الْعِنِّينُ: هو الذي لا ينتصب ذكره وبالتالي لا يخرج منه المني أي عاجز، ومنه قول القائل:
يا نظرة العنين إلى البكر وقد عجز عنها ... واستشعر مخائل الغضب منها.
قال الصحابي المغيرة بن شعبة: في العنين يؤجل سنة
أخرجه أحمد بن حنبل في مسائله رواية ابنه عبد الله (ص344) والدارقطني في السنن ط الرسالة (ج4/ص471) واللفظ له من طريق عبد الرحمن بن مهدي، نا سفيان - هو الثوري -، عن الركين بن الربيع، عن أبي النعمان، قال: أتيت المغيرة بن شعبة في العنين، فقال: يؤجل سنة. ولفظ أحمد: أتينا المغيرة بن شعبة فيه فأجله سنة.
سيأتي الكلام في "أبو النعمان" بالتفصيل
أبو بكر النيسابوري في الزيادات على كتاب المزني ت المطيري (ص519) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين الكوفي، نا سفيان، عن الركين، عن أبي النعمان: أنهم أتوا المغيرة بن شعبة في عنين، فأجله سنة.
قال البخاري أبو النعمان أبصر أبا المغيرة يدخل العسن ستة قال أبو نعيم - يعني الفضل بن دكين - عن سفيان عن الركين (التاريخ الكبير للبخاري ت المعلمي ج9/ص76) قلت هذا كله تصحيف "أبصر أبا المغيرة" تصحيف صوابه " أنهم أتوا المغيرة" أو نحوه، و"يدخل" تصحيف صوابه "يؤجل"، و"العسن" تصحيف صوابه "العنين"، و"ستة" تصحيف صوابه "سنة"
عبد الرزاق في المصنف ط التأصيل الثانية (ج6/ص312) ومن طريقه العقيلي في الضعفاء الكبير ط العلمية (ج1/ص279) وابن المنذر في الأوسط ط الفلاح (ج8/ص444) عن الثوري، عن ابن النعمان (1) [وعند العقيلي وابن المنذر: أبي النعمان]، عن المغيرة بن شعبة قال: رفع إليه عنين فأجله سنة.
- (1) قلت "ابن النعمان" قال محققه هذا غير موجود في الأصل وإنما استدركناه من الاستذكار لابن عبد البر عن عبد الرزاق وفيه "ابن النعمان" فأثبتناه قلت هو تصحيف في نسخة الاستذكار والصواب "أبي النعمان"
أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف ت الشثري من رواية بقي بن مخلد عنه (ج9/ص301) ومن طريقه ابن المنذر في الأوسط ط الفلاح (ج8/ص443) من رواية موسى بن هارون عن أبي بكر بن أبي شيبة، ومن طريقه أيضاً العقيلي في الضعفاء الكبير ط العلمية (ج1/ص279) من رواية موسى بن إسحاق عن أبي بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان عن الركين عن أبي حنظلة النعمان [وعند ابن المنذر: النعمان أبي حنظلة وعند العقيلي: النعمان بن حنظلة] عن المغيرة بن شعبة أنه أجل العنين سنة.
- النعمان بن حنظلة تصحيف والصواب كما في المصنف وعند العقيلي "أبي حنظلة النعمان"
وقد توبع الثوري
1- تابعه حجاج بن أرطاة
أخرجه أحمد بن حنبل في العلل ومعرفة الرجال رواية ابنه عبد الله (ج2/ص552) والدارقطني في السنن ط الرسالة (ج4/ص471) من طريق بندار واللفظ لأحمد بن حنبل سمعت عبد الرحمن بن مهدي يحدث يحيى بن سعيد - هو القطان - عن حماد بن سلمة عن حجاج - هو ابن أرطاة ضعيف - عن الركين بن الربيع عن حنظلة بن نعيم أن المغيرة أجل العنين من يوم رافعته. قال يحيى بن سعيد رواه سفيان وشعبة لم يقولا هكذا كأن يحيى حمل على حجاج.
العقيلي في الضعفاء الكبير ط العلمية (ج1/ص278) حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا حجاج بن المنهال قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن الحجاج، عن ركين بن الربيع، عن حنظلة بن نعيم أن رجلاً تزوج امرأة وكان عنينا فرفعت أمرها إلى المغيرة بن شعبة فأمر حبة وحباباً أن ينظرا في أمرها فخلوا بها فأبت إلا مفارقته فأجله المغيرة بن شعبة سنة، ولم يستطع أن ينالها ففرق بينها، وجعل لها الصداق كاملا وعليها العدة.
العقيلي في الضعفاء الكبير ط العلمية (ج1/صص278) حدثنا علي بن عبد العزيز قال: حدثنا أبو عبيدة (1) قال: حدثنا عباد بن العوام، عن حجاج بن أرطاة، عن رجل، عن حنظلة بن نعيم قال: شهدت المغيرة بن شعبة أتى في ذلك فأجله سنة فلم يستطعها فأمره أن يطلقها وجعل لها الصداق كاملاً.
- أبو عبيدة تصحيف صوابه "أبو عبيد" وهو القاسم بن سلام الهروي
2- وتابعه شعبة بن الحجاج
أخرجه ابن عدي في الكامل ط العلمية (ج1/ص171) من طريق يحيى بن سعيد القطان والدارقطني في السنن ط الرسالة (ج4/ص471) من طريق عبد الرحمن بن مهدي كلاهما عن شعبة، حدثني الركين، قال: سمعت أبا طلق، أن المغيرة بن شعبة أجل العنين سنة.
وأخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير ط العلمية (ج1/ص279) من طريق حجاج بن محمد المصيصي قال: حدثنا شعبة، عن الركين، عن أبي طلق، أن المغيرة بن شعبة أجل الذي لا يستطيع أن يأتي امرأته سنة.
علي بن الجعد في المسند ط نادر(ص113) أنا شعبة، عن الركين بن الربيع قال: سمعت أبا طلق، يحدث عن المغيرة بن شعبة، أنه رفع إليه في رجل عجز أن يأتي امرأته، فأجله سنة.
قلت أبو طلق هو ابن أبي النعمان أخطأ فيه شعبة والدليل أخرج ابن عدي في الكامل ط العلمية (ج1/ص171) أخبرنا عبد الله بن محمد بن مسلم، أخبرنا الرمادي قال: وحدثونا عن يحيى القطان قال: قيل لسفيان بن سعيد - يعني الثوري -: إن شعبة يخالفك في حديث المغيرة بن شعبة في العنين يؤجل سنة، يعني ويرويان عن الركين، تقول أنت: "أبو النعمان"، ويقولون هم: "أبو طلق العائذي"، فضحك سفيان وقال: كنت أنا وشعبة عند الركين فمر ابن لأبي النعمان، يقال له: "أبو طلق"، فقال الركين: سمعت "أبا أبي طلق" فذهب على شعبة "أبو أبي طلق"، فقال "أبو طلق".
ومن جهة أخرى فالثوري أثبت من شعبة في الأسماء وشعبة له من هذا الضرب فكان القول قول الثوري وكمثال (انظر هذه المقالة)
والآن من هو "أبو النعمان" فأقول
قلت تقدم أن وكيع قال "أبو حنظلة النعمان" وقال في بعضها "النعمان بن حنظلة" واعتبرته تصحيف، وقال الحجاج بن أرطاة "حنظلة بن نعيم" وأخطأ شعبة وذكر ابنه فقال "أبو طلق العائذي"
قال شريك بن عبد الله القاضي عن الركين بن الربيع، عن نعيم بن حنظلة - قال شريك وربما قال - يعني الركين-: النعمان بن حنظلة عن عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كان ذا وجهين في الدنيا (مسند الدارمي ت حسين أسد ج3/ص1819 وغيره)
قال البخاري في ترجمة "عدي بن حنظلة بن نعيم أبو طلق - هو الأعمى -": سماه عبد الله بن داود، وقال بشر بن السري وأبو أسامة عن عبد الواحد بن زياد عن علي بن حنظلة، وقال الثوري عن أبي طلق من بني جعفر وهو الأعمى، وقال عيسى بن يونس نا أبو طلق شيخ من عائذ قريش عن أبيه عن أوس بن أبي أوس قال أكريت في الحاج.. انتهى وقال إسحاق بن راهويه قلت لأبي أسامة أحدثكم أبو طلق بن حنظلة، حدثني أبي عن أوس بن ثريب الثعلبي قال: أكريت عبد الله بن جرير في الحج، فقدم على عمر رضي الله عنه، فسأله عن أشياء فكان مما ساءله قال: كيف وجدت نساءك؟...إلخ. وقال أبو بكر بن أبي شيبة نا عبيدة بن حميد عن ركين عن نعيم بن حنظلة قال: قدم جرير بن عبد اللَّه على عمر فشكا إليه ما يلقى من النساء من سوء أخلاقهن...إلخ (التاريخ الكبير للبخاري ت المعلمي ج7/ص45 والمطالب العالية لابن حجر ج8/ص191 والمصنف لابن أبي شيبة ت الشثري ج10/ص511)
وقال أبو أسامة حماد بن أسامة الكوفي: حدثنا أبو طلق علي بن حنظلة بن نعيم، عن أبيه قال: لما ضرب ابن ملجم لعنة الله عليه علياً - يعني ابن أبي طالب - (الشريعة للآجري ج4/ص2107) فسماه علياً قلت علي وعدي كلاهما واحد كما أشار البخاري
وقال البخاري حنظلة بن نعيم رأى علياً وعماراً روى عبد الواحد عن أبي طلق بن حنظلة عن أبيه (التاريخ الكبير للبخاري ت المعلمي ج3/ص41-42) قلت وقال مسلم روى عنه سفيان بن عيينة
وقال البخاري وأبو حاتم الرازي نعيم بن حنظلة [زاد أبو حاتم: ويقال النعمان بن حنظلة] يعد في الكوفيين عن عمار روى عنه ركين بن الربيع (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج8/ص460 والتاريخ الكبير للبخاري ت المعلمي ج8/ص96)
قال يحيى بن معين أبو طلق العائذي ثقة، وقيل ليحيى بن معين أبو طلق الأعمى فقال كوفي ثقة (من كلام أبي زكريا يحيى بن معين في الرجال رواية ابن طهمان ص61 وتاريخ ابن معين رواية ابن محرز ج1/ص98)
قلت وهناك آخر له الاسم عينه قال مسلم بن الحجاج: أبو رباح حنظلة بن نعيم الغنوي عم عمر روى عنه ابنه أبو طلق (الكنى للإمام مسلم ت القشقري ج1/ص322) قلت ليس هذا راوينا جزماً
فإن قلت ما الخلاصة؟
قلت هو شيء ذكرته قريب حول ترجمته فهل هو أم لا فالله أعلم وأبو النعمان لم يثبت فيه توثيق صريح ولكن قد صح عن ابن مسعود وعمر بن الخطاب ذلك (انظر تخريجهما في هذه المقالة)
هذا وبالله العصمة