قال سعيد بن سلم بن قتيبة بن مسلم الباهلي سألت أبا يوسف القاضي وهو بجرجان عن أبي حنيفة، فقال: وما تصنع به مات جهمياً.
حكم الخبر: منكر باطل
أخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في السنة ت القحطاني (ج1/ص181) ومن طريقه أخرجه ابن حبان في الثقات ط المعارف العثمانية (ج7/ص645-546) من طريق أبي العباس محمد بن إسحاق الثقفي السراج ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني محمود بن غيلان، ثنا محمد بن سعيد بن سلم [وعند ابن حبان: محمد بن سعيد بن مسلم الباهلي]، عن أبيه، قال سألت أبا يوسف وهو بجرجان عن أبي حنيفة، فقال: وما تصنع به مات جهمياً.
وقد توبع عبد الله بن أحمد بن حنبل تابعه ثلاثة
أخرجه ابن شاهين في شرح مذاهب أهل السنة ط مؤسسة قرطبة (ص32) من طريق أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي وأخرجه حمزة بن يوسف السهمي في تاريخ جرجان ط عالم الكتب (ص218-219) من طريق محمد بن إسماعيل أراه الإمام البخاري وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج15/ص502) من طريق الهيثم بن خلف الدوري ثلاثتهم عن محمود بن غيلان، ثنا محمد بن سعيد بن مسلم يعني ابن قتيبة [وعند حمزة السهمي: محمد بن سعيد بن سلم رجل من ولد قتيبة] عن أبيه، قال: سألت أبا يوسف، وهو بجرجان مع [زاد الخطيب: أمير المؤمنين] موسى عن أبي حنيفة، فقال: ما تصنع به؟ قد مات جهمياً.
قلت محمد بن سعيد بن سلم بن قتيبة بن مسلم الباهلي مجهول وهو آفته وقد خالفه أخوه الفضل، وابن أخيه أبو جزء، ومحمد بن معاذ، والأصمعي، أربعتهم ولم يقولوا أنه مات جهيماً وإليك رواياتهم
أخرجه وكيع الضبي في أخبار القضاة ط التجارية الكبرى (ج3/ص258) أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان قال: حدثني الفضل بن سعيد بن سلم عن أبيه قال: قلت لأبي يوسف: أكان أبو حنيفة يرى رأي جهم؟ قال: نعم، قلت فأين أنت منه؟ قال: لا أين، قلت: وكيف وأنت من أصحابه؟ قال: كان أبوحنيفة رجلاً قد أوتي فهماً، فكنا نأتيه وكان لنا مدرساً.
- إبراهيم بن أبي عثمان هو إبراهيم بن سعيد الجوهري ثقة
وأخرجه يعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ ت العمري (ج2/ص783) ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج15/ص502) حدثنا أبو جزء عن [وعند الخطيب: أبو جزي بن] عمرو بن سعيد بن مسلم [وعند الخطيب: سالم] قال: سمعت جدي قال: قلت لأبي يوسف: أكان أبو حنيفة مرجئاً؟ قال: نعم. قلت: أكان جهمياً؟ قال: نعم. قال: قلت: فأين أنت منه؟ قال: انما كان أبو حنيفة مدرساً فما كان من قوله حسناً قبلناه وما كان قبيحاً تركناه عليه.
- أبو جزء بن عمرو بن سعيد بن سلم بن قتيبة بن مسلم هكذا صوابه قال ابن المبرد حدثني علي بن القاسم قال: حدثني أبو قلابة الجزمي قال: حججنا مرة مع أبي جزء بن عمرو بن سعيد - وفيه قال أبو قلابة للحارثي - هذا أبو جزء أمير بن عمرو وكان أميراً بن سعيد وكان أميراً بن سليم وكان أميراً بن قتيبة (الكامل في اللغة والأدب ط الفكر العربي ج3/ص9-10)
وأخرجه يعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ ت العمري (ج2/ص782) حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثني محمد بن معاذ قال: سمعت سعيد بن مسلم قال: قلت لأبي يوسف: أكان أبو حنيفة جهمياً؟ قال: نعم. قلت: أكان مرجئا؟ قال: نعم. قلت: ولقد قلت له أرأيت امرأة تزوجت سندياً فولدت له أولاداً مفلفلي الرءوس ثم تزوجت بعده تركياً فولدت له أولاداً صغار الأعين، عراض الوجوه قال هم للزوج الأول قال: فقلت له فعلام كنتم تجالسونه؟ قال: على مدارسة العلم.
أخطأ بعض أهل العلم فظنه "سعيد بن مسلم بن بانك المدني" وذلك أنه لم يقف على باقي الطرق
وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في السنة ت القحطاني (ج1/ص181) والخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج13/ص375) من طريق عمر بن الحسن القاضي ابن الأشناني كلاهما عن إسماعيل بن إسحاق الأزدي القاضي حدثني نصر بن علي، ثنا الأصمعي، عن سعيد بن سلم [زاد الخطيب: الباهلي] قال: قلت لأبي يوسف أكان أبو حنيفة يقول بقول جهم؟ فقال: نعم.
ولفظ عمر بن الحسن القاضي ابن الأشناني: قلنا لأبي يوسف: لم لم تحدثنا عن أبي حنيفة؟ قال: ما تصنعون به؟ مات يوم مات يقول القرآن مخلوق.
كذا فيه "مات يوم مات" وهذا لفظ منكر والقاضي عمر بن الحسن ابن الأشناني فيه كلام وخالفه الثقة الحافظ عبد الله بن أحمد بن حنبل في اللفظ
وقد توبع نصر بن علي الجهضمي على اللفظ الصحيح أخرجه ابن شاهين في شرح مذاهب أهل السنة ط مؤسسة قرطبة (ص32) حدثنا عثمان بن جعفر، ثنا أحمد بن سعد، قال: حدثني أخي عبيد الله بن سعد، عن الأصمعي، عن سعيد بن سالم، قال: قلت لأبي يوسف: أكان أبو حنيفة جهمياً؟ قال: نعم.
- عثمان بن جعفر هو أبو عمرو عثمان بن جعفر بن محمد بن إسماعيل السبيعي الصوفي الكوفي
قلت وبهذا اللفظ "أنه كان جهمياً" مداره على سعيد بن سلم بن قتيبة بن مسلم الباهلي قال العباس بن مصعب كان عالماً بالحديث والعربية إلا أنه كان لا يبذل نفسه للناس (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج9/ص76) قلت وهذا لا يثبت صِدْقُهُ وعدالته إنما معرفته بالحديث، وكم من راوٍ في له معرفة في علم الحديث ثم يكون مجروحاً وقد تفرد بأثر آخر لم يروه غيره عن عبد الله بن عون البصري عن القاسم بن محمد قال اللهم اغفر لأبي ذنبه في عثمان يعني ابن عفان فالله أعلم
لكن ثبت بأنه قال القرآن مخلوق وثبت أنه تراجع عنه وكلاهما رواهما أيضاً أبو يوسف القاضي
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج15/ص516) وأبو طاهر السلفي في الطيوريات (ج3/ص903) من طريق أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار كلاهما عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن منصور العتيقي، قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن علي الطاهري، قال: حدثنا أبو القاسم البغوي [وعند السلفي: عبد الله]، قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال: حدثني حسن بن أبي مالك، وكان من خيار عباد الله، قال: قلت لأبي يوسف القاضي: ما كان أبو حنيفة يقول في القرآن؟ قال: فقال: كان يقول: القرآن مخلوق، قال: قلت: فأنت يا أبا يوسف؟ فقال: لا.
إسناده صحيح
- جعفر بن محمد بن علي الطاهري يكنى أبا محمد قال أبو الحسن العتيقي كان ثقة (تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج8/ص154)
- أبو القاسم البغوي هو عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ابن منيع إمام مشهور لا يسأل عن مثله
- زياد بن أيوب هو أبو هاشم الطوسي البغدادي، شعبة الصغير لقبه دَلَّوَيْه ثقة حافظ
- الحسن بن أبي مالك قال الحسين بن علي الصَّيْمَري من أصحاب أبي يوسف خاصة وهو ثقة في روايته غزير العلم واسع الرواية وكان أبو يوسف يشبهه بجمل حمل أكثر مما يطيق وسير به في حل حمرة تذهب يده هكذا ومرة تذهب رجله هكذا ثم يرجع وعنه وعن غيره أخذ ابن شجاع العلم (أخبار أبي حنيفة وأصحابه للصيمري ط عالم الكتب ص162)
وقد جاء ما يخالف هذا عن أبي يوسف القاضي نفسه
أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ط مكتبة السوادي (ج1/ص611) قرأت في كتاب أبي عبد الله محمد بن محمد بن يوسف بن إبراهيم الدقاق بروايته عن القاسم بن أبي صالح الهمذاني، عن محمد بن أيوب الرازي، قال: سمعت محمد بن سابق، يقول: سألت أبا يوسف، فقلت: أكان أبو حنيفة يقول القرآن مخلوق؟، قال: معاذ الله، ولا أنا أقوله، فقلت: أكان يرى رأي جهم؟ فقال: معاذ الله ولا أنا أقوله.
قال البيهقي رواته ثقات قلت إسناده صحيح وإليك توثيق تراجم الإسناد بالتفصيل
- القاسم بن أبي صالح الهمذاني هو أبو أحمد القاسم بن بندار بن إسحاق الأديب ابن الرَّزَّاز، قال أبو الفضل صالح بن أحمد الهمذاني التميمي الحافظ كان صدوقاً متقناً (سير أعلام النبلاء للذهبي ط الرسالة ج15/ص388-389)
- محمد بن أيوب الرازي هو أبو عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس البجلي الرازي ثقة مشهور صاحب التصانيف
- محمد بن سابق هو محمد بن سعيد بن سابق الرازي وثقه يعقوب بن شيبة وقال الخليلي ثقة كبير الْمَحَلِّ (الإرشاد في معرفة علماء الحديث للخليلي ج2/ص698)
وثبت بأنه تراجع وذلك عن أبي يوسف القاضي أيضاً
أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ط مكتبة السوادي (ج1/ص611) أنبأني أبو عبد الله الحافظ إجازة - هو الحاكم صاحب المستدرك على الصحيحين -، أنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي، ثنا عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا يوسف القاضي، يقول: كلمت أبا حنيفة رحمه الله تعالى سنة جرداء في أن القرآن مخلوق أم لا؟ فاتفق رأيه ورأيي على أن من قال: القرآن مخلوق، فهو كافر.
قلت لعل "سنة" مصحفة من "ستة" يعني أشهر وربما لا يوجد تصحيف والله أعلم
قال أبو عبد الله - يعني الحاكم - رواة هذا كلهم ثقات قلت إسناده صحيح
- أبو سعيد عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدشتكي الرازي
- أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد الدشتكي الرازي قلت وثقه الحاكم تقدم وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي ثقة وروى عنه أبو داود السجستاني وهو لايروي إلا عن ثقة بشكل عام (إكمال تهذيب الكمال لمغلطاي ط الفاروق ج1/ص74-75 وسنن أبي داود ت الأرنؤوط ج6/ص150)
وقال ابن أبي حاتم الحافظ كما في العلو العلو للعلي الغفار للذهبي ط أضواء السلف (ص152) حدثنا أحمد بن محمد بن مسلم حدثنا علي بن الحسن الكراعي قال قال أبو يوسف ناظرت أبا حنيفة ستة أشهر فاتفق رأينا على أن من قال القرآن مخلوق فهو كافر.
- أحمد بن محمد بن مسلم لم أعرفه والرواي عنه هو ابن أبي حاتم الرازي إمام في الجرح والتعديل لا يروي بشكل عام إلا عن ثقة
- علي بن الحسن الكراعي هو على بن الحسن البزاز التميمي الرازي المعروف بكراع قال أبو زرعة الرازي لم يكن به بأس (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ج6/ص180)
طرق أخرى تالفة
الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج15/ص516) حدثنا القاضي أبو جعفر السمناني، قال: حدثنا الحسن بن أبي عبد الله السمناني، قال: حدثنا الحسين بن رحمة الويمي، قال: حدثنا [محمد بن] شجاع الثلجي، قال: حدثنا محمد بن سماعة، عن أبي يوسف، قال: ناظرت أبا حنيفة ستة أشهر، حتى قال: من قال: القرآن مخلوق فهو كافر.
إسناده هالك ساقط من أجل محمد بن شجاع الثلجي متروك كذاب
الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج15/ص516) أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد القزويني، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن شيبان الرازي العطار بالري، قال: سمعت أحمد بن الحسن النرمقي، قال: سمعت الحكم بن بشير، يقول: سمعت سفيان بن سعيد الثوري، والنعمان بن ثابت- يعني أبا حنيفة-، يقولان: القرآن كلام الله غير مخلوق.
إسناده مظلم لا يصح فيه من لا يُعرف
- علي بن أحمد بن محمد القزويني هو أَبو الحسن القزويني المعروف ببادُوَيْه قال الخطيب كان ثقة (تاريخ بغداد ت بشار ج13/ص222)
- أبو عبد الله محمد بن شيبان الرازي العطار مجهول
- أحمد بن الحسن النرمقي مجهول
الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج15/ص516) أخبرنا الخلال، قال: أخبرنا الحريري، أن النخعي، حدثهم قال: حدثنا أحمد بن الصلت، قال: حدثنا بشر بن الوليد، عن أبي يوسف، عن أبي حنيفة، قال: من قال: القرآن مخلوق فهو مبتدع، فلا يقولن أحد بقوله، ولا يصلين أحد خلفه.
إسناده موضوع مكذوب أحمد بن الصلت هو أحمد بن الصلت بن المغلس الحماني وبعضهم يقول أحمد بن محمد بن الصلت بن المغلس وبعضهم يقول أحمد بن عطية أصله من الكوفة يروي عنه مكرم بن أحمد القاضي كما قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (ج5/ص373) وهو الذي يروي عن أبي أويس وأبي عبيد الهروي وابن معين كما قال الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج5/ص338)
هذا والله أعلم