قال الفضيل بن عياض التميمي الكوفي: إن هؤلاء أشربت قلوبهم حب أبي حنيفة وأفرطوا فيه حتى لا يرون أن أحداً كان أعلم منه، كما أفرطت الشيعة في حب علي بن أبي طالب (1)، وكان والله سفيان الثوري أعلم منه (2). وقال عبد الرزاق الصنعاني كنت جالساً مع أبي حنيفة في دير الكعبة، فجاء رجل فقال. يا أبا حنيفة ألا أعجبك من سفيان الثوري! رأيته يلبي على الصفا، قال اذهب ويحك فالزمه فإنه لا يلبي على الصفا إلا لعلم. قال عبد الرزاق: فتعجب منه فقلت ألم تسمع حديث مسروق عن عبد الله أنه لبى على الصفا (3).
سيأتي تخريج قول الفضيل وعبد الرزاق
قلت ومحمد زاهد الكوثري كان حقاً مجنون أبي حنيفة ففعل الأفاعيل حتى قال أحمد بن صديق الغماري فيه قول شديد مثل "معبوده أبي حنيفة" (انظر بيان تلبيس المفتري محمد زاهد الكوثري للغماري ص128-129-308)
- (1) صح عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: يهلك فِيَّ رجلان محب غالي ومبغض قال والثاني: ليحبني رجال يدخلهم الله عز وجل بحبي النار، ويبغضني رجال يدخلهم الله عز وجل ببغضي النار (انظر تخريجه في هذه المقالة)
- (2) صح عن عبد الله بن المبارك المروزي قال: لا أعلم على وجه الأرض أعلم من سفيان الثوري (انظر تخريجه في هذه المقالة)
- (3) أخرجه الشافعي في الأم ط الفكر (ج7/ص200) أخبرنا ابن عيينة عن منصور عن أبي وائل عن مسروق عن عبد الله أنه لبى على الصفا.
وأما قول الفضيل بن عياض فقد أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ط السعادة (ج6/ص358) حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا زكريا الساجي، ثنا محمد بن زنبور، قال سمعت فضيل بن عياض يقول: إن هؤلاء أشربت قلوبهم حب أبي حنيفة وأفرطوا فيه حتى لا يرون أن أحدا كان أعلم منه، كما أفرطت الشيعة في حب علي، وكان والله سفيان أعلم منه.
- سليمان بن أحمد هو الطبراني
- زكريا الساجي هو زكريا بن يحيى الساجي
- محمد بن زنبور هو أبو صالح المكي
وأخرج الثاني أبو نعيم الأصبهاني في حلية الأولياء ط السعادة (ج6/ص359) حدثنا سليمان بن أحمد ثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا محمود بن غيلان ثنا عبد الرزاق قال: كنت جالساً مع أبي حنيفة فذكره.
- الحسين بن إسحاق التستري هو الحسين بن إبراهيم بن إسحاق الدقيقي قال أبو بكر الخلال شيخ جليل (انظر تاريخ دمشق لابن عساكر ط الفكر ج14/ص39-41 وطبقات الحنابلة لابن أبي يعلى ط المعرفة ج1/ص142)
- محمود بن غيلان هو أبو أحمد العدوي المروزي
هذا والله المستعان وبه العصمة