قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه ورحمه: من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله في السماء حي لا يموت. وفي لفظ: إلهكم في السماء
قلت رواه محمد بن عمران الكوفي وأبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن المنذر الطريقي ثلاثتهم عن محمد بن فضيل بن غزوان الضبي عن أبيه عن نافع عن ابن عمر
وهناك موقع حاول غمز حفظ محمد بن فضيل من أجل رد هذه الزيادة وسيأتي الرد عليهم
أخرجه البخاري في التاريخ الكبير ت المعلمي (ج1/ص201-202) محمد بن عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن سمع محمد بن فضيل بن غزوان عن فضيل بن غزوان عن نافع عن ابن عمر قال لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم دخل أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم فأكب عليه وقبل جبهته وقال بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا، وقال من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله في السماء حي لا يموت.
وقد توبع محمد بن عمران
تابعه الحافظ أبو بكر عبد الله بن أبي شيبة أخرجه في مصنفه ت الشثري (ج21/ص126) حدثنا ابن فضيل عن أبيه عن نافع عن ابن عمر قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبو بكر في ناحية المدينة [وفيه] ثم أتى المنبر فصعده فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس، إن كان محمد إلهكم الذي تعبدون فإن إلهكم قد مات، وإن كان إلهكم الذي في السماء فإن إلهكم لم يمت، ثم تلا: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} [آل عمران: ١٤٤] حتى ختم الآية.
وتابعه أبو الحسن علي بن المنذر الطريقي الكوفي ثقة
أخرجه البزار في المسند ط العلوم والحكم (ج1/ص182 وج12/ص245) وأبو عبد الرحمن السلمي في الأربعين في التصوف ط المعارف العثمانية (ص11) من طريق محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي مطين كلاهما عن علي بن المنذر قال: نا محمد بن فضيل قال: حدثني أبي، عن نافع، عن ابن عمر قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبو بكر رضي الله عنه في ناحية المدينة قال: فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم [وفيه] وأتى المنبر فصعد فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إن كان محمد إلهكم الذي تعبدون فإن إلهكم قد مات، وإن كان إلهكم الله الذي في السماء [وعند السلمي: إلهكم الذي في السماوات] فإن إلهكم حي لا يموت. قال: ثم تلا {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل}
قلت وهذا إسناد صحيح لا أعرف له علّة
وقد أخرج البخاري في صحيحه ط السلطانية (ج3/ص163) من طريق محمد بن فضيل عن أبيه عن نافع عن ابن عمر أتى النبي صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يدخل عليها.
- نقلت بعض المواقع في تضعيفه علتان
العلة الأولى
نقلوا أن الذهبي نقل عن أبي حاتم -هو الرازي- كثير الخطأ قلت هذا وهم من الذهبي رحمه الله فلقد رجعت إلى الأصل وهو كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف العثمانية (ج8/ص57-58) وفيه قال أبو حاتم الرازي "شيخ" وليس "كثير الخطأ"
فلا أدري هل رجع الموقع إلى الأصل كتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم
ونقل ابن شاهين قال عثمان -هو ابن أبي شيبة- كان ابن فضيل صدوقاً وكان كثير الوهم كثير الخطأ (أسماء الثقات لابن شاهين ت السامرائي ص210) فلا أدري من يقصد بابن فضيل هذا
وقال الموقع قال ابن سعد وبعضهم لا يحتج به. قلت عبارة ابن سعد كاملة "وكان ثقة صدوقاً كثير الحديث متشيعاً وبعضهم لا يحتج به". قلت فبعضهم لم أعرفه ولكن لمذهبه لأنه شيعي لم يحتج به وليس أنه في الحديث ضعيف! وقد احتج البخاري ومسلم به في صحيحيهما (انظر الطبقات الكبرى لابن سعد ط العلمية ج6/ص361)
ونقل ابن شاهين عن علي بن المديني قال كان محمد بن فضيل ثقة ثبتاً في الحديث وما أقل سقط حديثه (انظر أسماء الثقات لابن شاهين ت السامرائي ص208)
وكذا قال الدارقطني ثبت
وقال الدارمي عن يحيى بن معين ثقة (تاريخ ابن معين رواية الدارمي ط المأمون ص156)
وقال أحمد بن حنبل حسن الحديث
وقال أبو زرعة الرازي صدوق من أهل العلم (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج8/ص58)
وقال يعقوب بن سفيان الفسوي ثقة شيعي (المعرفة والتاريخ للفسوي ن العمري ج3/ص112)
وأما الخطأ فمن يسلم من الخطئ فقد أخطأ كبار الأثبات منهم مالك بن أنس (انظر كمثال خطأ مالك في هذه المقالة)
وأما العلة الثانية
قالوا ورد الحديث في الصحاح من طريق عائشة وليس فيه الزيادة
قلتُ وماذا كان؟ زيادة علم من طريق آخر عن صحابي آخر وهو ابن عمر، فلو كان مثلاً الحديث رواه بإسناده إلى عائشة مخالفاً الثقات وزاد "الله في السماء" لقلنا صدقتم أما إنه طريق آخر، ثم تضعفونه بحجة الله لا يحويه زمكان فأقول قال رسول الله نفسه (أنا أمين من في السماء) أخرجه البخاري في صحيحه فضعفوهه إن كنتم تجرأون، وقال الله جل ثناؤه في كتابه {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء} فقال الطبري هو الله (تفسير الطبري طبعة هجر جزء 23/صفحة 129) فتفضلوا ضعفوا الآية من غير تأويل
فالنصوص كثيرة فليس هذا النص فقط
وقالت زينب زوج النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله أنكحني في السماء وفي لفظ من السماء وفي لفظ زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات. أخرجهما البخاري في صحيحه ط السلطانية (ج9/ص124-125)
هذا والله المستعان