أين كان الله قبل خلق السماوات والأرض وقبل الخلق؟

أين كان الله قبل الجهات وقبل خلق العرش

قال أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي في أين كان ربنا قبل أن يخلق السماء: لا يُفسر هذا ولا سمعنا أحداً يفسره (انظر تخريجه في هذه المقالة)

وقال سليمان التيمي: لو سئلت أين الله؟ لقلت في السماء، فإن قال فأين كان عرشه قبل السماء؟ لقلت على الماء، فإن قال: فأين كان عرشه قبل الماء؟ لقلت لا أعلم. قال البخاري وذلك لقوله تعالى: {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء} يعني إلا بما بيّن. انتهى كلام البخاري (انظر تخريجه في هذه المقالة)

قلتُ: فمن هنا تعلم أن هؤلاء أهل البدع سألوا، لأن أهل البدع كانوا يسألون التابعين وغيرهم، وأهل البدع في زماننا يسألوننا نفس السؤال والعقل لا يدرك هذه الأشياء ولهذا قال البخاري عقب قول سليمان التيمي إلا بما بيّنه الله. فلو أقبلت على هؤلاء وقلت لماذا خلق الله البشر؟ لقالوا للعبادة كما في كتاب الله، ثم تسألهم وهل يستفيد الله من عبادة البشر له؟ لقالوا لا، ثم لا يدري الحكمة ويتحير في ضرب الأسباب ولهذا لو أجاب بالقرآن وقال في الحكمة لا أعلم، كفى نفسه.

وقال عمر بن الخطاب: من سره أن يكون عالماً فقيهاً فليقل كما قال جبير بن مطعم سئل عما لا يعلم فقال: الله أعلم (انظر تخريجه في هذه المقالة)

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: وا بردها على الكبد إذا سئلت عما لا أعلم أن أقول الله أعلم (انظر تخريجه في هذه المقالة)

وقال عقبة بن مسلم أن ابن عمر سئل عن شيء، فقال: لا أدري، ثم أتبعها، فقال: أتريدون أن تجعلوا ظهورنا لكم جسوراً في جهنم، أن تقولوا: أفتانا بهذا ابن عمر (انظر تخريجه في هذه المقالة)

وقال الشَّعْبِيُّ: ما أبالي سئلت عما أعلم أو عما لا أعلم أقول إذا سئلت عما لا أعلم لم أستح أن أقول لا أعلم (انظر تخريجه في هذه المقالة)

وقال الإمام مالك بن أنس: كنا جلوساً عند أيوب بن كيسان السختياني فسأله ابن نافع عن شيء فلم يجبه أيوب، فقال له لا أراك فهمت قال أيوب: بلى، قال: فما لك لا تجيبني؟ قال: لا أعلم (انظر تخريجه في هذه المقالة)

وقال زيد بن الحباب رأيت سفيان الثوري إذا سئل عن المسائل قال لا أدري حتى يظن من رآه أنه لا يحسن من العلم شيئاً (انظر تخريجه في هذه المقالة)

هذا والله أعلم

إرسال تعليق