديني مرة ذهب حديثه وقال النسائي متروك الحديث وأسرد له ابن عدي عدة أحاديث ثم قال ولعمرو بن حكام غير ما ذكرت من الأحاديث عن شعبة وغيره وعامة ما يرويه غير متابع عليه إلا أنه يكتب حديثه، وضعفه الباقون (الكامل لابن عدي ج6/ص239 والكنى والأسماء للإمام مسلم ج1/ص552 والضعفاء والمتروكون للنسائي ص79 والجرح والضعفاء الكبير للعقيلي ج3/ص265 والتعديل لابن أبي حاتم ج6/ص227-228)
رواية أبي سليمان داود بن إبراهيم الواسطي العقيلي قاضي قزوين عن شعبة
أبو نعيم الأصبهاني في مسانيد فراس المكتب (ص93) حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن جعفر الرازي، حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود، حدثنا داود بن إبراهيم الواسطي، حدثنا شعبة، عن فراس، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة يدعون الله فلا يستجيب لهم: رجل تحته امرأة سوء فلا يطلقها، ورجل له جار سوء فلا يتحول عنه، ورجل كان له غريم سوء، فأعطاه البعض فلم يأخذه فذهب الكل.
إسناده موضوع
- داود بن إبراهيم الواسطي ليس هو الثقة الذي يروي عن حبيب بن سالم روى عنه أبو داود فتوهم الألباني وغيره فيه ولم يفطنوا إنما راوينا هو الواسطي القزويني العقيلي كذاب متروك قال ابن أبي حاتم الرازي داود بن إبراهيم قاضي قزوين روى عن شعبة ووهيب روى عنه محمد بن أيوب سمعت أبي يقول داود بن إبراهيم هذا متروك الحديث كان يكذب (الجرح والتعديل ج3/ص407) وقال أبو بكر بن أبي الأسود، نا داود بن إبراهيم، حدثني وهيب (سنن الدارقطني ج1/ص314) وأخرج أبو نعيم من طريق محمد بن أيوب، ثنا داود بن إبراهيم الواسطي، ثنا شعبة، عن فراس (حلية الأولياء ج7/ص202) وأخرج البيهقي من طريق محمد بن أيوب أنا داود بن إبراهيم يعني القزويني نا شعبة (القراءة خلف الإمام للبيهقي ص195) وأخرج تمام بن محمد الرازي من طريق محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس الرازي، قال: ثنا داود بن إبراهيم العقيلي قاضي قزوين، ثنا خالد بن عبد الله الواسطي - قلت هو الطحان - (فوائد تمام ج1/ص107) وأخرج ابن الجوزي من طريق عبيد الله بن إسحاق الخراساني قال نا داؤد بن إبراهيم العقيلي قال نا خالد بن عبد الله الواسطي (العلل المتناهية ج1/ص262) وقال الخطيب داود بن إبراهيم الواسطي حدث عن شعبة روى عنه محمد بن صالح الأشج الهمذاني (المتفق والمفترق للخطيب ج2/ص877) وقال الخليلي محمد بن صالح الأشج روى عن داود بن إبراهيم العقيلي قاضي قزوين (الإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي ج2/ص652) وقال الرافعي داؤد بن إبراهيم العقيلي أبو سليمان الواسطي كان قاضياً بقزوين سمع شعبة بن الحجاج وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وهشيماً وخالد بن دينار ومالك بن أنس وقال الخليل الحافظ - هو الخليلي صاحب الإرشاد - أنبا علي بن عمر الفقيه ثنا [ابن] أبي حاتم قال سمعت أبي - يعني أبا حاتم الرازي - يقول دخلت قزوين وداود قاضيها ومعي خالي محمد بن يزيد (التدوين في أخبار قزوين ج3/ص1)
فعلمنا أنه القزويني الواسطي العقيلي وليس هو الواسطي الثقة فذاك يروي عن حبيب بن سالم روى عنه أبو داود وقد فرق بينهما ابن أبي حاتم وتوهم الناس فيه بسبب "الواسطي" فلم يفطنوا وظنوه الثقة وأما ابن الجوزي توهم ففرق بين "قاضي قزوين" فقال قال أبو حاتم متروك يكذب وبين "العقيلي الواسطي" فقال قال الأزدي مجهول كذاب (انظر الضعفاء والمتروكون لابن الجوزي ج1/ص259) وأما الذهبي وابن حجر ففرقوا بين "قاضي قزوين" و"الواسطي" و"العقيلي" كما في ميزان الاعتدال ولسان الميزان وهذا وهم أيضاً
رواية روح بن عبادة عن شعبة والاختلاف عنه
قال أحمد بن الصديق الغماري في المداوي (ج3/ص340) قال البندهي في شرح المقامات أخبرنا أبو القاسم إبراهيم بن أبي القاسم المسجدي في كتابه أنا أبو سعيد فضل ابن أبي الخير محمد بن أحمد بن إبراهيم الميهي (1) شيخ الصوفية أنا زاهر ابن أحمد السرخسي أنا أحمد بن محمد البرتي الحافظ ثنا أبو الأزهر أحمد ابن الأزهر ثنا روح بن عبادة ثنا شعبة به مرفوعاً مثل لفظ المتن.
هكذا قال الغماري أنه مرفوع وسيأتي موقوفاً ويقصد بشرح المقامات كتاب "مغاني المقامات في معاني المقامات" للبّنْدَهي واسمه محمد بن عبد الرحمن الفنجديهي وكتابه مخطوط ولم أرجع إليه لصعوبة قراءة المخطوطة
- أبو القاسم إبراهيم بن أبي القاسم المسجدي هكذا وأظن فيه سقط فيكون هو سهل بن إبراهيم بن أبي القاسم المسجدي السبعي قال السمعاني كان شيخاً صالحاً حسن السيرة كثير العبادة روى عن أبي سعيد الفضل بن أبي الخير الميهني (المنتخب من معجم شيوخ السمعاني ص864)
- الميهي تصحيف والصواب بالنون "الميهني" وهو فضل الله ابن أبي الخير أحمد بن محمد بن إبراهيم تفنن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في وصفه ثم قال سمع من زاهر بن أحمد السرخسي (انظر المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور لأبي إسحاق الصريفيني ص46)
- أحمد بن محمد البرتي الحافظ هو أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى بن الأزهر القاضي
وأما الموقوف على روح فقد قال أبو نعيم الأصبهاني في مسانيد فراس المكتب (ص93) ورواه روح موقوفاً ولم يسق إسناده قلت أخرجه الثعلبي في تفسيره ط دار التفسير (ج10/ص62-64) أخبرنا شعيب بن محمد، ثنا مكي بن عبدان، ثنا أحمد بن الأزهر، ثنا روح بن عبادة، ثنا شعبة، عن فراس، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري قال: ثلاثة يدعون الله فلا يستجيب لهم: رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها، ورجل كان له على رجل دين فلم يشهد عليه، ورجل أعطى سفيهًا ماله، وقد قال الله عز وجل: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ}.
هكذا موقوفاً عن روح وكذلك موقوف عن عثمان بن عمر وابن فارس وسيأتي مرفوعاً عن عثمان
- شعيب بن محمد هو أبو صالح البيهقي الفقيه حدث عنه أبو عبد الله الحاكم والخليلي في مصنفاته وأبو عثمان الصابوني كما في دلائل النبوة لقوام السنة وغيرهم
- مكي بن عبدان هو أبو حاتم النيسابوري ثقة
رواية عثمان بن عمر بن فارس عن شعبة والاختلاف عنه
أبو نعيم الأصبهاني في مسانيد فراس المكتب (ص93) حدثنا علي بن محمد بن إسماعيل، وإبراهيم بن إسحاق [زاد الديلمي: الصفار] قالا: حدثنا أبو بكر بن خزيمة -هو صاحب الصحيح-، حدثنا محمد بن خلف الحدادي، ثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا شعبة، عن فراس، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن أبي موسى، رفعه - يعني إلى الرسول - قال: ثلاثة يدعون الله، فذكره.
- إبراهيم بن إسحاق الصفار هو أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن موسى التاجر
وأما الموقوف فقد أخرجه الثعلبي في تفسيره ط دار التفسير (ج10/ص62-64) أخبرنا عبد الله بن حامد، ثنا محمد بن يعقوب، ثنا الحسن بن مكرم، ثنا عثمان بن عمر، أخبرنا شعبة به.
- عبد الله بن حامد هو أبو محمد عبد الله بن حامد بن محمد الوزان الأصبهاني النيسابوري الفقيه المزكي
- الحسن بن مكرم هو أبو علي البزاز ثقة
- محمد بن يعقوب هو أبو العباس الأموي الأصم النيسابوري ثقة حافظ
وأما من رواه موقوفاً عن شعبة
أخرجه الطبري في تفسيره ت شاكر (ج7/ص564) من طريق محمد بن المثنى وابن المنذر في التفسير (ج1/ص67) وابن الجوزي في نواسخ القرآن (ص87-89) من طريق بندار محمد بن بشار ثلاثتهم عن غندر محمد بن جعفر قال، حدثنا شعبة، عن فراس، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري أنه قال: ثلاثة يدعون الله فلا يستجيب لهم: رجل كانت له امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها، ورجل أعطى ماله سفيها وقد قال الله: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم}، ورجل كان له على رجل دين فلم يشهد عليه.
قال أبو محمد حرب بن إسماعيل الكرماني لأحمد بن حنبل: حديث شعبة، عن فراس، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي: ثلاثة يدعون الله فلا يستجيب لهم قال: ليس هو عندنا مسنداً، وحدثنا غندر غير مسند ( مسائل الكرماني ت فايز حابس ج3/ص1239)
يقصد أحمد بن حنبل بقوله "ليس هو عندنا مسنداً" يعني ليس بمرفوع إلى النبي إنما هو موقوف على أبي موسى الأشعري من قوله رواه غندر بإسناده إلي أبي موسى
وقد توبع غندر على وقفه
1- أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج11/ص346) حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن شعبة عن فراس عن الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى قال: ثلاثة لا تستجاب لهم دعوة: رجل آتى سفيهاً وقال اللَّه: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ} [النساء: ٥]، ورجل كانت عنده امرأة سيئة الخلق فلم يفارقها ولم يطلقها، ورجل اشترى ولم يشهد.
- يحيى بن سعيد القطان جبل ثقة ثبت إمام في الحديث
2- وأخرجه الخرائطي في مساوئ الأخلاق (ص21) حدثنا علي بن الحسين البر، ثنا عمرو بن مرزوق، ثنا شعبة، عن فراس، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن أبيه قال: ثلاثة يدعون فلا يستجاب لهم: رجل عنده امرأة سيئة الخلق فلا يطلقها، ورجل دفع ماله إلى سفيه، وقد قال الله عز وجل: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم} [النساء: ٥]، ورجل باع ولم يشهد.
- عمرو بن مرزوق هو أبو عثمان الباهلي قال أبو حاتم الرازي ثقة وكان من العباد ولم نجد من أصحاب شعبة ممن كتبنا عنه أحسن حديثاً منه (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج6/ص264)
ابن عساكر في تاريخ دمشق ط الفكر (ج24/ص190) أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد الحلواني نا أبو بكر بن خلف أنا الحاكم الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ حدثني خلف بن محمد الكرابيسي ببخارا ثنا الحسين بن الحسن بن الوضاح حدثني أخي وهو محمد بن أبي الوضاح حدثني جدي وهو الوضاح بن الحسن نا عيسى وهو الغنجار عن مخلد بن عمرو قاضي بخارا عن إسحاق بن وهب وهو بخاري عن الصلت بن بهرام عن الشعبي عن أبي بردة عن أبي موسى قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ثلاثة يدعون الله فلا يستجاب لهم رجل أعطى ماله سفيها وقد قال الله عز وجل "ولا تؤتوا السفهاء أموالكم" ورجل له امرأة سيئة الخلق فلا يطلقها ورجل بايع ولم يشهد.
إسناده باطل منكر
- خلف بن محمد الكرابيسي ببخارا قلت لم يفطنوا له وهو أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام البخاري، أخرج الحافظ الخليلي من طريق الحاكم أخبرنا خلف بن محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا أبو هارون سهل بن شاذويه (الإرشاد للخليلي ج3/ص973) وقال الحاكم سمعت خلف بن محمد الكرابيسي ببخارى يقول: سمعت أبا هارون سهل بن شاذويه (معرفة علوم الحديث للحاكم ص213) وأخرج الخطيب من طريق النسوي حدثنا أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر بن عبد الرحمن المعروف بالخيام، قال: حدثنا أبو هارون سهل بن شاذويه (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج6/ص140) وقال الحاكم أخبرني خلف بن محمد الكرابيسي ببخارى، ثنا محمد بن حريث (معرفة علوم الحديث ص468) وأخرج الخطيب من طريق محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ ببخارى -هو غنجار-، قال: أخبرنا خلف بن محمد، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن حريث الأنصاري (تاريخ بغداد ت بشار ج4/ص187) وأخرج الخطيب من طريق محمد بن أبي بكر -هو غنجار-، قال: أخبرنا خلف بن محمد، قال: سمعت أبا بكر محمد بن حريث. وأخرح الخطيب أيضاً من طريق محمد بن أبي بكر: سمعت أبا صالح خلف بن محمد (تاريخ بغداد ت بشار ج2/ص340)
والخلاصة أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام البخاري متروك ضعيف جداً (انظر ترجمته في الإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي ط الرشد ج3/ص972 وأيضاً ص673)
- محمد بن أبي الوضاح مجهول
- الوضاح بن الحسن مجهول
- إسحاق بن وهب البخاري قال الخليلي يروى عنه ما يعرف وينكر ونسخ رواها الضعفاء (الإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي ط الرشد ج3/ص954)
عبد الكريم في المنتخب من معجم شيوخه (ص203-204) أبنا أحمد بن عبد الوهاب بقراءتي عليه بنيسابور، أبنا أبو المظفر موسى بن عمران الأنصاري قراءة عليه وأنا حاضر، أبنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود الحسني قراءة عليه، أبنا محمد بن محمد بن علي الأنصاري أبو الحسن، ثنا أبو العباس محمد بن العباس بن سهل بن عبيدة بمرو، ثنا جدي محمد بن عبيدة، ثنا إسماعيل بن عبد الله أبو إبراهيم المهدي المروزي وكان من العباد، ثنا بشير الكوسج وأثنى عليه ابن المبارك خيراً، عن الشعبي، عن أبي بردة، عن أبي موسى، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: ثلاثة يدعون فلا يستجاب لهم: رجل أعطى سفيهاً ماله، وقد قال الله تعالى: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم} [النساء: 5]، ورجل كانت له امرأة سيئة الخلق لا يطلقها، ورجل كان له على رجل حق فلم يشهد عليه.
قال الحاكم -يعني أبا عبد الله صاحب المستدرك- في انتقائه على السيد -يعني محمد بن الحسين بن داود العلوي-: هذا حديث له طرق عن الشعبي ولم نكتبه من حديث بشير بن أبي بشير عنه إلا بهذا الإسناد
إسناده باطل مظلم
- أبو الحسن محمد بن محمد بن علي الأنصاري مجهول
- أبو العباس محمد بن العباس بن سهل بن عبيدة مجهول
- جدي محمد بن عبيدة مجهول
- إسماعيل بن عبد الله أبو إبراهيم المهدي المروزي مجهول ولا أدري من الذي قال "وكان من العباد" وقال السيوطي متروك فلعله عرفه (اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للسيوطي ج1/ص16)
- بشير بن الكوسج فيه جهالة ولا ندري من قال "أثنى عليه ابن المبارك خيراً" ولم نقف على قول ابن المبارك في كتب الرجال وقال ابن رجب بشير بن الكوسج غير مشهور
مجاهد بن جبر المكي
أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج11/ص347) من طريق وكيع وابن المنذر في التفسير (ج1/ص68) من طريق أبي الربيع الزهراني كلاهما عن حماد بن زيد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: ثلاثة لا يستجاب لهم دعوة: رجل يدعو على امرأته وعلى مملوكه، ورجل يبيع ويشتري ولا يشهد [زاد ابن المنذر: ولم يكتب].
إسناده صحيح ولكنه يعتبر مرسل إذ هو من رأيه يعني اجتهاد ولم يرفعه إلى النبي
ابن المنذر في التفسير (ج1/ص67) حدثنا موسى، قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا جرير، عن ليث، عن مجاهد، عن ميمون أبي عمرو الأزدي، قال ثلاثة لا يستجاب لهم: رجل دان دينا إلى أجل فلم يشهد عليه وذكر بقية الحديث.
ليث بن أبي سليم ضعيف وهذا خطأ والصواب الأول من قول مجاهد
أبو جعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
أخرجه الحسين بن الحسن بن حرب في البر والصلة (ص28) أخبرنا سفيان بن عيينة، عن جعفر بن محمد- هو الصادق-، عن أبيه، قال: ثلاثة لا يستجاب لهم: الرجل يدعو على ذي رحمه وقد أمر بصلتهما، والرجل يدعو على امرأته أن يريحه الله منها وقد جعل الله طلاقها بيده، والرجل يكون له المال على الرجل فلا يكتب ولا يشهد.
إسناده صحيح ولكنه يعتبر مرسل إذ هو من رأيه ولم يرفعه إلى النبي
هذا والله أعلم