حكم الحديث: قال البخاري فيه نظر ولا يصح
البخاري في التاريخ الكبير ت المعلمي (ج4/ص319) قال لي العلاء ابن الفضل حدثني عباد بن كسيب حدثني طفيل بن عمرو عن صعصعة ابن ناجية المجاشعي: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فعرض علي الإسلام فأسلمت وعلمني آيا من القرآن قلت يا رسول الله! إني عملت أعمالاً في الجاهلية فهل لي فيها من أجر؟ قال: لك أجره إذ من الله عليك بالإسلام.
ثم قال البخاري فيه نظر
- عباد بن كسيب مجهول قال البخاري عباد بن كسيب سمع طفيل بن عمرو روى عنه العلاء ابن الفضل لا يصح (التاريخ الكبير للبخاري ت الدباسي والنحال ج7/ص42)
- طفيل بن عمرو مجهول قال البخاري طفيل عن صعصعة بن ناجية روى عنه عباد بن كسيب ولم يصح (التاريخ الكبير ت الدباسي والنحال ج5/ص646)
أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة (ج3/ص1528) من طريق أبي محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن كيسان الحربي والبغوي في معجم الصحابة (ج3/ص374) كلاهما عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثني العلاء بن الفضل بن أبي سوية أبو الهذيل، حدثني عباد بن كسيب، حدثني الطفيل بن عمرو، عن صعصعة بن ناجية المجاشعي، وهو جد الفرزدق بن غالب قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فعرض علي الإسلام فأسلمت وعلمني آيات من القرآن، فقلت: يا رسول الله: إني عملت أعمالاً في الجاهلية فهل لي فيها من أجر؟ فقال: وما عملت؟ فقلت: أضللت ناقتين لي عشراوين فخرجت أبغيهما على جمل لي فرفع لي بيتان في فضاء الأرض فقصدت قصدهما، فوجدت في أحدهما شيخاً كبيراً، فقلت: هل أحسست لي ناقتين عشراوين؟ قال: ما ناراهما، قلت: ميسم بني دارم قال: وجدنا ناقتيك ونتجناهما وظأرناهما على أولادهما، وقد نعش الله بهما أهل بيت من قومك من العرب من مضر، فبينا هو يخاطبني إذ نادت امرأة من البيت الآخر قد ولدت قد ولدت فقال: ما ولدت؟ إن كان غلاماً، فقد شاركنا في قوتنا، وإن كان جارية فادفناها، فقالت: جارية، فقلت: ما هذه المولودة؟ قال: ابنة لي، فقلت: إني أشتريها منك، فقال: يا أخا بني تميم تقول لي أتبيع ابنتك، وقد أخبرتك أني رجل من العرب من مضر فقلت: إني لا أشتري منك رقبتها، إنما أشتري منك روحها ألا تقتلها فقال: بم تشتري؟ قلت: بناقتي هاتين وبولديهما فقال: تزيدني بعيرك هذا؟ فقلت: نعم على أن تبعث معي رسولاً، فإذا بلغت أهلي رددت إليك البعير ففعل، فلما بلغت أهلي رددت عليه البعير، فلما كان في بعض الليل فكرت في نفسي فقلت: والله إن هذه لمكرمة ما سبقني بها أحد من العرب، فظهر الإسلام وقد أحييت ثلاثمائة وستين من الموءودة، أشتري كل واحدة منهن بناقتين عشراوين وجمل فهل لي في ذلك من أجر؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بهذا باب من البر ولك أجر، إذ منَّ الله عليك بالإسلام قال عباد: ومصداق قول صعصعة قول الفرزدق:
وجدي الذي منع الوائدات ... وأحيا الوئيد ولم يوئد
البزار في كشف الأستار (ج1/ص55-56) وابن أبي عاصم في الآحاديث والمثاني (ج2/ص403) وأبو نعيم في معرفة الصحابة (ج3/ص1528) من طريق الحضرمي ثلاثتهم عن أبي موسى محمد بن المثنى بن عبيد العنزي، ثنا العلاء بن الفضل بن أبي سوية [وعند ابن أبي عاصم: العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سرية المنقري أبو الهذيل]، ثنا عباد بن كسيب، ثنا الطفيل بن عمرو، عن صعصعة بن ناجية المجاشعي، وهو جد الفرزدق بن غالب، قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرض علي الإسلام، فأسلمت وعلمني آيات من القرآن، فتعلمت، فقلت: يا رسول الله! إني عملت أعمالاً في الجاهلية، فهل لي فيها من أجر؟ قال: وما عملت؟، قلت: أضللت ناقتين لي عشراوين، فخرجت أبتغيهما على جبل لي، فرفع لي بيتين في فضاء، فقصدت قصدهما، فوجدت في أحدهما شيخاً كبيراً، فقلت: هل أحسست من ناقتين عشراوين، قال: وما سيماهما؟ قلت: ميسم بني دارم، قال: قد وجدنا ناقتيك، فأخذناهما وظأرنا بهما على ولدنا، وقد نعش الله بهما أهل بيتين من قومك من العرب، قال: فبينا الرجل يخاطبني إذ نادت امرأة من البيت الآخر قد ولدت قد ولدت، قال: وما ولدت إن كان غلاماً فقد تباركنا في قومنا، وإن كانت جارية فادفناها، قلت: وما هذه المولودة؟ قال: ابنة لي، قلت: أشتريها منك، قال: يا أخا بني تميم! تقول: بعني بنتك وقد أخبرتك أني رجل من العرب؟!، قلت: إنما أشتري روحها أن لا تقتل، قال: بما تشتريها؟ قلت: بناقتي هاتين وولديهما، قال: وتزيدني بعيرك هذا؟ قلت: نعم على أن تبعث معي رسولاً، فإذا بلغت رددته، قال: وذلك، فاشتريتها وقد اشتريت ثلاث مائة كل واحدة بناقتين عشراوين وبعير، فهل في ذلك من أجر؟ فقال: أسلمت على ما فرض لك من أجر، أو قال: هذا باب من الخير، قال: وفي ذلك يقول الفرزدق:
وجدي الذي منع الوائدات ... وأحيا الوئيد فلم يوأد
قال أبو نعيم في معرفة الصحابة (ج3/ص1528) حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا بندار، ثنا العلاء به
- أبو عمرو بن حمدان هو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري النيسابوري
- الحسن بن سفيان هو النسوي
- بندار هو محمد بن بشار العبدي
العقيلي في الضعفاء الكبير (ج2/ص228) من طريق إبراهيم بن محمد والطبراني في المعجم الكبير (ج8/ص76) والأصفهاني في الأغاني (ج10/ص282) من طريق العباس بن الفرج الرياشي كلاهما عن العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية قال: حدثنا عباد بن كسيب أبو الحسناء، عن طفيل بن عمرو، عن صعصعة بن ناجية المجاشعي، وهو جد الفرزدق بن غالب قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض علي الإسلام فأسلمت، وعلمني آيا من القرآن، فقلت: يا رسول الله، إني عملت أعمالا في الجاهلية، فهل فيها من أجر؟ قال: «وما عملت؟» قلت: ضلت لي ناقتان عشراوان، فخرجت أبغيهما على جمل لي، فرفع لي بيتان في فضاء من الأرض، فقصدت قصدهما، فوجدت في أحدهما شيخا كبيرا، فقلت: هل حسست من ناقتين عشراوين؟ قال: وما ناراهما؟ قلت: ميسم بني دارم، قال: قد وجدنا ناقتيك وأنتجناهما وظأرناهما على ولدهما، وقد نعش الله بهما أهل أبيات من قومك من العرب، فبينما الرجل يخاطبني إذ نادت امرأة من البيت الآخر: قد ولدت، قد ولدت، قال: فقال: وما ولدت؟ إن كان غلاما فقد شركنا في قوتنا، وإن كانت جارية دفناها، فقلت: ما هذه المولودة؟ قال: ابنة لي، قلت: إني أشتريها منك، قال: يا أخا بني تميم، تقول لي تبيع ابنتك وقد أخبرتك أني رجل من مضر من العرب؟ قال: قلت: إني لا أشتري رقبتها منك، إنما أشتري منك روحها لا تقتل، قال: بم تشتريها؟ قلت: بناقتي هاتين وولديهما، قال: وتزيدني بعيرك هذا؟ قلت: نعم، على أن تبعث معي رسولا، فإذا بلغت أهلي رددته إليك، ففعل، فلما بلغت أهلي رددت إليه البعير، فلما كان في بعض الليل تفكرت في نفسي فقلت: إن هذه لمكرمة ما سبقني إليها أحد من العرب، فظهر الإسلام وقد أحييت ثلاثمائة وستين من الموءودة، أشتري كل واحدة منهن بناقتين عشراوين وجمل، فهل لي في ذلك من أجر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا باب من البر، ولك أجر إذ منَّ الله عليك بالإسلام [زاد الرياشي: قال عباد] ومصداق قول صعصعة قول الفرزدق:
وجدي الذي منع الوائدات ... فأحيا الوئيد ولم توأد
قال العقيلي: طفيل بن عمرو التميمي بصري لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به
ابن قتيبة الدينوري في غريب الحديث (ج1/ص339-340) حدثني أبي، حدثني محمد بن مرزوق عن العلاء بن الفضل عن عباد بن نسيب عن طفيل بن عمرو عن صعصة بن ناجية المجاشعي أنه قدم على النبي وأسلم وقال إني كنت أعمل أعمالاً في الجاهلية فهل لي فيها من أجر فقال ما عملت قال إني أضللت ناقتين لي عشراوين فخرجت أبغيهما فرفع لي بيتان في فضاء من الأرض فقصدت قصدهما فوجدت في أحدهما شيخاً كبيراً فقلت هل أحسست من ناقتين عشراوين قال وما نارهما قلت ميسم بني دارم قال قد أصبنا ناقتيك وتجناهما فظأرناهما على أولادهما وذكر حديث الموؤدة وأحيائه إياها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا باب من البر ولك أجره إذ منَّ الله عليه بالاسلام.
ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير السفر الثاني ط الفاروق (ج1/ص307) ومن طريقه البغوي في معجم الصحابة (ج3/ص374) حدثنا أبو بكر بن أبي النضر، قال: حدثنا العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية، قال: حدثني عباد بن كسيب، عن طفيل بن عمرو، عن صعصعة بن ناجية المجاشعي، وهو جد الفرزدق بن غالب؛ قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فعرض علي الإسلام فأسلمت وعلمني آيات من القرآن.
وجدي الذي منع الوائدات ... فأحيى الوئيد، فلم يوأد
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى في شرح نقائض جرير والفرزدق (ج3/ص823) قال اليربوعي، حدثني عقال بن شبة بن عقال بن صعصعة. كذا فيه "اليربوعي" وأخرجه الأصفهاني في الأغاني (ج10/ص279) أخبرني محمد بن العباس اليزيدي وعلي بن سليمان الأخفش قالا حدثنا أبو سعيد السكري عن محمد بن حبيب عن أبي عبيدة عن عقال بن شبة. وقال ابن الجوزي في المنتظم (ج5/ص264) روى أبو عبده - صوابه "أبو عبيدة"-، عن عقَالَ بن شبة قال قال صعصعة خرجت باغياً لناقتين عُشراوين فارقين، فرفعت لي نار، فسرت نحوها، وهممت بالنزول، قال: فجعلت النار تُضيء مرة وتخبو أخرى، فلم تزل تفعل ذلك حتى قلت: اللهم إن لك علي إنْ بلّغتني هذه النار الليلة، ألا أجد أهلها يوقدونها لكربة يقدر أن يُفرجها أحد من الناس، إلا فرّجتها عنهم، فلم أسر إلا قليلاً حتى انتهيت، فإذا صرم من بني أنمار بن هُجيم بن عمرو بن تميم، وإذا شيخ حادر أشعر يوقدها في مقدّم بيته، والنساء قد اجتمعن إلى امرأة ماخض، قد جبستهم ثلاث ليال فسلمت، فقال لي الشيخ: مَن أنتَ؟ قلت أنا صعصعة بن ناجيةن قال: مرحباً بابن سيدنا ففيم أنتَ يا ابن أخي؟ قلت: في بغاء ناقتين لي فارقين عمي علي أثرهما، قال: وقد وجدتهما وقد أحيى الله بهما أهل بيت من قومك، وقد نتجناهما، وعطفنا إحداهما على الأخرى، وهما تانّك في أدنى الإبل، قال: قلت لمَ توقد نارك منذ الليلة؟ قال: أوقدها لامرأة ماخض قد جبستنا منذ ثلاث ليال، قال: وتكلم النساء فقلن: قد جاء، قد جاء، يعنين الولد، قال الشيخ: إن كان غلاماً فوالله ما أدرى ما أصنع به وإن كانت جارية فلا أسمعنّ صوتها أقتلنها، قلت يا فل ذرها فإنها ابنتك ورزقها على الله، وقلت: أنشدك الله، قال: إني أراك بهات حفياً فاشترها مني، قلت: فإني أشتريها منك، قال: ما تعطيني قلت أعطيك إحدى ناقتيّ، قال لا قلت: أزيدك الأخرى، فنظر إلى جملي الذي كان تحتي، فقال: لا، إلا أن تزيدني جملك هذا فإني أراه حسن اللون شاب السن، قلت: هو لك والناقتان على أن تُبلغني عليه أهلي، قال: قد فعلت، فابتعتها منه بلقوحين وجمل، وأخذت عليه عهد الله وميثاقه ليُحسنن برها وصلتها ما عاشت، حتى تبين عنه أو يدركها الموت قال: فلما برزت من عنده حدّثت نفسي فقلت: إن هذه لمكرمة ما سبقني إليها أحد من العرب، وقلت: اللهم إن لك ألا أسمع برجل من العرب يريد أن يئد ابنة له، إلا اشتريتها منه بلقوحين وجمل، قال وبُعث النبي صلى الله عليه وسلم وقد أحييت مائة موءودة إلا أربعاً، ولم يشركني في ذلك أحد من العرب، حتى أنزل الله عز وجل تحريم ذلك في القرآن: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءاً كَبِيراً} قال اليربوعي: وحدثني أبو شيبة القرشي، ثم الزهري، يرفع الحديث إلى صعصعة، أنه أحيى ثلاثمائة موءودة إلا أربعاً.
- اليربوعي ما أدري من هو وهناك عاصم بن يوسف اليربوعي
- عقال بن شبة بن عقال بن صعصعة بن ناجية مجهول ثم هو مرسل أي منقطع عقال بن شبة لم يدرك صعصعة بن ناجية
هذا والله أعلم