قال حذيفة بن اليمان: أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة، ولتصلين النساء وهن حيض، ولينقضن الإسلام عروة عروة، ولتركبن طريق من كان قبلكم حذو النعل بالنعل، وحذو القذة بالقذة، لا تخطئون طريقهم ولا يخطأ بكم، وتبقى فرقتان من فرق كثيرة تقول إحداهما: ما بال الصلوات الخمس؟ لقد ضل من كان قبلنا، إنما قال الله {َأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفِيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} [هود:١١٤]، لا يصلون إلا صلاتين أو ثلاثة، وفرقة أخرى تقول: إنا مؤمنون بالله كإيمان الملائكة ما فينا كافر ولا منافق، حقاً على الله أن يحشرهم مع الدجال.
حكم الأثر: لا يصح
أخرجه أبو عبد الله الحاكم في المستدرك ط العلمية (ج4/ص516) من طريق أحمد بن حنبل ومحمد بن وضاح في البدع ت سليم (ص115) من طريق أسد بن موسى الملقب بأسد السنة والطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس ت شاكر (ج2/ص672) والدولابي في الكنى والأسماء ت الفاريابي (ج2/ص814) من طريق محمد بن بشار العبدي ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن مهدي، ثنا عكرمة بن عمار، عن حميد أبي عبد الله الفلسطيني [وعند الطبري: محمد بن أبي عبد الله الفلسطيني وعند الدولابي: جنيد وهو تصحيف]، حدثني عبد العزيز ابن أخي حذيفة [وعند ابن وضاح والطبري: أخو حذيفة]، عن حذيفة، قال: أول ما تفقدون من دينكم الخشوع [وعند ابن وضاح: من دينكم الأمانة]، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة، ولتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، وليصلين النساء وهن حيض، ولتسلكن طريق من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، وحذو النعل بالنعل، لا تخطئوا طريقهم، ولا يخطأ بكم، حتى تبقى فرقتان من فرق كثيرة، فتقول إحداهما: ما بال الصلوات الخمس، لقد ضل من كان قبلنا، إنما قال الله: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل} لا يصلون إلا ثلاثا، وتقول الأخرى: إنا المؤمنون بالله، كإيمان الملائكة، ما فينا كافر ولا منافق. حق على الله أن يحشرهما مع الدجال.
ابن بطة في الإبانة الكبرى ط الراية (ج2/ص901) حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن سعيد قال: حدثنا يعقوب الدورقي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، عن حميد بن أبي عبد الله الفلسطيني، قال: أخبرني عبد العزيز أخو حذيفة، عن حذيفة أنه قال: تفترق هذه الأمة، حتى تبقى فرقتان من فرق كثيرة تقول إحداهما: ما بال الصلوات الخمس لقد ضل من كان قبلنا؟ وتقول الأخرى: إنا مؤمنون كإيمان الملائكة ما فينا كافر ولا منافق، حقاً على الله تعالى أن يحشرهم مع الدجال.
- حميد مجهول
- عبد العزيز مجهول واختلف فيه هل هو أخو حذيفة أم ابن أخ لحذيفة ورجح الذهبي أنه ابن أخي حذيفة (تجريد أسماء الصحابة للذهبي ط المعرفة ج1/ص359) وممن قبله رجح ذلك أبو نعيم الأصبهاني قلت وأنا أرجح أنه أخو حذيفة فقد قال البخاري: قال ابن مهدي، والعقدي - هو أبو عامر عبد الملك بن عمرو وستأتي روايته-، عن عكرمة بن عمار، عن حميد أبي عبد الله، سمع عبد العزيز أخو حذيفة عن حذيفة وكذلك قال أبو حاتم الرازي هو أخو حذيفة (التاريخ الكبير للبخاري ت الدباسي والنحال ج7/ص9 والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف ج5/ص399)
وقد توبع عبد الرحمن بن مهدي
1- تابعه أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي القيسي
أخرجه أبو بكر الخلال في السنة ت الزهراني (ج4/ص112) وابن بطة في الإبانة الكبرى (ج2/ص571) من طريق أبي عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني وأبو أحمد الحاكم في الأسامي والكنى ت الأزهري (ج5/ص186) من طريق إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ابن راهويه مختصراً كلاهما عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، قال: ثنا عكرمة [زاد أبو أحمد الحاكم: ابن عمار اليمامي]، عن أبي عبد الله الفلسطيني، قال: حدثني عبد العزيز أخو حذيفة، عن حذيفة بن اليمان، قال: أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة، وليصلين النساء وهن حيض، ولينتقضن عرى الإسلام عروة عروة، ولتركبن طريق من كان قبلكم حذو النعل بالنعل، وحذو القذة بالقذة، ولا تخطئون طريقهم ولا يخطأ بكم، حتى تبقى فرقتين من فرق كثيرة، تقول إحداهما: ما بال الصلوات الخمس، لقد ضل من كان قبلنا، إنما قال: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل} [هود: ١١٤]، لا تصلون إلا صلاتين أو ثلاثة، وفرقة أخرى تقول: إنا لمؤمنون بالله كإيمان الملائكة، وما فينا كافر ولا منافق. حقاً على الله أن يحشرهم مع الدجال.
وهنا عبد العزيز أخو حذيفة وليس ابن أخيه
2- وتابعه عبد الصمد بن عبد الوارث العنبري البصري
أخرجه أبو بكر الخلال في السنة ت الزهراني (ج4/ص112) من طريق أبي عبد الله أحمد بن حنبل ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال ثنا عكرمة بن عمار اليماني، قال: ثنا حميد أبو عبد الله، قال: حدثني عبد العزيز أخو حذيفة، أن حذيفة، قال: أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، فذكر مثل معناه، إلا أنه ذكر: ليصلين النساء وهن حيض.
وكذلك هنا عبد العزيز أخو حذيفة وليس ابن أخيه
3- وتابعه وكيع بن الجراح
أحمد بن حنبل في الزهد ط العلمية (ص147) وابن أبي شيبة في المصنف ت الشثري (ج19/ص426) ومن طريقه أبو نعيم في حلية الأولياء ط السعادة (ج1/ص281) كلاهما عن وكيع بن الجراح، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثني أبو عبد الله الفلسطيني، عن عبد العزيز أخي حذيفة [وعند ابن أبي شيبة: عبد العزيز ابن أخ لحذيفة]، عن حذيفة قال [وعند ابن أبي شيبة: سمعته من حذيفة من خمس وأربعين سنة، قال: قال حذيفة]: أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة.
أبو عمرو الداني في الفتن ط العاصمة (ج3/ص599) حدثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدثنا أحمد بن ثابت، قال: حدثنا سعيد بن عثمان، قال: حدثنا نصر بن مرزوق، قال: حدثنا علي بن معبد، قال: حدثنا موسى بن أعين، عن ليث بن أبي سليم، عن ابن حصين، عن أبي عبد الله الفلسطيني، قال: سمعت حذيفة بن اليمان، يقول: لتنتقضن عرى الإسلام عروة عروة، ولتركبن سنن الأمم من قبلكم حذو النعل بالنعل، لا تخطئون طريقهم، ولا يخطأ بكم، حتى يكون أول نقضكم من عرى الإيمان الأمانة، وآخرها الصلاة وحتى يكون في هذه الأمة أقوام يقولون: والله ما أصبح فينا منافق ولا كافر، وإنا أولياء الله حقا حقا، وذلك بسبب خروج الدجال، حق على الله أن يلحقهم به.
وهذا إسناد خطأ وليث بن أبي سليم ضعيف وأبو عبد الله الفلسطيني هو حميد ورواه عن عبد العزيز أخي حذيفة كما تقدم وهو الصواب بلا شك
- عبد الرحمن بن عثمان هو أبو المطرف عبد الرحمن بن عثمان بن عفان القشيري
- أحمد بن ثابت هو أحمد بن ثابت بن أحمد بن الزبير بن عكف التغلبي القرطبي قال ابن الفرضي كان شيخاً صالحاً ثقة (تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ط الخانجي ج1/ص58)
- سعيد بن عثمان هو أبو عثمان سعيد بن عثمان بن سعيد بن سليمان بن محمد بن مالك بن عبد الله التجيبي الأعناقي القرطبي قال ابن الفرضي كان ورعاً زاهداً عالماً بالحديث بصيراً بعلله لا علم له بالفقه (تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي ط الخانجي ج1/ص195)
- نصر بن مرزوق هو أبو الفتح نصر بن مرزوق المصري قال ابن أبي حاتم الرازي كتبنا عنه وهو صدوق (الجرح والتعديل ط المعارف العثمانية ج8/ص472)
- علي بن معبد هو علي بن معبد بن شداد العبدي الرقي سكن مصر قال أبو حاتم الرازي ثقة (الجرح والتعديل ط المعارف العثمانية ج6/ص205)
- موسى بن أعين هو أبو سعيد الحَرَّانِيُّ ثقة
طريق آخر عن حذيفة وأظنه يعود إلى حميد الفلسطيني الذي رواه عن عبد العزيز أخي حذيفة كما سيأتي
أبو بكر الآجري في الشريعة ط الوطن (ج1/ص322) ومن طريقه أبو عمرو الداني في الفتن ط العاصمة (ج3/ص605) حدثنا إسحاق بن أبي حسان الأنماطي قال: حدثنا هشام بن عمار الدمشقي قال: حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين قال: حدثنا الأوزاعي قال: ثنا يونس بن يزيد، عن الزهري، عن الصنابحي، عن حذيفة بن اليمان قال: لتتبعن أثر من كان قبلكم حذو النعل بالنعل، لا تخطئون طريقتهم ولا تخطئنكم، ولتنقضن عرى الإسلام عروة فعروة، ويكون أول نقضها الخشوع حتى لا يرى خاشعاً، وحتى يقول أقوام: ذهب النفاق من أمة محمد فما بال الصلوات الخمس؟ لقد ضل من كان قبلنا حتى ما يصلون بينهم أولئك المكذبون بالقدر، وهم أسباب الدجال، وحق على الله أن يلحقهم بالدجال
هذا إسناد منكر من أجل عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين خالفه موسى بن أعين الحراني
أخرجه أبو عمرو الداني في الفتن ط العاصمة (ج3/ص605) حدثنا ابن عفان، حدثنا أحمد قال: حدثنا الأعناقي، قال: حدثنا نصر، قال: حدثنا علي، قال: حدثنا موسى بن أعين، عن الأوزاعي، عن رجل من أهل الحجاز، عن الصنابحي، عن حذيفة، قال: ولتنتقض عرى الإسلام عروة عروة، ويكون أول نقضه الخشوع، حتى لا ترى خاشعاً.
- ابن عفان هو أبو المطرف عبد الرحمن بن عثمان بن عفان القشيري
- أحمد هو أحمد بن ثابت بن أحمد بن الزبير التغلبي القرطبي تقدم
- الأعناقي هو أبو عثمان سعيد بن عثمان التجيبي تقدم
- نصر هو أبو الفتح نصر بن مرزوق المصري تقدم
- علي هو علي بن معبد بن شداد العبدي الرقي تقدم
وقد رووه عن الأوزاعي عن يحيى السيباني مرسلاً عن حذيفة
الطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس ت شاكر (ج2/ص674) وعبد الله بن أحمد بن حنبل في السنة ت القحطاني (ج1/ص323) وأبو بكر الخلال في السنة ت الزهراني (ج4/ص135) من طريق الوليد بن مسلم وأبو بكر الآجري في الشريعة ط الوطن (ج2/ص679) من طريق الضحاك بن مخلد واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (ج5/ص1018) من طريق وكيع بن الجراح وابن أبي شيبة في الإيمان ط المكتب الإسلامي (ص30) من طريق عيسى بن يونس وأبو عبيد الهروي في الإيمان ط مسلم (ص81) وابن بطة في الإبانة الكبرى ط الراية (ج2/ص571) من طريق محمد بن كثير الثقفي والطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس ت شاكر (ج2/ص646) من طريق عبد الله بن داود الهمداني خمستهم عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني أن حذيفة كان يقول [واما الباقي فقالوا: عن يحيى بن أبي عمرو السيباني قال: قال حذيفة]: إني لأعرف أهل دينين، أهل ذينك الدينين في النار: قوم يقولون: إن الإيمان كلام [زاد الضحاك ووكيع وعيسى: وإن زنى وقتل، وأما محمد بن كثير وعبد الله بن داود فزادا: وإن زنى وإن سرق]، وقوم يقولون: ما بال الصلوات الخمس؟ وإنما هما صلاتان [زاد الضحاك: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل} [الإسراء: ٧٨] وأما وكيع وعيسى فزاد: صلاة العشاء وصلاة الفجر، وأما عيسى فزاد: صلاة المغرب أو العشاء، وصلاة الفجر، وأما عبد الله بن داود فقال: وقوم يلعنون أوليتهم يقولون: إنما افترض الله صلاتي].
وهذا أصح، إلا أن أبا عبيد الهروي قال: وقال ضمرة بن ربيعة يحدثه عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن حميد المقرائي، عن حذيفة.
وأخرجه أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم في الثالث من حديثه كما في مجموع مصنفاته (ص142) حدثنا أبو عتبة حدثنا بقية حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن حميد المقرئ عن النبي نحوه.
هكذا عن النبي وهذا خطأ أظنه من بقية بن الوليد وليس هو عن النبي
- حميد المقرئ قال ابن حبان حميد بن عقبة القرشي الفلسطيني وقيل حميد المقرى (الثقات ط المعارف ج4/ص150) وقال البخاري حميد بن عقبة القرشي ويقال: الفلسطيني روى عنه يحيى السيباني ويروي عن عبد العزيز أخي حذيفة.
فإذا كان هو حميد الفلسطيني حقاً فقد عاد الحديث إلى عبد العزيز أخي حذيفة
- أبو عتبة هو أحمد بن الفرج الكندي
الحاكم في المستدرك ط العلمية (ج4/ص465) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني، أنبأ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أرومة الأصبهاني، أنبأ أبو محمد الحسين بن حفص الهمداني، ثنا سفيان بن سعيد الثوري، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن ابن الديلمي، عن حذيفة بن اليمان، قال: إني لأعلم أهل دينين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في النار: قوم يقولون: إن كان أولنا ضلالا ما بال خمس صلوات في اليوم والليلة، إنما هو صلاتان العصر والفجر، وقوم يقولون: إنما الإيمان كلام وإن زنى وإن قتل
كذا ابن الديلمي وهو غلط أظنه من محمد بن إبراهيم بن أرومة الأصبهاني فضبطه وحفظه لم ينص عليه أحد
طريق آخر عن حذيفة
أبو داود السجستاني في الزهد ط المشكاة (ص247) نا عثمان بن أبي شيبة، قال: نا جرير، عن مغيرة، عن يزيد بن الوليد، عن رجل من أهل الشام، عن عمر (1)، عن حذيفة بن اليمان، قال: أول ما تفقدون من دينكم التخشع.
إسناده مجهول لا يصح ولا يصلح كشاهد أو متابع في الشواهد
- (1) هكذا عمر وهو تصحيف صوابه "عمه"
- جرير هو جرير بن عبد الحميد الضبي
- مغيرة هو مغيرة بن مقسم الضبي
- يزيد بن الوليد مجهول
الطبري في تهذيب الآثار مسند ابن عباس ت شاكر (ج2/ص673) حدثنا ابن حميد قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن يزيد بن الوليد، عن رجل من أهل الشام، عن عمه، عن حذيفة قال: إن أول ما تفقدون من دينكم التخشع، وآخر ما تفقدون منه الصلاة، ولتقوضن عرى الإسلام عروة عروة، ولتتبعن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل، لا تخطئون ولا يخطأ بكم، وليجيئن قوم يقولون: إنما ضل من ضل قبلنا بأنهم صلوا خمسا، والله يقول: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل} [هود: ١١٤]، وليجيئن قوم يصلي نساؤهم وهن حيض، وليجيئن قوم يشهدون على من صلى إلى القبلة بالإيمان، ويزعمون أن لا نفاق.
إسناده مجهول لا يصح
هذا والله أعلم