قال ابن عباس في قوله {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمّا يَجْمَعُونَ}: فضل الله العلم، ورحمته محمد صلى الله عليه وسلم.
حكم الأثر: موضوع مكذوب والصحيح عن ابن عباس في هذا بفضل الله يعني بكتاب الله وبرحمته يعني الإسلام كما سيأتي
أخرجه الشجري في الأمالي الخميسية (ج1/ص135-136) أخبرنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي، بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو جعفر عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ، قال: أخبرنا الحسين بن محمد بن عقيرة الأنصاري، قال: حدثنا الحجاج بن يوسف بن قتيبة الأصفهاني، قال: حدثنا بشر بن الحسين، قال: حدثنا الزبير بن عدي عن الضحاك، عن ابن عباس: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [يونس: 58]، قال: يعني بفضل الله القرآن وبرحمته يعني محمداً صلى الله عليه وآله وسلم، ثم تلا {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} [الأنبياء: 107].
وهو في كتاب "الزبير بن عدي" ط جوامع الكلم (ص52) من هذه الطريق
في إسناده علتان
- بشر بن الحسين هو أبو محمد الأصبهاني متهم بالكذب وقال البخاري فيه نظر. قلت وهذا جرح شديد، وقال ابن حبان يروي عن الزبير بن عدي بنسخه موضوعة - يعني مكذوبة - (التاريخ الكبير للبخاري ت المعلمي ج2/ص71 والمجروحين لابن حبان ت حمدي ج1/ص217)
- الضحاك هو الضحاك بن مزاحم لم يسمع من ابن عباس قال مشاش قلت للضحاك سمعت من ابن عباس قال لا قلت رأيته قال لا، وقال عبد الملك بن ميسرة قلت للضحاك أسمعت من ابن عباس قال لا قلت فهذا الذي ترويه عن من أخذته قال عنك وعن ذا وعن ذا، وقال شعبة بن الحجاج قال لي عبد الملك بن ميسرة الضحاك لم يسمع من ابن عباس إنما لقي سعيد بن جبير بالري فسمع منه التفسير (المراسيل لابن أبي حاتم الرازي ص94-95)
وأخرج الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج6/ص147) من طريق أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة - متهم بالكذب متروك - عن يعقوب بن يوسف بن زياد - مجهول - عن نصر بن مزاحم - متروك متهم بالكذب رافضي - عن محمد بن مروان - هو السدي الصغير الكوفي متروك - عن الكلبي - هو محمد بن السائب متروك - عن أبي صالح عن ابن عباس {قل بفضل الله وبرحمته} بفضل الله: النبي صلى الله عليه وسلم وبرحمته: علي - يعني ابن أبي طالب -. وهذا إسناد موضوع مكذوب
وأما الصحيح عن ابن عباس
أخرجه سعيد بن منصور في سننه بداية التفسير ت الحميد (ج5/ص317) نا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عباس في قوله: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}، قال: بكتاب الله، وبالإسلام خير مما يجمعون.
وهذا إسناد صحيح جرير هو ابن عبد الحميد الضبي الرازي ومنصور هو ابن المعتمر السلمي الكوفي وكلاهما من رجال البخاري ومسلم في صحيحيهما
هذا والله أعلم