رأيت منشوراً حسن السقاف يقول فيه [التنبيه على قول منسوب لإسحاق بن راهويه باطل سنداً ومتناً وهو: (التشبيه أن يقول القائل: يد كيد أو سمع كسمع، وأما إذا لم يقل سمع مثل سمع أو كسمع فلا يكون تشبيهاً].
وقال السقاف أيضاً [وهذا قول مردود من ابن راهويه وهو بلا إسناد، والترمذي لم يقل أخبرنا إسحاق أو سمعته أو نحو ذلك!]
ثم تكلم بكلام وقال [وبذلك يكون نقل الترمذي لكلام إسحاق بن راهويه في مسألة التشبيه واليد منقطعة الإسناد وغير ثابتة من ناحية الصناعة الحديثية! وهي من باب المعلّقات!]
الرد
قلتُ: وقد صح أن حنبلاً سأل أحمد بن حنبل والمشبهة ما يقولون؟ قال: بصر كبصري، ويد كيدي، وقدم كقدمي، فقد شبه الله بخلقه (انظر هذه المقالة)
وأما بالنسبة للسقاف فأقول كلا ليس بباطل سنداً ولا حتى بمعلق بل هو متصل صحيح بين الترمذي وابن راهويه ولم ينكره الحافظ ابن حجر أيضاً كما سيأتي
قال الترمذي في السنن ت بشار (ج6/ص228) وما ذكرنا في هذا الكتاب من اختيار الفقهاء ... وما كان فيه من قول أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم -هو ابن راهويه-، فهو ما أخبرنا به إسحاق بن منصور، عن أحمد وإسحاق، إلا ما في أبواب الحج والديات والحدود، فإني لم أسمعه من إسحاق بن منصور، أخبرني به محمد بن موسى الأصم، عن إسحاق بن منصور، عن أحمد وإسحاق وبعض كلام إسحاق بن إبراهيم أخبرنا به محمد بن أفلح، عن إسحاق وقد بينا هذا على وجهه، في الكتاب الذي فيه الموقوف. انتهى
وهذا القول ليس في أبواب الحج والديات والحدود إنما هو في أبواب الزكاة في سنن الترمذي ت بشار (ج2/ص42) وعليه فهو مِمَّا سمعه الترمذي من إسحاق بن منصور -الكوسج ثقة مشهور- عن إسحاق بن إبراهيم بن راهويه فهو إسناد صحيح
فلا أدري أخفي عليه كلام الترمذي هذا أم تعمد؟! فقد روى أن ابن حجر أعل حديث الجارية وأخفى أن ابن حجر صححه (انظر هذه المقالة)
وابن حجر نقل كلام إسحاق بن راهويه في فتح الباري ط السلفية (ج13/ص407)
هذا والله أعلم