قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: حدث القوم ما أقبلت عليك قلوبهم، فإذا انصرفت قلوبهم فلا تحدثهم، قيل له: ما علامة ذلك؟ قال: إذا حدقوك بأبصارهم فإذا تثاءبوا، واتكأ بعضهم على بعض فقد انصرفت قلوبهم فلا تحدثهم.
حكم الأثر: لا بأس به
أخرجه البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى ت الأعظمي (ص359) أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أبنا أبو عمرو بن السماك، ثنا حنبل بن إسحاق، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان -هو الثوري-، عن عاصم الأحول، قال: قال عبد الله: حدث القوم إذا أقبلت عليك قلوبهم، فإذا انصرفت عنك، فلا تحدثهم، فقال له: وما علامة ذلك؟، قال: إذا أحدقوا إليك أبصارهم فقد أقبلت عليك قلوبهم، فإذا اتكأ بعضهم على بعض فقد انصرفت عنك قلوبهم، فلا تحدثهم.
أبو حذيفة ليس بالقوي وقد خولف، حيث قال البيهقي ورواه عبد الله بن الوليد العدني عن سفيان، عن عاصم، عن السميط، عن أبي الأحوص، قال: قال عبد الله رضي الله عنه، فذكره إلا أنه قال: إذا حدجوك بأبصارهم.
قلتُ: وهذا هو الصواب بإثبات "السميط" وقد توبع عبد الله بن الوليد العدني
أخرجه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي ط المعارف (ج1/ص330) نا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، نا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، نا عبيد الله بن عمر الجشمي، نا عبد الرحمن بن مهدي، نا سفيان، عن عاصم الأحول، عن السميط، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: فذكره.
- عبد الرحمن بن مهدي إمام جبل من جبال الدنيا
- السميط هو السدوسي ترجم له البخاري في "باب سميط" وأخرج له مسلم في صحيحه في المتابعات وقال العجلي ثقة (التاريخ الكبير للبخاري ت الدباسي والنحال ج5/ص319 وصحيح مسلم ت عبد الباقي ج2/ص736)
طريق آخر
الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي ط المعارف (ج1/ص330) أنا مكي بن علي بن عبد الرزاق الحريري، أنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، نا محمد بن غالب، حدثني عمرو بن عون، نا خالد، عن يزيد بن أبي زياد، عن زيد بن وهب، قال: قال عبد الله: حدث القوم ما رمقوك بأبصارهم، فإذا رأيت منهم فترة فانزع.
إسناده ضعيف وهو شاهد
- يزيد بن أبي زياد هو أبو عبد الله الهاشمي الكوفي ضعيف صدوق في نفسه
- مكي بن علي بن عبد الرزاق الحريري هو أبو طالب البغدادي قال الخطيب ثقة (تاريخ بغداد ت بشار ج15/ص150)
- محمد بن عبد الله بن إبراهيم هو أبو بكر الشافعي ثقة
- محمد بن غالب هو أبو جعفر محمد بن غالب بن حرب الضبي التمار البصري المعروف بالتمتام ثقة
- خالد هو خالد بن عبد الله الواسطي ثقة مشهور
طريق آخر
أخرجه الخطيب في المتفق والمفترق ط القادري (ج1/ص620) أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا أحمد بن الخليل البرجلاني حدثنا أبو النضر حدثنا المسعودي حدثنا جابر بن يزيد الجعفي عن أبي الضحى عن مسروق قال: قال عبد الله: حدث القوم ما خدجوك بأبدانهم ولحظوك بأبصارهم فإذا رأيت منهم فترة فأمسك.
- أبو النضر هو هاشم بن القاسم الليثي ثقة
- جابر بن يزيد الجعفي أبو محمد الكوفي متروك
طريق آخر
الرَّامَهُرْمُزِيّ في المحدث الفاصل ت عجاج (ص591) حدثنا عبد الله، ثنا يوسف بن مسلم، ثنا ابن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى، قال: قال ابن مسعود: حدث القوم ما حدقوك بأبصارهم، فإذا غضوا فأمسك.
مرسل
- عبد الله هو عبد الله بن أحمد بن معدان الغزاء وروى عنه أيضاً حرب بن إسماعيل الكرماني ولم أجد من وثّقه (العدة في أصول الفقه لأبي يعلى بن الفراء ت المباركي ج3/ص977 وانظر المحدث الفاصل ت عجاج ص517)
- يوسف بن مسلم هو أبو يعقوب يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي ثقة
- ابن كثير هو محمد بن كثير الثقفي الصنعاني صدوق ضعيف الحفظ
- يحيى هو يحيى بن أبي كثير ثقة
شاهد
ابن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج14/ص475) والدارمي في المسند ت أسد (ج1/ص411)من طريق يزيد بن هارون والخرائطي في مكارم الأخلاق ط الآفاق (ص235) من طريق عبد الله بن إدريس الكوفي كلاهما عن أشعث بن سوار عن كردوس عن عبد الله [ولفظ ابن إدريس: قال قال عبد الله بن مسعود] قال: إن للقلوب نشاطاً وإقبالاً، وإن لها لتولية وإدباراً، فحدثوا الناس ما أقبلوا عليكم.
إسناده ضعيف
شاهد آخر
زهير بن حرب في العلم ط المكتب الإسلامي (ص25) من طريق عبد الرحمن بن مهدي والدارمي في المسند ت حسين أسد (ج1/ص411) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث كلاهما عن عن شعبة عن أبي إسحاق، قال: سمعت أبا الأحوص يقول: كان عبد الله، يقول: لا تملوا الناس.
إسناده صحيح ورواه زهير بن معاوية الجعفي وإسرائيل كلاهما عن أبي إسحاق به وزادا في آخره "فَيَمَلُّوا الذكر"
هذا والله أعلم