مدى صحة قال أحد السلف لأن أكون ذنبا في الحق أحب إلي من أن أكون رأسا في الباطل

مدى صحة أثر قال أحد السلف لأن أكون ذنبا في الحق أحب إلي من أن أكون رأسا في الباطل

قال أحد السلف: لأن أكون ذنبًا في الحق، أحب إليّ من أن أكون رأسًا في الباطل.

قلتُ: أحد السلف هو عبيد الله بن الحسن بن الحصين العنبري قاضي البصرة

حكم الأثر: حسن صحيح

أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد ت بشار (ج12/ص9) وأبو طاهر السلفي في الطيوريات ط أضواء السلف (ج2/ص305) من طريق أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري والشجري كما في ترتيب الامالي الخميسية ط العلمية (ج1/ص94) ثلاثتهم عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي، قال: حدثنا محمد بن العباس [زاد السلفي والشجري: بن حيويه]، قال: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي من حفظه، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كنا في جنازة فيها عبيد الله بن الحسن وهو على القضاء فلما وضع السرير جلس وجل الناس حوله، قال: فسألته عن مسألة فغلط فيها؛ فقلت: أصلحك الله، القول في هذه المسألة كذا وكذا إلا أني لم أرد هذه، إنما أردت أن أرفعك إلى ما هو أكبر منها. فأطرق ساعة ثم رفع رأسه، فقال: إذا أرجع وأنا صاغر، إذا أرجع وأنا صاغر؛ لأن أكون ذنبا في الحق أحب إلي من أن أكون رأسا في الباطل.

 - محمد بن العباس بن حيويه هو أبو عمر محمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن يحيى بن معاذ الخزاز ثقة مشهور (انظر تاريخ بغداد للخطيب ت بشار ج4/ص205)

- الحسين بن الحسن المروزي هو أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن حرب السلمي صاحب ابن المبارك قال أبو حاتم الرازي صدوق وقال مسلمة بن قاسم الأندلسي كان ثقة أنبا عنه الديبلي وروى عنه من أهل بلدنا ابن وضاح. وقال أبو سعد الزاهد صدوق مسلم ما علمت (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ط المعارف العثمانية ج3/ص49 وإكمال تهذيب الكمال لمغلطاي ط العلمية ج2/ص335)

وروي بنحوه عن حماد بن أبي سليمان الكوفي قال عبد الرزاق، عن معمر قال: قلت لحماد: كنت رأساً، وكنت إماماً في أصحابك، فخالفته، فصرت تابعاً قال: إني أن أكون تابعاً في الحق خير من أن أكون رأسا في الباطل. وفي لفظ قال عبد الرزاق قال لي معمر: قال لي حماد من علماء البصرة فعددت له رجالاً ولم أذكر عبد الكريم أبا أمية فالتفت إلي أصحابه فقال: ألا تعجبون فإنه سكت عن أعلمهم عن عبد الكريم أبي أمية قال: فقلت له يعني حمادا كنت رأسا في الناس وعلما فصرت تابعا لهؤلاء المرجئة، قال: فقال لي: لأن أكون تابعا في الحق أحب إلي من أن أكون رأسا في الباطل (مسند ابن الجعد ط نادر ص67 والضعفاء الكبير للعقيلي ط العلمية ج1/ص304-305)

هذا والله أعلم

إرسال تعليق